«الخيرية العالمية» تدشن مركزاً لمواجهة التداعيات النفسية والاجتماعية لزلزال تركيا وسورية

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 14 مايو 2023 10:14 مساءً - دشّنت الهيئة ‏الخيرية الإسلامية العالمية، أمس، مشروع مركز دعم النفسي والاجتماعي لإزالة الآثار النفسية السلبية الناجمة عن تداعيات زلزال جنوب تركيا وشمال سورية في فبراير الماضي.

Advertisements

وقال مدير الهيئة بالإنابة عبدالرحمن المطوع، في مؤتمر صحافي بالمناسبة، إن هدف المركز الاعتناء بالنواحي الوقائية والإرشادية والتأهيلية والعلاجية للمتضررين من الزلازل، مشيراً إلى أن الهيئة عملت على ترتيب العمل التطوعي، حيث أنشأت إدارة له في عام 2015 لتكون مظلة إدارية لفرقها ومبادراتها التطوعية، ونظمت علاقة الشراكة معها عبر مجموعة من الإجراءات والضوابط والسياسات الإدارية والإعلامية والمالية، لتحقيق التواصل المؤسسي الفعال لأجل ممارسة تطوعية احترافية على قواعد علمية ومعايير عالمية.

وأوضح المطوع أن الهيئة تحتضن 36 فريقاً ومبادرة تطوعية، تضم نخبة أبناء وبنات الكويت ويصل عددهم نحو 818 ناشطاً وناشطة، قدموا نماذج تحتذى في العطاء والإبداع، وأسهموا بجهود مخلصة ودؤوبة في تخفيف معاناة المجتمعات والمنكوبة.

بدوره، قال رئيس فريق تراحم التطوعي ناصر البسام، إن فريق تراحم يقوم بالعديد من الأعمال التطوعية والإغاثية في أكثر من 22 دولة، ويقدم الدعم للمنكوبين، مبينا أن الفريق لمس احتياجات المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب، ووجد ضرورة ايجاد مركز للعلاج النفسي للأطفال والأمهات وغيرهم من المتضررين، ليستطيعوا العطاء والتأقلم مع الحياة بعد هذه الصدمات النفسية.

وأضاف البسام، في المؤتمر الصحافي، أن «مركز الصحة النفسیة في أورفا مركز ریادي یقدم برامج متكاملة في الصحة النفسیة للناجین من صدمات الحروب والكوارث الطبیعیة، ويهدف المركز لتسليط الضوء على الإغاثة النفسية وأثرها على المجتمع وكيفية الاستثمار الأمثل لتقديم الخدمات، إضافة إلى تصميم أنموذج فريد للدعم النفسي الخيري، ليكون المركز الرئيسي ويتفرع عنه عدة فروع في ما بعد، وتقديم الخدمات النفسية والعلاجية والمساندة الاجتماعية لمن تعرضوا للصدمات والاضطرابات النفسية المصاحبة بها».

ولفت إلى أن «من الأهداف تدريب وتأهيل المختصين من خلال التدريب والإشراف لمركز العلاج والدعم النفسي في تركيا خلال عام، وإعداد البحوث والدراسات الميدانية التخصصية للوصول إلى توصيات تفيد المجتمع، والوصول إلى أكبر فئة مستفيدة للدعم النفسي والعلاج التخصصي، والتخفيف من شدة الأذيات النفسية لمتضرري الصدمات من خلال تقديم التدخل النفسي المناسب».

خدمات تخصصية

من جهته، قال الاستشاري والمعالج النفسي المتخصص بإدارة الغضب وبرنامج إعداد المرشد النفسي، ورئيس مركز الدعم النفسي والاجتماعي الدكتور عثمان العصفور، إن «المركز الذي سيفتتح في يونيو المقبل سيقدم العديد من الخدمات التخصصية، ومنها البحث العلمي من كتابة الأبحاث والدراسات الميدانية وتقيم أثر البرامج التخصصية المقدمة، والمكتبة التخصصية تحتوي على كتب تخصصية يستطيع المهتم الحضور إليها للقراءة والاستفادة منها، والاستعارة ضمن شروط محددة (دفع) تأمين مسترد لبعض الكتب التخصصية من تبرع كريم من أعضاء فريق تراحم المختصين بالصحة النفسية».

وأضاف العصفور أن «المركز يقدم العلاج النفسي الدوائي وغير الدوائي، عن طريق التعاقد بشكل جزئي مع طبيب نفسي للحالات التي يتم تحويلها من قبل المستشارين النفسيين في المركز، إضافة إلى الاستشارات النفسية والتربوية والأسرية، بتوفير عدد من المرشدين والأخصائيين النفسيين المؤهلين والمتابعين لتقديم الاستشارات التخصصية».

ولفت إلى أن «من الخدمات العلاج السلوكي من خلال أخصائي لتعديل السلوك يعمل على استخدام مهارات العلاج باللعب والفنوالسيكو، دراما، ويقوم بتدريبات لتقوية الانتباه والتركيز، وأنشطة الدعم النفسي غير التخصصي أنشطة غير تخصصية يقوم بها مدربون على تقديم الألعاب والأنشطة الجماعية التي تهدف إلى مساعدة الأطفال على تخطي آثار الصدمات، وتعليمهم أساليب صحية للتكيف، وتدريب الأمهات على برامج أساليب البقاء، وهو برنامج ممنهج يتم بين الأم والطفل عبر جلسات متنوعة تصل لست جلسات».

3 ملايين دينار إيرادات 94 مشروعاً تطوعياً

ثمّن مدير الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالإنابة عبدالرحمن المطوع جهود الفرق والمبادرات التطوعية التي تُوجت خلال عامي 2021-2022، بإيرادات بلغت قرابة 3 ملايين دينار، و94 مشروعاً، كان لها كبير الأثر في حياة أكثر من 4.5 مليون شخص في 22 دولة.

وذكر المطوع أنه «تقديراً لهذا الجهود، تسعى الهيئة الخيرية انطلاقاً من رؤيتها الاستراتيجية 2022- 2026، إلى تعزيز دور الفرق والمبادرات التطوعية وتطوير جهودها، متطلعة بعين الأمل والتفاؤل إلى مستقبل أفضل للعمل التطوعي المؤسسي تخطيطاً وتقييماً وتنفيذاً وتعظيماً للأثر».

علاج الصدمات النفسية للاجئين السوريين

قال رئيس فريق تراحم التطوعي ناصر البسام، إنه «تم تطوير آليات جديدة في علاج الصدمات النفسية، وتطبيقها على 100 من السوريين اللاجئين في تركيا والمتأثرين بالزلزال والحرب خلال عام. وقياس أثر البرامج النفسية المقدمة على 200 من اللاجئين في تركيا، وتقديم برامج وقائية توعوية تفيد الصحة النفسية لأفراد المجتمع من اللاجئين السوريين في تركيا والمتضررين من الحرب والزلزال، وتقديم برامج أساليب البقاء والتكيف لـ 60 مستفيدة من الأمهات للتكيف مع ضغوطات وصعوبات الحياة، وتقديم استشارات خاصة بالدعم النفسي للهيئات والمؤسسات السورية الأخرى والمعنية بالشأن السوري داخل تركيا وخارجها».

منصة «تعافي» للتوعية بالآثار النفسية للصدمات

أشار عثمان العصفور إلى أنه «سيتم إنشاء المنصة الالكترونية (تعافي) لنشر أحدث الدراسات والمنشورات والمقالات المرتبطة بالصدمات، بحيث تعمل على زيادة الوعي العربي والدولي بالآثار النفسية للصدمات الناتجة عن الحروب والكوارث الطبيعية، وتحتوي المنصة على تسجيلات لدورات تخصصية تساعد المختصين على التعامل مع الكوارث، وتفيد المجتمع في حال الكوارث والأزمات.

كما يخطط المركز لعمل دبلوم مهني في علاج الصدمات ومرئيات مع اختبار لاجتياز الدبلوم، وإصدار شهادة معتمدة من جهة الاعتماد تسجل في المنصة. كما تحتوي المنصة على تطبيق مقياس ما بعد الصدمة وتقديم استشارات بناء على النتيجة من متطوعين من فريق تراحم الصدمات».

أخبار متعلقة :