ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 10 نوفمبر 2024 07:23 مساءً - يستعد أكثر من 26 مليون موقع للتجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم منذ أيام لتخفيضات «11.11»، أو ما يطلق عليه تخفيضات «يوم العزاب»، والتي تشهد تخفيضات كبيرة في الأسعار على الكثير من المنتجات، في الوقت الذي يتوقع أن تتم 20.1 % من عمليات شراء مختلف المنتجات عبر الإنترنت في العام 2024، وترتفع هذه النسبة إلى 22.6 % بحلول العام 2027.
وقد بدأت فكرة الاحتفال بهذا اليوم في عام 1993 في الصين، وتم اختيار يوم 11/11 ليمثل الرقم «1» إشارة إلى الفردية أو «العزوبية». ومنذ ذلك الحين، تطورت الفكرة لتتحول إلى مناسبة تجارية، حيث بدأ الأفراد يحتفلون بهذا اليوم بشراء الهدايا لأنفسهم والمشاركة في فعاليات اجتماعية. وفي غضون سنوات قليلة تحولت المناسبة إلى أكبر حدث تسوق على مستوى العالم بفضل العديد من شركات التسوق الإلكتروني وفي مقدمتها «علي بابا» التي أطلقت مبادرات تسويقية ضخمة دعماً لهذا اليوم.
ومما يعطي لهذه الفعالية أهمية كبيرة أنها تسجل مبيعات قياسية، فبحسب مزود البيانات الشهير «سينتن»، بلغ إجمالي المبيعات عبر منصات التجارة الإلكترونية الرئيسية في فعالية «11.11» نحو 156.4 مليار دولار حول العالم بنمو سنوي 2.9 % مقارنة بالعام 2022. وهذا يعطي صورة واضحة عن أهمية هذه المناسبة لمنصات التجزئة والتي تعتبر فرصة كبيرة لتحقيق مبيعات قياسية، خاصة وأن هناك نحو 500 مليون شخص حول العالم يتوقع مشاركتهم في «يوم العزاب» هذا العام.
عوامل نمو
وقد أدى ظهور الأجهزة المحمولة والتطبيقات إلى توسيع نطاق التجارة الإلكترونية وبالتالي زيادة حجم المشاركة في تخفيضات «11.11»، مما مكن العملاء من التسوق في أي مكان وفي كل وقت، حيث تعمل التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، على تحويل كيفية عرض المنتجات وتجربتها عبر الإنترنت. ولذلك تجد أن سوق التجارة الإلكترونية العالمية يتحرك بسرعة من خلال التكامل المتزايد بين أدوات التكنولوجيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، والميل المتزايد للمستهلكين نحو التسوق عبر الإنترنت. حسب منصة «برسيدانس ريسيرتش».
ومما يساعد على تفرد هذا اليوم «11.11» بتحقيق مبيعات قياسية، هو أنه يشهد خصومات ضخمة، حيث تستفيد الشركات والماركات التجارية من هذه المناسبة من خلال تقديم خصومات حصرية، مما يجذب المزيد من المستهلكين الذين ينتظرون هذا اليوم للحصول على المنتجات بأسعار مخفضة.
كما أن هناك عاملاً آخر وهو تنوع المنتجات على مختلف المنصات، فعلى عكس بعض أحداث التسوق التي تركز على نوع معين من المنتجات، تقدم تخفيضات «11.11» مجموعة واسعة من السلع تشمل الإلكترونيات والملابس والأجهزة المنزلية وغيرها من المنتجات التي تلبي احتياجات المتسوقين.
لكن يمكن القول بأن أكثر ما يعطي هذا اليوم أهمية متزايدة هو دعم الشركات الكبرى، حيث تقدم شركات عالمية مثل «علي بابا» و«علي إكسبريس» و«أمازون» و«نون» و«نمشي» و«جوميا»، تخفيضات تصل إلى 80 % على مختلف المنتجات وعلى نطاق واسع، وتدير حملات إعلانية مكثفة، مما يسهم في زيادة شعبية هذا اليوم. كما تستثمر هذه الشركات ملايين الدولارات في الإعلانات والعروض الترويجية لهذا اليوم لجذب أكبر عدد من المشترين، مما أدى بالتالي إلى تزايد شعبية هذا اليوم وانتشاره في مختلف دول العالم.
الشرق الأوسط
وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط طفرة كبيرة في التسوق الإلكتروني أعادت تشكيل المشهد التجاري فيها مع تغير سلوكيات المستهلكين مدفوعاً بالاستخدام الواسع النطاق للتقنيات المتطورة والمبادرات الحكومية المواتية لتعزيز الاقتصاديات الرقمية. وتتيح أسواق المنطقة حالياً شراء وبيع المنتجات والخدمات المتنوعة عبر الإنترنت، مما أدى إلى إحداث تحول كبير في كيفية عمل الشركات وكيفية وصول المستهلكين إلى السلع.
ويشمل السوق الآن مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك متاجر البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، والأسواق الرقمية، والمعاملات بين الشركات والمستهلكين، فضلاً عن المعاملات بين الشركات، وفق ما ذكرت مجموعة «آي إم إيه آر سي».
لذلك تتوقع منصة «ستاتيستا» وصول إيرادات سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة إلى 95.09 مليار دولار في العام 2024، ترتفع إلى 162.7 مليار دولار بحلول العام 2029 بمعدل نمو سنوي مركب 11.34 % خلال الفترة نفسها. ومن المتوقع كذلك وصول عدد المستخدمين الدائمين في سوق التجارة الإلكترونية إلى 161.4 مليون مستخدم بحلول العام 2029.
الإمارات
وقد برزت الإمارات كأحد أسرع الأسواق نمواً فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، إذ تضاعف عدد المتسوقين عبر الإنترنت فيها خلال العامين الماضيين. وفي هذا الصدد، قال رونالدو مشحور، نائب رئيس شركة «أمازون» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن التجارة الإلكترونية في المنطقة شهدت نمواً لافتاً، متوقعاً أن تصل قيمة القطاع إلى 260 مليار دولار بحلول 2029، مدعومة بالنمو المتزايد للتحول الرقمي.
وأكد أن الإمارات لا تزال تحتل موقع الصدارة في مشهد نمو قطاع التجارة الإلكترونية، فيما تشير دراسات السوق إلى أن القطاع ينمو بسرعة في جميع أنحاء المنطقة. وقال إن سر نجاح القطاع في الإمارات هو: الدعم الحكومي القوي، وتطور قطاع الاتصالات والتقنيات، والتشجيع على الابتكار، وارتفاع نسبة فئة الشباب.
ورأى أن بيئة الإمارات التقنية والبنية التحتية اللوجستية ساعدت منذ البداية على تطور الشركات القائمة على التجارة الإلكترونية وتأقلمها مع مستجدات ومتطلبات القطاع والمتسوقين الرقميين، حيث تعددت خيارات التسوق والدفع وتسليم المنتجات عبر الإنترنت والهواتف الذكية التي تتمتع الإمارات بأعلى نسبة انتشار عالمياً بين السكان.
وكشفت أحدث دراسة من «أمازون الإمارات» أن التوصيل الأسرع هو المحرك الأساس للعاملين في قطاع التسوق الإلكتروني بالدولة أكثر من أي وقت مضى. وأكدت الدراسة أن خدمة التوصيل السريع تعد واحدة من أهم العوامل التي تحوز على اهتمام العملاء عند التسوق عبر الإنترنت، حيث أشار أكثر من 33 % من العملاء في الإمارات إلى هذا العامل كأحد الاعتبارات الرئيسية خلال عملية الشراء.