كتب ناصر المحيسن - الكويت في الاثنين 22 أبريل 2024 11:46 مساءً - انطلقت أمس فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر «الحرية من الادمان أبطال التعافي» في كلية العلوم الطبية تحت رعاية وزارة الداخلية وبتنظيم من مبادرة «رويال لحياة أفضل» بالتعاون مع المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات وبالشراكة مع الجمعية الوطنية الأميركية لمشيري الإدمان والتعاطي وسط حضور حاشد رسمي وأهلي.
وأكد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية العميد محمد قبازرد أن «الإدارة استطاعات تسجيل تميز أمني غير مسبوق في ما يخص الكميات المضبوطة في 2023 بضبط أكثر من 3.5 طن من المواد المخدرة، بالإضافة إلى 26 مليون حبة من المؤثرات العقلية مختلفة الأنواع والأشكال»، مشيراً إلى أن «الإستراتيجية الأمنية لمكافحة المخدرات تنطلق من محورين رئيسيين، هما خفض الطلب على المخدرات وخفض العرض».
الشباب ركيزة أساسية
من جهته، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة وزير الدولة لشؤون الشباب والاتصالات داود معرفي أن «الشباب يمثلون ركيزة أساسية في المجتمع، فهم الطاقة المستقبلية والعمود الفقري لتنمية الأمة وتقدمها».
وأضاف أن «الإدمان يمثل عائقاً كبيراً أمام مسيرة التنمية، وعلينا مواجهة هذا التحدي بشجاعة وعزم والعمل معاً لخلق بيئة صحية آمنة تتيح لشبابنا النمو والتطور، إذ إنهم الأمل الذي يربطنا بمسيرة الحضارة العالمية والقوة التي ستدفعنا إلى مكانتنا المستحقة في الساحة الدولية».
وأعرب عن اعتزازه بالدعم الكبير المادي والمعنوي الذي توليه الدولة لقطاع الشباب لتمكينهم من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم سواء من خلال توفير فرص التعليم أو انشاء مراكز الشباب أو دعم برامج ريادة الأعمال وذلك إيماننا بأن شباب اليوم هم قادة الغد.
الشراكة في التوعية
من جهته، أشار مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الأمني في وزارة الداخية اللواء توحيد الكندري إلى أهمية الشراكة المجتمعية في التوعية بالاثار والتداعيات المترتبة على مشكلة الإدمان سواء كانت صحية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية، مثمناً إقامة المؤتمر للعام الثاني على التوالي.
من جانبه، قال النائب صالح عاشور «على الرغم من التشريعات التي صدرت للمساهمة في حل مشكلة الإدمان والتي تفرق بين المدمن و التاجر و المتعاطي، غير أنه لم نصل الى نتيجة جذرية لحل هذه المشكلة»، مؤكداً أن حلها ليس سهلاً، لاسيما أن الاتجار بالمخدرات من الموارد الأساسية في العالم.
ورأى عاشور أن «أولى الحلول الجذرية للمشكلة تقوية العلاقات الأسرية بين الآباء والأبناء وأهمية تكاتف كل الجهود مؤكداً أن الجهود الأمنية أو التشريعية و حدها لا تكفي».
من جانبها، قالت رئيسة المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات ابتسام القعود، إن القضية التي يناقشها المؤتمر تعد من القضايا الحيوية ويشارك في مناقشتها نخبة من الخبراء العالميين عبر سلسلة من المحاضرات والحلقات النقاشية وورش العمل المصاحبة بهدف تعزيز نشر التوعية بين الفئات المستهدفة.
خطر يهدد الشباب
بدورها، اعتبرت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر بكلية العلوم الطبية المساعدة الدكتورة إلهام الدوسري أن«قضية الإدمان أصبحت تمثل خطراً داهماً يهدد الشباب لما يترتب عليها من اضطرابات سلوكية تهدد أمن وسلامة المجتمعات المعاصرة»، داعية إلى أهمية تكاتف الجهود في التصدي لهذه المشكلة.
تسخير الجهود
من جانبه قال مديرعام الإدارة العامة للأدلة الجنائية اللواء عيد العويهان إن وزارة الداخلية تحرص كل الحرص على التصدي لآفة المخدرات وان الوزارة ممثلة بقطاع الأمن الجنائي تسخر كل الجهود والامكانيات للحد من انتشار المخدرات وعلاج من قعوا فيها.
أما عضو الجمعية الطبية الدكتور ميثم حسين، أكد أن الهدف الأساسي للمؤتمر نشر الوعي من مخاطر الإدمان وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، مبيناً أن مكافحة هذه الآفة ليست مسؤولية الجهات الحكومية وحدها بل مسؤولية المجتمع وكل الهيئات أكاديمية وجمعيات نفع عام والكيانات التجارية.
المسؤولية مضاعفة
أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة رويال الطبية الدكتور عادل التركيت أن المسؤولية في المؤتمر الثاني للحرية من الإدمان مضاعفة بعد النجاح الذي حققه المؤتمر الأول، لافتاً إلى ان المؤتمر من شأنه إحداث نقلة نوعية في مكافحة الإدمان في ظل التركيز على قضية التعافي.
إشادة بجهود «الداخلية» في مكافحة المخدرات
قدم رئيس المؤتمر مؤسس مبادرة رويال لحياة أفضل الدكتور رفعت حليم نبذة عن نشأة المبادرة وفكرة المؤتمر، لاسيما أن موضوع الإدمان فرض نفسه في السنوات الأخيرة.
وأشاد الدكتور رفعت حليم بجهود ووعي وزارة الداخلية وتحقيقها لمعدلات أمنية غير مسبوقة في ضبط المواد المخدرة غير أن اللافت هو فتح وزارة الداخلية أذرعها لجميع منظمات المجتمع المدني للمشاركة والتعاون في إيجاد حلول لقضية الإدمان إذ إنها قضية متشعبة «أمنية اجتماعية أسرية دينية».
وفيما ثمن الدكتور رفعت كل الاجتهات السابقة في التعامل مع هذه القضية غير أنه رأى أنها كانت جهود أحادية التفكير وقد جاءت مبادرة «رويال» لتحتضن كل جهود التصدي لها، وهو ما انعكس على الحضور النوعي للمؤتمر.
نتائج صادمة
أشار النائب صالح عاشور إلى ما انتهت إليه لجنة التحقيق في انتشار المخدرات في الجهات الحكومية والمدارس قبل نحو 15 عاماً عندما كان مقرراً للجنة، لافتا إلى أن النتائج كانت صادمة، موضحاً أن أكثر الجهات الموجودة فيها هذه الآفة كانت بعض الجهات الأمنية، لافتاً إلى أن تجارة المخدرات اليوم تتم حتى داخل السجون.
مبادرة رويال لتوظيف المتعافين
أعلن الدكتور رفعت عن مبادرة رويال لدعم الأبطال المتعافين من الإدمان عن فتح المجموعة أبوابها لتوظيف المتعافين المتعثرين في العودة الى عملهم، فضلاً عن تأسيس وثيقة حقوق المدمنين المتعافين.