ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 14 نوفمبر 2024 11:41 مساءً - أصبح المسرح السياسي الأمريكي مهيئاً لأكبر داعمي الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الملياردير إيلون ماسك، لممارسة نفوذه بعد نجاح الأول في انتخابات الرئاسة التي أجريت في الخامس من نوفمبر، وحدد ماسك بعض الأولويات بالنسبة له رغم غموض الدور المنتظر أن يلعبه في إدارة ترامب الجديدة.
في خطاب النصر الذي ألقاه ترامب الأربعاء واستغرق 25 دقيقة، أمضى الرئيس المنتخب ما يقرب من أربع دقائق في مناقشة مع ماسك، وأعلن أن الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس أكس «عبقري خارق»، وأشاد بإطلاق الصواريخ وبرامج الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من «سبيس أكس»، وأعلن «ولادة نجم - (هو) إيلون».
ورغم عدم تطرق ترامب إلى تفاصيل حول ماسك، يبدو أن الثنائي يتفقان على أن رجل الأعمال سيكون له تأثير كبير في ولاية ترامب الثانية، وربما يكون «حصان طروادة» في أبرز مواجهات ترامب المقبلة.
لجنة كفاءة الحكومة
بعد تأييده لترامب في يوليو، تبنى ماسك بشكل سريع فكرة قيادة «لجنة كفاءة الحكومة» التي تهدف إلى خفض تريليوني دولار أو أكثر من إنفاق الميزانية الفدرالية، في حين وصف ترامب ماسك بأنه «وزير خفض التكاليف».
وأشار كلاهما إلى أنه من غير المرجح أن يتولى ماسك دوراً رسمياً، حيث يقول ترامب إن ماسك «لا يريد أن يكون في مجلس الوزراء»، وقال ماسك «لا يوجد أجر ولا لقب ولا تقدير مطلوب» لخدماته. وذكر ماسك أنه لا يخطط للتوقف عن التدخل في السياسة مع هذه الانتخابات، حيث ستستمر لجنة العمل السياسي الأمريكية الفائقة التابعة له «بعد هذه الانتخابات، والاستعداد لانتخابات التجديد النصفي وأي انتخابات وسيطة».
وبحسب ما قاله في بودكاست سابق، يأمل ماسك «تقليص الوكالات «الفدرالية» لتكون أصغر بكثير»، والتأكد من «التزامها بما أقره الكونغرس بدلاً من كل هذه الأشياء الأخرى» و«تطهير» اللوائح والوكالات الفدرالية غير المبررة.
قدم ماسك أيضاً معلومات ضئيلة حول الدور الذي سيلعبه في إدارة ترامب الجديدة عبر سلسلة من المنشورات على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» التابعة له.
دعاوى قضائية معلقة
هناك عدد كبير من الدعاوى القضائية المعلقة والتحقيقات الحكومية ضد ماسك وشركاته، مما يعني أنه من المرجح أن يستمتع بالمناخ التنظيمي الأخف الذي يسعى ترامب لتطبيقه.
ومن بين القضايا القانونية والتنظيمية التي يواجهها ماسك استئناف لإعادة مكافأته البالغة 50 مليار دولار في أسهم تسلا والتي أبطلها قاضٍ في ولاية ديلاوير خلال يناير، وتحقيق في أنظمة القيادة الذاتية لشركة تسلا من الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، وتحذير من وزارة العدل بشأن جوائز لجنة العمل السياسي الأمريكية بقيمة مليون دولار لبعض الناخبين في الولايات المتأرجحة.
وقد تحصل تسلا، التي تمثل الجزء الأكبر من ثروة ماسك، على دَفعة من المقترحات الاقتصادية لترامب والتي من المرجح أن تضر بمنافسيها في مجال المركبات الكهربائية، وهي الفائدة التي تنعكس في الارتفاع الكبير لأسهمها خلال الجلسات الثلاث الأخيرة، حيث تجاوزت قيمتها السوقية تريليون دولار.
ووصلت ثروة ماسك إلى مستوى 304 مليارات دولار في أحدث التعاملات، بحسب بيانات شبكة فوربس، بعد انتعاشة أسهم تسلا، ليحلق منفرداً على قمة قائمة أغنياء العالم وبفارق أكثر من 70 مليار دولار عن أقرب منافسيه لاري إليسون الذي تصل ثروته إلى 230.7 مليار دولار.
رموز نارية
وأعاد إيلون ماسك تغريد صورة تطلق عليه لقب كبير مسؤولي التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ورد على ترامب برموز نارية في منشور يدعو فيه إلى إقالة رئيسة لجنة التجارة الفدرالية لينا خان، ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة غاري غينسلر، ورد بالإيجاب على منشور يدعو إلى «تفكيك واشنطن كما نعرفها».
وغالباً ما كان ماسك يصطدم بالجهات التنظيمية في إدارة بايدن. فرضت لجنة التجارة الفدرالية بقيادة خان غرامة قدرها 150 مليون دولار على «إكس»، التي كانت معروفة آنذاك باسم «تويتر»، وأمرت بفرض قيود على أساليب جمع البيانات الخاصة بشركة التواصل الاجتماعي للإعلان.
وجرى خلاف بين لجنة الأوراق المالية والبورصة بقيادة غينسلر مع ماسك بشأن استخدامه لـ«تويتر» في سياق دوره في تسلا كرئيس تنفيذي، وذلك بسبب تغريدة مثيرة للجدل في العام 2018 قال فيها ماسك إنه حصل على التمويل اللازم لتحويل تسلا إلى شركة خاصة.
تدخل في قرارات «الاحتياطي»
أيد الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، إيلون ماسك، الملياردير الداعم للرئيس المنتخب حديثاً دونالد ترامب، فكرة السماح للرؤساء بالتدخل في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
رداً على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس من السيناتور مايك لي، جمهوري من ولاية يوتا، والذي دعا إلى أن يكون الفدرالي تحت إشراف الرئيس، نشر ماسك يوم الجمعة الرمز التعبيري «100» أي مئة بالمئة، المستخدم لنقل الموافقة.
وكان السيناتور لي قد كتب في منشوره وسماً بعنوان «EndtheFed» أو انهوا «الاحتياطي الفيدرالي».
وعلى الرغم من أن تعليق ماسك مختصر، إلا أنه يعكس حملة ضغط أوسع نطاقاً على استقلال الفدرالي الأمريكي عن التدخلات السياسية والتي يمكن أن تتشكل في إدارة ترامب المقبلة.
مواجهة جيروم باول
ويوم الخميس الفائت، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إنه لن يستقيل من منصبه إذا طلب منه ترامب ذلك. وكان ذلك بمثابة إحياء لما يمكن أن يتطور مرة أخرى إلى علاقة مثيرة للجدل بين رئيس البنك المركزي والرئيس المنتخب.
ويهدف تقليد استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى منح البنك المركزي القدرة على تشكيل قرارات السياسة النقدية، مثل رفع أو خفض أسعار الفائدة، بناءً على صحة الاقتصاد الأمريكي في المستقبل فقط. ولكن خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، لم يخجل ترامب من الخروج عن التقاليد والاستخفاف العلني بأول قراراته السياسية.
على مدار الحملة الرئاسية لعام 2024، مرّر دونالد ترامب فكرة السماح لنفسه بإبداء الرأي في سياسة الفدرالي الأمريكي إذا فاز بالبيت الأبيض مرة أخرى.
قال ترامب في أغسطس في مؤتمر صحفي في ناديه مارالاغو في فلوريدا: «أشعر بأنه يجب أن يكون للرئيس رأي على الأقل في هذا الشأن». وتابع «أعتقد بأنه في حالتي، لقد كسبت الكثير من المال، وكنت ناجحاً للغاية، وأعتقد بأن لدي غريزة أفضل من، في كثير من الحالات، الأشخاص الذين قد يكونون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أو رئيس مجلس الإدارة».
أزمة أوكرانيا
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب أشرك الملياردير إيلون ماسك في مكالمة هاتفية بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اتصل لتهنئة ترامب على فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية الثلاثاء الماضي.
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مصدر قوله إن ماسك كان مع ترامب في منتجعه الخاص «مارالاغو» في فلوريدا عندما اتصل زيلينسكي لتهنئة الرئيس المنتخب.
وأضاف المصدر إن ترامب شغل مكبر الصوت في الهاتف لإشراك ماسك في المكالمة، فقام الرئيس الأوكراني بتوجيه شكره للملياردير - الذي يقود عدداً من أكبر شركات التكنولوجيا - لمساعدته في توفير خدمات الاتصالات لأوكرانيا عبر نظام ستارلينك خلال الحرب الدائرة مع روسيا.
وذكر المصدر أن المكالمة استغرقت 7 دقائق تقريباً ولم تتطرق إلى قضايا سياسية.
وذكرت «سي إن إن» أن مشاركة ماسك - الذي دعم حملة ترامب بملايين الدولارات - في تلك المكالمة تثير تساؤلات بشأن حدود نفوذه المتوقع في الإدارة الأمريكية المقبلة.
تسلا تسجل التريليون
حصد مؤسس شركة تسلا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أكبر ممول لحملة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مكاسب ضخمة عقب فوز ترامب. فسجلت القيمة السوقية لشركة تسلا تريليون دولار للمرة الأولى منذ 2022.
وتواصل أسهم شركة تسلا مكاسبها وترتفع 6.2% خلال تداولات الجمعة.
فقد قفزت أسهم تسلا بنسبة 15%، مما أدى إلى زيادة ثروة ماسك بنحو 30 مليار دولار، لتقترب من 300 مليار دولار، وذلك بعد أن دفع ماسك مبلغ 120 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية، ويأتي ذلك بعد إعلان فوز ترامب الكبير على منافسته كامالا هاريس خلال 24 ساعة.
ووجه ماسك 119 مليون دولار لصالح America PAC وهي لجنة عمل سياسية أنشأها إيلون ماسك بدعم من عدد من رجال الأعمال البارزين في مجال التكنولوجيا لدعم حملة دونالد ترامب الرئاسية لعام 2024.
وفي وقت سابق، الأربعاء، توقع محلل Wedbush دان إيفز، أن تتجاوز قيمة تسلا حاجز تريليون دولار في حال فوز ترامب بالفعل في الانتخابات.
وأضاف في تصريحات لـCNBC: فوز ترامب قد يضيف ما يتراوح ما بين 40 دولاراً و50 دولاراً لسهم تسلا على الفور، وقد يعزز ذلك قيمة الشركة إلى تريليون أو 1.5 تريليون دولار.
وارتفع سهم تسلا بنحو 1% فقط منذ بداية العام الجاري، ووصلت قيمته السوقية عند 807 مليارات دولار.
هذا وقفزت أسهم تسلا بنحو 15% في تعاملات ما قبل بداية جلسة اليوم الأربعاء.
وحدد إيفز حافزاً أساسياً لسهم تسلا تحت إدارة ترامب المحتملة وهو لوائح تنظيمية أقل، معتقداً أن يكون إنهاء ترامب للإعفاء الضريبي بالنسبة للسيارات الكهربائية مسألة إيجابية للشركة على مستوى الحجم والنطاق.