نائب الأمير: الشعب استجاب لتصحيح المسار... ولن نسمح بأن تضل الرؤية وتختلط الأمور

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 20 يونيو 2023 10:39 مساءً - فيما رأى سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أن الشعب قال صدق كلمته وأثبت وفاءه لقيادته التي تقدره وتحترم كامل إرادته، واستجاب لتصحيح المسار، أكد سموه العمل سوياً من أجل هدف واحد ومصلحة واحدة، لما يجمعنا من كيان عظيم اسمه الكويت، لافتاً سموه إلى صفحة من ممارسات خلت من تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية، وإلى أن البلاد أمام مرحلة جديدة عنوانها العمل والإصلاح، في حين أن الصراعات وتصفية الحسابات وافتعال أزمات باتت محل استياء وعقبة أمام الإنجازات، محذّراً من عدم السماح بأن تضل الرؤية وتختلط الأمور.

Advertisements

وألقى سمو نائب الأمير النطق السامي لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة أمس، نقل خلاله بالغ تحيات سمو الأمير وصادق دعواته بأن يوفق الله الجميع إلى ما فيه خير البلاد والعباد، مهنئاً أعضاء مجلس الأمة لنيلهم ثقة شعب الكويت متطلعين إلى ممارسات ديموقراطية راقية.

وأسدى سمو نائب الأمير توجيهات سامية لأعضاء مجلس الأمة، بدءاً من ضرورة تفعيل التعاون البنّاء مع الحكومة لإزالة كل أسباب الاحتقان، وإعطاء الحكومة مهلة كافية للإنجاز.

كما وجه سموه باستخدام الوسائل الدستورية بحكمة ورشد، وتعزيز دور المجلس الرقابي والتشريعي، والارتقاء بالديموقراطية، وبالخطاب البرلماني، لتبقى الكويت نموذجاً ديموقراطياً أصيلاً.

وأضاف سمو نائب الأمير إلى التوجيهات السامية، وجوب مراعاة العدالة الاجتماعية وحفظ ثروات الوطن المستقبلية في المقترحات، وإنجاز المتأخر من التشريعات لصالح البلاد والعباد، وصولاً إلى التحلي بالمسؤولية في المواقف، بما يتماشى ومصالح الوطن.

وفي حين أوصى سمو نائب الأمير أبناء الوطن، ببذل مزيد من الجهد والعطاء وتسخير الطاقات الإبداعية، والمحافظة على نسيج وحدته الوطنية، أكد أن الكويت أمانة تركها الأجداد والآباء، علينا العمل على تطويرها وازدهارها، لنسلّمها لأجيالنا مزيّنة بثياب النهضة والعزة والإباء.

وفي ما يلي نص النطق السامي:

«بسم الله الرحمن الرحيم

(واعتصموا بحبلِ اللهِ جَميعاً ولا تفرّقوا)... صدق الله العظيم.

الحمد لله رب العالمين الذي أمرنا في كتابه الحكيم بالتمسك بحبله المتين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وصفوة المرسلين.. سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين:

من بيت الأمة... ومن قاعة عبدالله السالم يسرني أن ألتقي بكم بالإنابة، عن قائدنا ووالدنا حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى،حفظه الله ورعاه، لألقي أمامكم النطق السامي لمقامه الكريم... ونفتتح بأعظم الأسماء (بسم الله وعلى بركة الله) وبمباركة سموه الكريمة، دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة، سائلين الله في علاه، أن يوفقنا جميعاً ويسدد خطانا، لما فيه خير وطننا العزيز ورفع شأنه، وأن يديم عليه الأمن والرخاء والازدهار... إنه ـ سبحانه وتعالى - على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

كما يطيب لي أن أنقل إليكم جميعاً بالغ تحيات سموه،حفظه الله، وأمده بالصحة والعافية ورعاه، وصادق دعواته ودعواتنا بأن يوفق الله الجميع إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وأن يلهمنا التوفيق والسداد، مهنئين أعضاء مجلس الأمة لنيلهم ثقة شعب الكويت الكريم واختيارهم ممثلين عنه، متطلعين إلى ممارسات ديموقراطية راقية هادفة تساهم في تحقيق النهضة المنشودة لكويتنا الغالية.

كيان عظيم... اسمه الكويت

إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين:

بعد أن قال الشعب صدق كلمته، وأثبت وفاءه لقيادته التي تقدره وتحترم كامل إرادته، واستجاب لتصحيح المسار وعلم أن الإصلاح سبيل النهضة والاستقرار، وبعد أن عدنا للأمة مصدر السلطات لاختيار أعضاء مجلس الأمة، نلتقي اليوم لنؤكد أننا نعمل سوياً من أجل هدف واحد ومصلحة واحدة، يجمعنا كيان عظيم... اسمه الكويت.

مرحلة جديدة: العمل والإصلاح

نلتقي اليوم، وبعد العُرس الديموقراطي الذي شهدته البلاد، وتابعه العالم وافتخرنا به جميعاً، فإن هناك صفحة من ممارسات خلت من التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وأمامنا مرحلة جديدة عنوانها العمل والإصلاح، من أجل الكويت، مليئة بالتطلعات والطموحات وتحقيق الغايات، متوكلين على الله لرسم وتحقيق مستقبل مشرق لشعبنا الكريم ولأجياله القادمة، في ظل القيادة الرشيدة والحكمة المعهودة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى،حفظه الله ورعاه.

الصراعات عقبة أمام الإنجازات

إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين:

نؤكد أنه لم يعد هناك مجال لهدر الجهد والوقت والإمكانات في صراعات وتصفية حسابات، وافتعال أزمات وممارسات غير مسؤولة باتت محل استياء، وعقبة أمام الإنجازات وإننا لن نسمح بأن تضل الرؤية وتختلط الأمور.

ونحن على ثقة بإدراككم ووعيكم بما نواجهه من تحديات ماثلة وبحرصكم على البر بقسَمكم العظيم وحمل الأمانة الغالية وتجسيد التعاون والارتقاء لمستوى الآمال والطموحات التي يعلقها عليكم أهل الكويت ليظل وطننا العزيز - كما عهدناه - منارة للإنسانية ومحطة للديبلوماسية ورائداً للتنمية.

تفعيل التعاون البنّاء مع الحكومة

وانطلاقاً من دور مجلس الأمة في دفع مسيرة الإنجاز الوطني وتصويب ممارسة العمل البرلماني وتنقيته من الشوائب التي تعيق أداء دوره في التشريع الإيجابي والرقابة الموضوعية الجادة والنأي به عن النزاعات والصراعات... فإننا نوجه أعضاء مجلس الأمة نحو تفعيل التعاون البناء مع الحكومة لإزالة كل أسباب الاحتقان التي تعرقل تكامل الجهود وانسجامها.

تعزيز الدور الرقابي والتشريعي

وعليكم الارتقاء بالممارسة الديموقراطية والتركيز على تعزيز دور مجلس الأمة الرقابي وتفعيل دوره التشريعي بما يحقق طموح المواطنين وتطلعاتهم... وإعطاء الحكومة مهلة كافية للإنجاز، ثم استخدام الوسائل الدستورية بحِكمة ورُشد إذا كان لها محل والارتقاء بالخطاب البرلماني لتبقى الكويت - كما عهدها الجميع - نموذجاً أصيلاً في ممارسة الديموقراطية.

مسؤولية المواقف لمصلحة الوطن

راعوا في تقديم مقترحاتكم العدالة الاجتماعية وأن تعود بعد إقرارها بالنفع على أبناء الوطن جميعهم، مقترحات تحافظ على ثروات الوطن وتنميتها وتنويعها وتكون ذات نتائج إيجابية بنظرة مستقبلية... فضلاً عن إنجاز المتأخر من التشريعات التي تهدف إلى صالح البلاد والعباد وتسريع الخطى لتحقيق تطلعات وآمال المواطنين والتحلي بالمسؤولية في التعامل مع معطيات المواقف وتقديرها، بما يتماشى مع مصالح وطننا العزيز.

الكويت أمانة الأجداد والآباء

إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة الموقرين،

من هذا المكان... وفي هذا المقام، أؤكد أن شعب الكويت الكريم شريك أساسي في بناء وطننا الغالي، لذا أوصي أبناء وطني العزيز بالمساهمة في بناء الكويت ببذل مزيد من الجهد والعطاء وتسخير كافة الطاقات الإبداعية... والمحافظة على نسيجه ووحدته الوطنية.

وليعلم الجميع أن الكويت أمانة تركها لنا الأجداد والآباء، وعلينا جميعاً العمل على تطويرها وازدهارها لنسلمها لأجيالنا مزيّنة بثياب النهضة والعزة والإباء.

(ربّنا عليكَ توكلنا وإليكَ أنبنا وإليك المصير).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

8 توجيهات سامية لأعضاء مجلس الأمة

1 - تفعيل التعاون البناء مع الحكومة لإزالة كل أسباب الاحتقان.

2 - الارتقاء بالديموقراطية وتعزيز دور المجلس الرقابي والتشريعي.

3 - إعطاء الحكومة مهلة كافية للإنجاز.

4 - استخدام الوسائل الدستورية بحكمة ورشد.

5 - الارتقاء بالخطاب البرلماني لتبقى الكويت نموذجاً ديموقراطياً أصيلاً.

6 - مراعاة العدالة الاجتماعية وثروات الوطن في المقترحات.

7 - إنجاز المتأخر من التشريعات لصالح البلاد والعباد.

8 - التحلي بالمسؤولية في المواقف بما يتماشى ومصالح الوطن.

توصيات لأبناء الوطن

- المزيد من الجهد والعطاء وتسخير كافة الطاقات الإبداعية في بناء الكويت.

- المحافظة على نسيج البلاد ووحدتها الوطنية.

- العمل على تطوير الكويت وازدهارها لنسلّمها للأجيال مزيّنة بثياب النهضة والعزة والإباء

أخبار متعلقة :