كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 6 مايو 2023 11:09 مساءً - تصدّت القوات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها الكويتية، لخمسة أحداث طارئة حدثت في أوقات متقاربة، حيث تعاملت معها، كان أولها القبض على إرهابي يقود سيارة مفخخة وتحييده، والتعامل مع سيارة مفخخة أخرى خارج بوابة معسكر عريفجان، كما تم اعتراض هجوم طائرة «درون» بصاروخ باتريوت شمال القاعدة.
جاء ذلك ضمن تدريبات أميركية - كويتية مشتركة في معسكر عريفجان، جرت الخميس الماضي، وشارك فيها ما بين 400 و500 جندي أميركي، وما بين 50 إلى 60 جندياً كويتياً.
فرصة مواتية
وأكد قائد مجموعة دعم المنطقة والمشرف على عمليات القاعدة في معسكري بورينج وعريفجان العقيد مارتن وولجيموت، إن «التدريبات الخمسة المشتركة التي تم إجراؤها كانت ثمرة تخطيط استمر على مدار 3 أو 4 أشهر، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية وقوة مكافحة الحرائق والتخلص من الذخائر والمتفجرات»، لافتاً إلى عقد لقاءات دورية كل بضعة أسابيع للتخطيط للتمرين بين الجهتين، وكانت فرصة مواتية لرؤية قدرة وجهوزية الجانب الكويتي على الاستجابة السريعة في القدوم إلى مكان الحدث والتعامل مع الخسائر في الأرواح والمصابين والمتفجرات، ومن ثم قدرتهم على نقلهم إلى وسط المدينة ومستشفيات أخرى.
وأضاف وولجيموت أن «ما بين 400 و500 جندي أميركي، وما بين 50 إلى 60 جندياً كويتياً شاركوا في هذا التمرين، الذي تمثل في التعامل مع هجوم بطائرة من دون طيار، والرد عليها بصاروخ باتريوت على الجانب الشمالي من القاعدة، والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، أما التدريب الثاني فقد كان عبارة عن انفجار سيارة عند البوابة الأمامية لقاعدة عريفجان، فضلاً عن اكتشاف سيارة مفخّخة أخرى خارج البوابة».
كفاءة كويتية
وأكد وولجيموت أن «استجابة وحدة المتفجرات الكويتية كانت سريعة جداً، حيث قامت بضرب طوق أمني كبير خارج القاعدة، وتعاملت مع الواقعتين بكفاءة كبيرة، ونحن سعداء بذلك».
وأشاد بكفاءة تعامل القوات الكويتية المشاركة في التدريبات، مؤكداً «أنهم على جهوزية عالية لمواجهة أي طارئ أمني أو أي عمل إرهابي، حيث كانوا رائعين، وقد طلبوا بالفعل المزيد من التدريبات المشتركة. وقد حضر آمر الدفاع الجوي العميد الركن خالد علي الحافظ مع فريقه لمشاهدة التدريب في موقع باتريوت. وأعتقد أنهم حصلوا على بعض الأفكار الجيدة جداً عن التدريب عن التعاون المشترك، حيث إن اتفاقية التعاون الدفاعي مع الكويت، تنص على أن تكون هناك استجابة ثنائية أميركية – كويتية لأي طارئ يحدث خارج القاعدة، ولذا علينا أن نعمل معاً لمواجهة حالات الطوارئ التي تحدث على حافة القاعدة، وأنا سعيد جداً بالاستجابة الكويتية والتي كانت مثالية، وقد تدربنا معاً على هذا الأمر لفترة طويلة جداً».
أفضل من المتوقع
ورداً على سؤال حول الفروقات الجوهرية بين التدريبات التي تحدث في الولايات المتحدة، وتلك التي تحدث في الكويت، قال العقيد مارتن وولجيموت «لا توجد فروق كبيرة أو جوهرية كما يعتقد الكثيرون. فإن التدريب في الواقع هو نفسه تماماً، حيث يذهب الكويتيون إلى نفس المدرسة مثل الأميركيين، وهذا مفيد حقاً لأن لديهم لغة مشتركة ويفهمون كيفية العمل معاً، وبالفعل يتدربون معاً. هناك عدد قليل من الاختلافات، لكنني أعتقد أن التدريبات المشتركة تسير بشكل جيد للغاية، أفضل مما كنت أتوقع».
استجابة ممتازة
لفت العقيد مارتن وولجيموت إلى أنهم سيقومون بإرسال تقارير عن التدريبات إلى وزارتي الداخلية والدفاع، يقدمون فيها وصفاً تفصيلياً لمناطق القوة في التدريبات والتي كان الأداء فيها مميزاً، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على المناطق التي تستدعي أن يعمل الجانبان على تطويرها، موضحا أنه «بصفة عامة الاستجابة كانت ممتازة، وكانت القوات الكويتية المشاركة على أتم الاستعداد فور الاتصال بهم، وحضروا ومعهم الكثير من المركبات والأفراد لمساعدتنا على توفير الأمن للقاعدة، خصوصاً أن التدريب كان على هجوم يستهدف البوابة الأمامية والتي من المفترض أن تكون مفتوحة على مصراعيها، لذا جاؤوا وقدموا تلك القوة الأمنية وساعدونا في نقل الإصابات وكان وجودهم مفيداً للغاية».
تدريب كل 3 أشهر
أشار وولجيموت إلى أنه «بالاتفاق مع وزارتي الداخلية والدفاع سيقام تدريب صغير مشترك بين الجانبين كل 3 أشهر، قد يكون هجوماً بطائرة دون طيار، أو يكون قنبلة، أو إطلاق نار في المبنى، بينما يكون هناك تدريب كبير وموسع بين الجانبين يقام مرة واحد سنوياً»، موضحا أن «تنوع التدريبات يعطينا دلالة على وجود خطة واضحة المعالم لتطوير قدرات الجانب الكويتي، لذلك عندما جلسنا مع مسؤولي وزارة الداخلية، سألناهم عن أبرز أهدافهم من التدريب. وقد أخبرونا أنهم يؤدون التدريب على أنماط محددة، ولذلك قمنا بتطوير خطة للسماح لهم بالتدريبات المطلوبة».
وصول خلال 10 دقائق
أوضح وولجيموت أن «السيارات المفخخة من أكثر الأعمال الإرهابية شيوعاً في العالم، ولذلك تعمل فرق مكافحة الحرائق والتخلص من الذخائر والمتفجرات الأميركية والكويتية معاً ويقيّمون أداء بعضهم البعض»، لافتاً إلى أن «أداء الجانب الكويتي كان ممتازاً، من جوانب عدة، أهمها وجود أرقام هواتف معلومة للاتصال واستجابة سريعة جداً، حيث وصلوا للموقع في غضون 10 دقائق، وبشكل احترافي للغاية لذلك نحن ممتنون جداً لهم».
القوات الأميركية باقية
أشار وولجيموت إلى أن «تطور المنشآت في القاعدة وبنيتها التحتية بصورة مستمرة في شكل مشاريع كبيرة جداً، يعكس أن القوات الأميركية ستبقى في الكويت لفترة طويلة»، مشيراً إلى أن «التدريب من أهم عناصر التعاون بين البلدين، والعديد من العسكريين الكويتيين يتلقون تدريباتهم في الولايات المتحدة».