ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 10 أكتوبر 2024 01:23 صباحاً - يسارع المستهلكون إلى إدانة التضخم الجشع، عندما ترتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية في المتاجر بشكل يفوق تكلفة المواد الخام، إلا أنه من الصعب تماماً تحديد متى يصبح السعر مبالغاً فيه، حين يتعلق الأمر بشراء حقيبة يد أو ساعة باهظة الثمن. رغم ذلك، هناك دلائل قوية على أن الزيادات الكبيرة المبالغ فيها في أسعار السلع الفاخرة بعد الجائحة، قد أثرت سلباً في جاذبيتها.
وتشير تقديرات محللي «بيرنشتين» إلى ارتفاع أسعار مجموعة مختارة من المنتجات «الباهظة» بنسبة 66%، بين عامي 2020 و2023، في متاجر «ديور» المملوكة لمجموعة «إل في إم إتش»، تليها «شانيل». في المقابل، اكتفت «هيرميس» بزيادة أسعارها بنسبة 20% فقط.
وكان هذا الاتجاه مسؤولاً عن قدر كبير من توسع هامش القطاع على مدار الأعوام القليلة الماضية. فقد ارتفعت الأرباح التشغيلية من 21% من الإيرادات في 2019، إلى 26% في عام 2022، وفق حسابات «إتش إس بي سي». وتكمن المشكلة، مع ذلك، في أن هذا الاتجاه بدأ يقلب الأمور رأساً على عقب في أسواق السلع الفاخرة، فصارت الأسعار عائقاً أمام الصناعة، بعد أن كانت داعمة لها، مع تخفيض المستهلكين لإنفاقهم.
وفي مواجهة ذلك، توقفت الكثير من العلامات التجارية بالفعل عن زيادة أسعارها، بل اتجه بعضها إلى خفض الأسعار. ولا تحتاج هذه العلامات التجارية إلى تقديم حسومات لتتراجع هوامش أرباحها. كل ما تحتاجه، هو تقديم المزيد من الخيارات في المنتجات الأرخص. وبصفة عامة، شهد الربع الثاني من العام الجاري انخفاضاً قدره 3% في متوسط سعر بيع السلع الفاخرة، وتراجعاً بنسبة 6% في أسعار حقائب اليد بصفة خاصة، حسب تحليل «بيرنشتين» لبيانات «ليست».
ولم تتأثر كل العلامات التجارية بالقدر نفسه، حيث يشير تقرير «إتش إس بي سي»، إلى أن «هيرميس»، التي تجمع بين الانضباط والجاذبية، استطاعت رفع أسعارها بنسبة تتراوح بين 8% و9% في أول شهرين من العام. فيما قامت كل من «مونكلير» و«برادا»، برفع أسعارهما بشكل كبير بعد الجائحة. ومع ذلك، تشير أحدث بيانات الأداء، إلى أن عملاء كلتا العلامتين التجاريتين لم ينفضوا عنهما بعد. على الجانب الآخر، اتبعت «بربري» نهجاً أكثر تحفظاً في خط إنتاجها التقليدي. رغم ذلك، جاءت مجموعاتها الجديدة بأسعار أعلى بكثير، ما أدى إلى انخفاض حجم مبيعاتها بنسبة 21% خلال الربع الثاني من العام.
وبصفة عامة، يشير انخفاض قوة التسعير، إلى أن الانتعاش الذي طال انتظاره للسلع الفاخرة، سيستغرق وقتاً طويلاً. ورفع المستثمرون أسعار القطاع بأكثر من 10%، على أمل أن تعمل حزمة التحفيز الصينية على إنعاشه. لكن الأمر لن يكون بمثل هذه البساطة.