... ورحل «أبو المساكين»

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 13 أغسطس 2024 04:28 مساءً - لم تغادر الابتسامة محياه حتى في فترة مرضه، وكأنها تعلن عن رضاه بقضاء الله قدره... صاحبه المرض في سنوات عمره الأخيرة، فأبى إلا أن يصاحب الإبتسامة...

Advertisements

فقد فجعت الكويت، أمس، برحيل عميد أسرة آل الصباح الكرام سمو الشيخ سالم العلي السالم الصباح رئيس الحرس الوطني، الذي انتقل إلى جوار ربه الكريم عن عمر ناهز 98 عاماً أمضاها في خدمة بلاده وتعزيز أمنها ووحدتها وتلاحم أبنائها.وطوال مسيرته العامرة بالعطاء، تقلّد فقيد الكويت عدداً من المناصب الرسمية، إضافة إلى المناصب الفخرية كما كانت له الكثير من الأعمال الخيرية والمشاريع المجتمعية التي أقامها على نفقته الخاصة داخل الكويت وخارجها.

وقد عُرف عن سموه الهدوء، ورجاحة العقل، والصبر، والعمل الدؤوب في كل الظروف.

وفي تفاصيل حياته، فقد ولد سموه عام 1926، في فريج الشيوخ بمنطقة الوسط، وكانت هذه الفترة فترة كفاح في تاريخ أهل الكويت، فبعد ميلاده بعامين اثنين (1928) حدثت معركة «الرقعي» واستشهد فيها والده الشيخ علي السالم الصباح، أثناء دفاعه عن وطنه.

وسخر سمو الشيخ سالم العلي حياته من أجل حماية الوطن والمواطنين، فتمتع بمكانة مرموقة على المستويين المحلي والعربي. وعرف عنه المقربون والأصدقاء الحكمة والهدوء وبعد النظر والتواضع ودماثة الخلق والتسامح ورحابة الصدر، والحرص على إعطاء كل ذي حق حقه. ولعب دوراً بارزاً في بناء نهضة الكويت، في جميع المواقع والمناصب التي تقلدها، وساهم في بناء كويت ما بعد الاستقلال.

وفي عمله العام، بدأ انخراطه مع بداية ظهور النفط في مطلع الخمسينيات، حيث ترأس خلال تلك الفترة الكثير من المشاريع التي تمحورت حول بناء الكويت، وإدخال أساليب الحياة العصرية والمدنية إليها. وتولى منصب نائب رئيس دائرتي البلدية والأشغال في منتصف الخمسينيات. كما شغل منصب رئاسة مجلس الإنشاء الذي كان يتولى التخطيط لنهضة الكويت في أواخر الخمسينيات، ورئاسة دائرة الأشغال التي كان منوطاً بها تنفيذ الكثير من مشاريع التأسيس والبناء.

في مطلع الستينيات، تولى سموه منصب رئيس المجلس البلدي، وكانت قوانين المجلس وقتها تنص على أن يتولى رئاسته أحد أفراد الأسرة الحاكمة، وتناط به أعمال التنظيم والعمارة، والمحافظة على الصحة العامة والنظافة والتجميل وإنشاء المجمعات العمرانية الجديدة.

وبعد استقلال الكويت العام 1961، ساهم سموه في عضوية المجلس التأسيسي الذي أُنيط به إعداد الدستور، وتولى سموه منصب وزير الأشغال في أول حكومة يتم تشكيلها بعد الإستقلال.

وشغل العديد من المناصب القيادية بالدولة، وكان له دور كبير في هذه المناصب التي تولاها، منها أول رئيس فخري لجمعية المهندسين، ورئيس الحرس الوطني منذ العام 1967، وعضو مجلس الدفاع الأعلى منذ العام 1969، وعضو مجلس الأمن الوطني منذ العام 2005.

ويُعد سموه مهندس عملية بناء وتطوير الحرس الوطني، فقد أولاه جلّ همه وجهده على مدار عقود، قام فيها فور إصدار الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم مرسوماً أميرياً يقضي بتعيينه رئيساً للحرس الوطني عام 1967، بالعمل على بناء قواعد هذا الكيان الذي بات مفخرة لكل الكويتيين.

اهتم سموه بالعنصر البشري وتطويره وصقل مهاراته في بنائه للحرس الوطني، فركز على القضاء على الأمية لدى منتسبي الحرس الوطني، محققاً بذلك الرغبة السامية بالمرسوم رقم 481 الخاص بالقضاء على الأمية. وأتت هذه الجهود ثمارها بحصول الحرس الوطني على درع جائزة الكويت للتميّز المؤسسي بمشروع محو الأمية الأبجدية والمعلوماتية والمهنية، لتبدأ بعدها عملية التطوير الشامل في كل المجالات، ومن بينها الدورات التدريبية لتعليم اللغات الأجنبية وبرامج تعليم الكمبيوتر.

أرسى سموه قواعد الحرس الوطني، حيث كرّس كل خبراته واجتهاداته في إنشاء الحرس، وصنع رجالاً قادرين على مواجهة الأخطار خاضوا تجارب ومحناً، وأثبتوا جدارتهم وتفوقهم في يوم الثاني من أغسطس عام 1990 بوقف تقدم الغزاة إلى قلب العاصمة الكويت، حيث قامت قوات الحرس الوطني بالدفاع عن الوطن ببسالة رغم قوة وتسليح القوات الغازية بالسلاح الثقيل.

وفي مسار مواز لبنائه للحرس الوطني، كان سموه يبني ويشيد في مجال آخر، وهو رعاية الفقراء والمعوزين من خلال أعماله الخيرية التي أدخلت البهجة والفرح والسرور على آلاف الأسر التي كانت تلهج بالدعاء له مع كل كربة يفرجها عليهم.

ولم يكن سموه مجرد علم بارز من اعلام الكويت وأحد كبار مسؤوليها المخلصين، بل ان حياته امتزجت بتاريخ الكويت فأصبح يشكل جزءاً رئيساً من هذا التاريخ، الأمر الذي يجعل كل باحث مدقق يتوقف عند كل مراحل حياته المليئة بالعطاء كي يستطيع فهم تاريخ الكويت.

فقد قامت سياسة وفلسفة سموه حول بناء الانسان الكويتي، فهو الهدف الأسمى في مسيرة الخير التي لا تنضب لدى سموه من خلال المشاريع الخيرية الكثيرة التي أنشأها سموه، والتبرعات التي كان آخرها التبرع بـ 100 مليون دينار للكويتيين المحتاجين وذوي الشهداء، و10 ملايين دينار لأسر شهداء المعارك والحروب. وساهم في تخصيص جوائز تشجيعية لعدد من المناسبات الاجتماعية والدورات الرياضية وغيرها من المشاريع الاجتماعية.

ومن منطلق رد الفضل لأهله، دعا سموه في مناسبات عدة إلى تخليد أبناء الكويت الذين ضحوا بأنفسهم على مدى التاريخ، لما قاموا به من دور عظيم في الحفاظ على وطنهم وكرامته وبذلهم الغالي والنفيس في سبيل استقلاله واستقراره.

وتشجيعا للشباب على شغل أوقات فراغهم، رعى المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ سالم العلي «مسابقة سمو الشيخ سالم العلي السنوية للمعلوماتية» التي انطلقت العام 2000، وهي من الأنشطة والمسابقات المميزة داخل الكويت، ولها صدى إيجابي في أوساط الشباب، حيث تهدف إلى نشر الوعي الإلكتروني من خلال تشجيع المواطنين والمقيمين على تصميم وإنشاء المواقع الالكترونية، تمهيداً لاختيار أفضلها للفوز بالجائزة، وقد كرّم سموه الفائزين بهذه المسابقة في مرات عديدة، مؤكداً حرصه الشديد على تشجيع المبدعين من أجل خدمة الكويت، كما عمل على زيادة المخصصات المالية لجوائزها.

وكان لسمو الشيخ سالم العلي مشاركات في أعمال خيرية عديدة، فقد قام بدور بارز في تأسيس «مبرة آل الصباح» العام 1988 التي كان من اهدافها رعاية عائلات شهداء الكويت، وكذلك رعاية المصابين. كما قام بمشاريع خيرية على نفقته الخاصة سواء داخل الكويت أو خارجها، وقد تعددت تلك المشاريع في مجالات الخير والبرّ كالمساجد والمكتبات والمستشفيات والمرافق الاجتماعية والثقافية والتربوية.

ومن مشاريعه الخيرية، بناء وتعمير عدد من المساجد في مناطق مختلفة في الكويت، ومستشفى الشيخ سالم العلي لعلاج النطق والسمع في منطقة الصباح الصحية، وبناء ديوان وصالات اجتماعية متعددة الأغراض للمناسبات، ومكتبة متخصصة في قاعدة الشيخ علي السالم الجوية بوزارة الدفاع، ومكتبة الشيخ سالم العلي في المقر الرئيسي للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، والمساهمة في اقامة مستشفى الرعاية الصحية - الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية.

وكعادته الخيرية، التي تأتي امتداداً لثقافة الخير والعطاء التي تربى عليها ابناء الشعب الكويتي، تبرع سمو الشيخ سالم العلي من ماله الخاص بـ 40 مليون دينار لصندوق الأسرة الحاكمة والشهداء، وجاء هذا التبرع السخي الكريم على شكل 30 مليون دينار لصندوق الاسرة، و10 ملايين دينار لصندوق شهداء الحروب في الكويت. كما تبرع بمبلغ 100 مليون دينار للفقراء والمحتاجين من الكويتيين وذوي الشهداء، و10 ملايين دينار لأسر شهداء المعارك والحروب. كما تبرع بمنحة 500 دينار لكل متقاعد يقل راتبه عن ألف دينار، حيث تراوح إجمالي مبلغ المنحة ما بين 45 و70 مليون دينار.

كما تبرع سموه بمبلغ 60 مليون دينار، مشاركة في النهوض بالمستوى الاجتماعي لأبناء الكويت، وحرصاً من سموه على تحقيق قدر عال من التنمية البشرية، حيث تم توزيع المبلغ الكلي وقدره 60 مليون دينار على ثلاثة أوجه، بحيث خصص 20 مليون دينار لمن حصلوا على درجة الدكتوراه من خلال بعثات جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، بواقع 20 ألف دينار لكل من حصل على هذه الدرجة، وتم تعيينه كعضو هيئة تدريس بعد نشر هذا الاعلان عن التبرع. وخصص 20 مليون دينار لتشجيع كل كويتي يتزوج من مواطنة كويتية، بواقع ستة آلاف دينار لكل زوجين، و20 مليوناً لدعم المطالبين بمديونيات بواقع أربعة آلاف دينار لكل مدين لمساعدته على خفض جزء من المديونية.

رحم الله سمو الشيخ سالم العلي، وأسكنه فسيح جناته.

«إنا لله وإنا إليه راجعون»

اسما «سالم العلي» و«نواف الأحمد» على معسكرين في «الحرس الوطني»

في فبراير 2016، أصدر سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد (عندما كان نائباً لرئيس الحرس الوطني) قراراً بتسمية معسكر الحرس الوطني «كاظمة» باسم «معسكر الشيخ سالم العلي السالم الصباح» ومعسكر «القرين» في المنطقة الجنوبية باسم «معسكر الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح» تقديراً لسموهما في تأسيس الحرس الوطني.

وأفاد بيان من إدارة الحرس الوطني، أن هذا القرار جاء «تقديراً لما قام به كل من سمو الشيخ سالم العلي وسمو الشيخ نواف الأحمد، من أعمال جليلة في تأسيس الحرس الوطني ودعم ومواصلة مسيرته الوطنية وتعزيز مكانته بين المؤسسات العسكرية والمدنية، مما جعله يتبوأ مركزا متميزا بينها ومحل إشادة وتقدير ومثالا للتفاني وحب الوطن وتكريسا للمواطنة والولاء».

وأضاف أن «تلك التسمية تأتي أيضاً اعترافاً بالدور الريادي المتميز لسموهما في النهوض بالحرس الوطني منذ تأسيسه، ومن باب رد الفضل والجميل لأهله».

جائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية

تتمحور رؤية الجائزة التي دشنت العام 2000، حول خلق مجتمع معلوماتي متكامل ومتطور، وتسعى رسالتها إلى تطوير القدرات البشرية في مجال التنمية المعلوماتية، وترسيخ دور مؤسسات المجتمع لمواكبة التطور المعلوماتي.

ومن بين أهدافها الإرتقاء بالمهارات المعلوماتية والإبداعات المختلفة، وتهيئة الشباب للإسهام في تطوير الثقافة المعلوماتية، وتطوير المحتوى الرقمي العربي وإبرازه، وإذكاء روح المنافسة والتميز والابتكار في مجال تقنية المعلومات، وتفعيل دور الثقافة المعلوماتية في المجتمع، الإفادة من تقنية المعلومات بالتبصير بقضايا المجتمع المهم، وتوعية المجتمع بالممارسات المعلوماتية السليمة، وزيادة درجة استعداد المجتمع للتعامل الرقمي، والحفاظ على هوية المجتمع الثقافية في المنظومة المعلوماتية العالمية، وإبراز وجه الكويت الحضاري والثقافي من خلال شبكة الإنترنت، وإذكاء روح المنافسة والتميز والابتكار في مجال تقنية المعلومات، وتفعيل دور الثقافة المعلوماتية في المجتمع، والإفادة من تقنية المعلومات بالتبصير بقضايا المجتمع المهمة، وتوعية المجتمع بالممارسات المعلوماتية السليمة، وزيادة درجة استعداد المجتمع للتعامل الرقمي.

مسيرة حافلة

- ولد سمو الشيخ سالم العلي في عام 1926 في فريج الشيوخ.

- تلقى تعليمه في فريج الخميس، على يد الملا حمادة ثم الملا مرشد محمد السليمان، وبعد ذلك دخل سموه المدرسة المباركية، وانتقل بعدها إلى المدرسة الأحمدية.

- بدأ انخراطه في سلك العمل العام مع بداية ظهور النفط في مطلع الخمسينيات، حيث ترأس خلال هذه الفترة الكثير من المشاريع التي تمحورت حول بناء الكويت، وإدخال أساليب الحياة العصرية والمدنية إليها.

- تولى منصب نائب رئيس دائرتي البلدية والأشغال في منتصف الخمسينات.

- شغل منصب رئاسة مجلس الإنشاء الذي كان يتولى التخطيط لنهضة الكويت في أواخر الخمسينيات، كما تولى رئاسة دائرة الأشغال التي كان منوطا بها تنفيذ الكثير من مشاريع التأسيس والبناء.

- في مطلع الستينيات تولى سموه منصب رئيس المجلس البلدي، وكانت قوانين المجلس وقتها تنص على أن يتولى رئاسته أحد أفراد الأسرة الحاكمة، وتناط به أعمال التنظيم والعمارة، والمحافظة على الصحة العامة والنظافة والتجميل وإنشاء المجمعات العمرانية الجديدة.

- بعد استقلال الكويت العام 1961 ساهم سموه في عضوية المجلس التأسيسي الذي أُنيط به إعداد الدستور، وتولى سموه منصب وزير الأشغال في أول حكومة يتم تشكيلها بعد الإستقلال.

- شغل العديد من المناصب القيادية بالدولة، وكان له دور كبير في هذه المناصب التي تولاها، منها أول رئيس فخري لجمعية المهندسين، رئيس الحرس الوطني منذ عام 1967، عضو مجلس الدفاع الأعلى منذ عام 1969، عضو مجلس الأمن الوطني منذ عام 2005.

- كان لسموه الكثير من الأعمال الخيرية والمشاريع التي أقامها على نفقته الخاصة، سواء داخل الكويت أو خارجها، وقد اختير قبل سنوات من قبل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية شخصية العام الخيرية.

- حرص سموه على دعم الثقافة والمعرفة، فأطلق جائزة «مسابقة سالم العلي للمعلوماتية» السنوية عام 2000 بهدف نشر الوعي الإلكتروني.

بمناسبة تقديم مبلغ 100 مليون دينار

سالم العلي: وفقني الله للتبرع وفاء منا لحق مواطنينا علينا ورفعاً للمعاناة عن كاهل بعضهم

«وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله».

نحمد الله تعالى أن وفق بلدنا العزيز أميراً وحكومة وشعباً لعمل الخير، وجعله معلماً أساسياً لمجتمعنا الكويتي المسلم استجابة لتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، وتجسيداً لمعاني التراحم والتكافل بين أبناء الكويت الأوفياء.

لقد جبل أهل الكويت على حب العمل الخيري منذ أمد طويل، نظرا للطبيعة الخيرة لهذا الشعب الأصيل وأبنائه الأوفياء. فقد اشتهروا به في أيام الشدة، كما هو الحال في أيام الرخاء حتى أصبحت سيرتهم العطرة مرتبطة بأعمالهم.

واستذكاراً لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم الطاهرة فداء للوطن العزيز، وعوناً للأسر المتعففة من مواطنينا الكرام الذين أرهقتهم مطالب الحياة الأساسية لقصور مواردهم عن الوفاء باحتياجاتهم، وإسهاماً في رفع المعاناة عن كاهل بعض المواطنين الذين قيدت حرياتهم لعجزهم عن دفع ما تراكم عليهم من ديون، وامتثالاً لما يحثنا عليه ديننا الحنيف من التراحم والتكافل بيننا، فقد وفقنا الغني الحميد سبحانه وتعالى لتقديم هذا التبرع تحقيقاً لهذه الأهداف ووفاء منا لحق مواطنينا علينا، فله جلّت قدرته عظيم الحمد والشكر.

وثقة منا في بيت الزكاة والإخوة القائمين عليه، وما عهدناه فيهم وفي هذه المؤسسة الوطنية، من إنجازات مشهودة في أداء العمل الخيري بكفاءة وأمانة وإخلاص، فقد قررنا إسناد تنفيذ هذا العمل إليهم، فقاموا به على خير ما يكون العمل الخالص لوجه الله تعالى. جزاهم الله خيراً وكل من ساهم من أجهزة وهيئات ومؤسسات وأفراد في إتمام هذا العمل بهذه الصورة الكريمة.

«رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ».

«سمو»... الشيخ سالم العلي

يعد سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني، وعميد آسرة آل الصباح من الشخصيات البارزة المعروفة بالحكمة والحصافة وبعد النظر، ومن الرموز الوطنية والخيرية التي أسهمت في بناء الكويت الحديثة، بما قدم من أعمال تنموية في المجالات كافة، وبما نهض به من مسؤوليات متعددة. وتقديراً لجهوده البناءة أصدر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، في الأول من ديسمبر عام 2004 أمراً أميرياً بمنحه لقب «سمو».

الخلق الطيب

عُرف سموه بطيب أخلاقه، ويؤثر عن سموه تمثله بقول مأثور «لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن ستسعونهم بأخلاقكم».

معنى الشهادة

حرص سموه على إعطاء المعنى الواحد للشهادة، لتكون ممتدة من بدء تاريخ الكويت الوطني إلى الحاضر، فلا يذهب شهيد الى النسيان، وعائلته إلى النكران، بل يتساوى الدم من بدايته حتى آخر لحظة، يتطلب حب الوطن التضحية بالروح والدم.

مكانة مرموقة

المكانة المرموقة لسمو الشيخ سالم العلي في الأسرة الحاكمة، وفي الموقع السياسي، لم تجعل منه إلا شخصاً حكيماً وبعيد النظر ومتواضعاً، عرف بهدوء الشخصية وقربه لقلوب الجميع، وخصوصاً أولئك الذين عرفوه وكانوا قريبين منه، سواء في العمل او الحياة العامة.

من أقواله

• أدعو للمحافظة على البلاد وعلى حقوق المواطنين وأن نعمل على تماسك أسرة الحكم، لأن في تماسكها ووحدتها وحدة للكويت واستقرارا لأهلها.

• إن شعب الكويت الذي حقق الكثير من الآمال لايزال يشعر بأن الطريق أمامه طويل، وإن جهودا ضخمة يجب أن تبذل لتحقيق بقية آماله على الصعيدين الخارجي والداخلي.

• المهم الآن أن يشعر أهل الكويت بعوائد الفوائض المالية عليهم، وأن تأخذ هذه الفوائض الكبيرة المسار الذي يريحهم ويريح مستقبلهم.

• يجب ألا نسكت على وضع يضع البلاد على شفا حفرة الفساد.

تضحية وفداء

جبلت أسرة الصباح على التضحية بالنفس فداء للكويت وأهلها، واستشهد منها العديد، وقد كان الشهيد علي السالم والد سمو الشيخ سالم العلي أحد هؤلاء الشهداء الأبطال، وبعد أكثر من 60 عاماً حمل نجلا الشيخ سالم، علي وفهد، رأسيهما على كفوفهما وشاركا في المقاومة الشعبية الكويتية التي لقنت الغزاة دروساً لا تُنسى في معاني التضحية والفداء.

عاشق للطبيعة

عُرف عن الشيخ سالم العلي عشقه للحياة الطبيعية واهتمامه بالبيئة والطبيعة الهادئة، وولعه بالصحراء ورحلات القنص. وهاتان هوايتان أثيرتان على قلبه، حتى كادت خرائط الصحراء ترتسم في ذهنه ولا تغادره. ويعرف عنه كذلك ممارسته للهوايات البحرية خلال فصل الصيف، كما عرف بولعه بالإبل واقتناء أجودها.

أخبار متعلقة :