د. عبيد الوسمي: العمل القانوني المنتظم هو الانخراط في شركات المحاماة الكبرى

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 4 أغسطس 2024 01:02 مساءً - اعتبر أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة الكويت الدكتور عبيد الوسمي أن عمل المحامي لا يقتصر فقط على حضور المحاكم، بل هذا جزء صغير من العمل القانوني، مؤكداً أنه «بعد هذه السنوات من العمل داخل الكويت وخارجها وصلت إلى قناعة أن العمل القانوني المنتظم هو الانخراط في شركات المحاماة الكبرى».

Advertisements

وقال الوسمي، خلال انضمامه إلى مجموعة «أحكام» للمحاماة، وفي لقاء مفتوح مع نخبة من أعضائها المحامين «في القانون المسميات أحياناً تخدع، حيث إنني أدرس مقرراً اسمه المرافعات ليس فيه من المرافعات إلا جزء واحد فقط من 6 أجزاء».

وأوضح الوسمي أن «أي محامٍ فرد يستطيع أن يعمل متى ما كانت إمكاناته الفنية كافية، لكن لن يترك بصمة في العمل القضائي، رغم أنه من الممكن أن يعيش بشكل جيد من حيث الحياة المعيشية، لكن تعقيدات العمل القانوني وطبيعة عمل المحامي دائماً ما ترتبط بجناح من أجنحة العدالة وقصر العدل، بينما عمله في هذا القصر يشكل 10 في المئة فقط، و90 في المئة من عمله لا علاقة له بإجراءات التقاضي».

وبرّر ذلك في أن الجسم الأكبر من الأعمال التجارية تحكيمي وليس قضاءً بالمفهوم التقليدي، كما أن الاستشارات القانونية أشبه بتشخيص الطبيب وأحياناً أهم من العلاج، وفي هذه المناسبة عرض عليّ أحدهم بالأمس حكماً قضائياً رفض في درجتي التقاضي وكان القاضي محقاً بالدرجة الأولى والاستئناف لأن الطلب رفع بشكل خاطئ.

وبيّن الوسمي أن الرأيين في العمل الفني أفضل من الرأي الواحد والثلاثة أفضل من الاثنين، الأمر الآخر أن هذه القراءات تترك أثراً في نفس الإنسان حتى التجربة الواقعية في حضور محاكمة تعطي للشخص خبرة ذاتية إذا استطاع نقلها للآخرين أصبح تراكماً لهذه الخبرات وعمل المحامي أيضاً فيه جوانب ليست فقط فنية، المحامي الذي لا يعرف عمله كمحامٍ ليس محامياً وإلّا كيف تتعامل معه الناس.

وأضاف «هناك جانب مهني مهم طبعاً في نهاية المطاف (احترام النظام القانوني والعمل عليه وتكريسه) هذا دور يقوم به المحامي بصرف النظر عن الأتعاب لأنه متى ما غابت قواعد العمل القانوني أصبح المحامي لا قيمة له، لذلك يقوم المحامي بدور يختلف عن الأدوار الأخرى وهو أنه الباحث عن العدالة والشرعية والمشروعية وهذا هو العمل الأساسي».

واختتم الوسمي لقاءه المفتوح مع أعضاء مجموعة أحكام للمحاماة بالإشادة بتميز المجموعة ورئيسها أستاذ القانون الدكتور شريان الشريان، مؤكداً «علاقتي مع الدكتور الشريان علاقة شخصية قبل المحاماة وذلك منذ أيام الطفولة، فهو رفيق رحلة في عالم المحاماة وتعاونا في الكثير من القضايا، وعلاقتي معه وطيدة ولم تقف إلى حد الزمالة بل إنه صديق مقرب وسعيد بتعاوني معه تحت مظلة مجموعة أحكام للمحاماة».

الشريان: الوسمي مدرسة في القانون وفخورون بانضمامه

رحّب الدكتور شريان الشريان بانضمام الدكتور عبيد الوسمي إلى مجموعة أحكام، مؤكداً أن كثيرين يسألون لماذا الدكتور عبيد وهو في الحقيقة مدرسة في القانون وإن انشغل في البرنامج الأكاديمي والسياسي وأعتقد أن كثيراً من الباحثين عن الحقيقة كانوا يأخذون منه الاستشارات المتعلقة في كثير من القضايا التي تكللت بالنجاح بسبب هذه الآراء ونحن فخورون بهذا الانضمام.

قضايا ذات طبيعة خاصة

أوضح الوسمي أن أي قضية تعرض على مكتب محاماة أحياناً تكون فيها جوانب فنية ذات طبيعة خاصة، وليس من الخطأ أن نلجأ إلى أصحاب الاختصاص وأحياناً هم ليسوا قانونيين مثلا أن تتضمن القضية جانباً محاسبياً نلجأ إلى محاسب وقد لا يكون محامياً ولا يعمل في مكتب محاماة.

تفوق الطلبة

قال الوسمي، إن المحامي الذي لا يتعلّم كل يوم إضافة جديدة هذا ليس محامياً، وهناك طلبة أصبحوا زملاء وهذا شيء ممتاز أن ترى طالباً لك ينافسك فنياً وربما يتفوق وهذه حقيقة حيث لا يستطيع أحد أن يحتكر العمل الفني.

العمل القانوني

أوضح أن العمل القانوني ليس شهادة بكالوريوس لممارسة مهنة المحاماة لأن البناء القانوني متغير وهو أوسع من كلمة التشريع ويمثل التشريعات المكتوبة والسوابق القضائية والمبادئ العامة للقانون فأحياناً المحكمة تحكم بموجب مبدأ عام للقانون لا نص عليه.

بصمة إيجابية

ذكر الوسمي أن في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 75 في المئة من القضايا التجارية تحكيم، وأكثر من 90 في المئة من القيمة الاقتصادية للدعاوى هي التحكيم، وفي ظل هذا الوسط يستطيع أي من يحمل بكالوريوس القانون أن يصبح محامياً لكن لن يكون أستاذ قانون جيداً ولن يترك بصمة إيجابية.

الثقافة القضائية

شدّد الوسمي على ضرورة رفع مستوى الثقافة القضائية والعمل القضائي في الدولة بجميع أجنحتها معتبراً ذلك «تقوية لمهنة المحاماة من الناحية الفنية»، مؤكداً «لن أتردد في أن ألجأ إلى أي من الأساتذة المتخصصين للاستماع إلى وجهة نظر أخرى وقد ذهبت إلى أحد المتخصصين في مصر لسؤاله في شأن إحدى القضايا ولا يوجد أحد أكبر من القانون».

مجموعة أحكام

أشاد الوسمي بتميز مجموعة أحكام للمحاماة. وقال إن علاقته مع الدكتور الشريان علاقة شخصية قبل المحاماة وذلك منذ أيام الطفولة حيث بدأت مع بومرزوق مهنة المحاماة بنفس الوقت تقريباً، إضافة إلى أنه قريب على المستوى الاجتماعي، وخلال سنوات اشتركنا في كثير من القضايا».

أخبار متعلقة :