كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 3 مايو 2023 02:20 مساءً - لقد شاهدت بنفسي الآثار الخطيرة لسيطرة الدولة على الصحافة، بما في ذلك الرقابة والمعلومات المضللة، عندما عشت في ظل الشيوعية السوفياتية في بلادي ليتوانيا في ثمانينات القرن الماضي.

Advertisements

لقد عززت تلك التجربة التزامي اليوم، بصفتي ديبلوماسياً في الاتحاد الأوروبي في القرن الحادي والعشرين، بالدفاع عن حرية الصحافة وحرية التعبير وحقوق الإنسان كقيم تأسس بموجبها الاتحاد الأوروبي. إن هذه القيم تتمتع بالحماية كذلك بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ودستور الكويت.

لقد أتيت إلى الكويت في عام 2020، في وقت كان العالم لايزال يتعامل مع تداعيات جائحة كوفيد -19 وانتشار المعلومات المضللة المرتبطة بتلك الجائحة. ومع ذلك، فقد تمكن الصحافيون في الكويت من تزويدنا بمعلومات موثوقة حول الفيروس، ما ساعدنا في مواجهة انتشار المعلومات المضللة خصوصاً في الأيام الأولى من تلك الجائحة.

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة 2023، أؤكد أن حرية الصحافة ضرورية لسلامة النظام الديموقراطي بشكل عام حيث يجب ان يتمكن الصحافيون في كل مكان من قول الحقيقة للسلطات من دون الخوف من عواقب ذلك. كما تعد حرية الصحافة أمراً ضرورياً للنهوض بحقوق الإنسان، ولهذا السبب ننضم إلى «اليونسكو» اليوم، في الذكرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة، من أجل تسليط الضوء على حرية التعبير كمحرك رئيسي لتعزيز جميع حقوق الإنسان الأخرى.

لا يزال الاتحاد الأوروبي ملتزماً بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وتعزيزها، وهي أحد المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان المنصوص عليها في «شراكتنا الاستراتيجية مع الخليج»، والتي تعتبر خارطة طريق مهمة لتعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الكويت.

ويعتبر تواصلنا المستمر مع الإعلاميين في الكويت مثالاً حياً على هذا التعاون المهم، حيث في الآونة الأخيرة، وكجزء من شراكتنا الاستراتيجية مع الكويت، عقد الاتحاد الأوروبي ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام مع وزارة الإعلام الكويتية حول الاتصالات الاستراتيجية حيث شارك خبراء أوروبيون في ورشة العمل تلك وتبادلوا الخبرات في هذا الخصوص مع نظرائهم في الحكومة الكويتية. كما أن هناك فرصاً كثيرة لتعزيز مثل هذا التعاون ونقل الخبرات الأوروبية مع شركائنا في الحكومة والمجتمع المدني.

أما اليوم فتعتبر حماية حرية الصحافة موضع اهتمام الجميع، علماً بأن الاحتفاء بالذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في وقت لاحق من هذا العام سيعطي زخماً جديداً للمجتمع الدولي من أجل تعزيز التعددية وضمان حرية التعبير كجزء من التزامنا المشترك للنهوض بحقوق الإنسان.

---------------

* القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت

أخبار متعلقة :