كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 24 فبراير 2024 11:46 مساءً - تحتفل دولة الكويت يوم غد الأحد بالذكرى الـ63 للعيد الوطني الذي يجسد أعظم معاني الولاء وقيم الانتماء للوطن وقيادته الحكيمة الحريصة على تعزيز مكانته والمحافظة على أمنه واستقراره ودفع عجلة التنمية فيه بشتى المجالات.
واحتفالا بهذه الذكرى الغالية التي تتزامن والاحتفال بالذكرى الـ33 للتحرير من براثن الغزو العراقي الغاشم ازدانت مرافق البلاد ومناطقها بأبهى حلل الفرح والزينة فيما يستذكر الكويتيون بمشاعر من الفخر انتماءهم إلى هذه الأرض التي تنطلق من اعتزازها بماضيها المجيد لتلحق بركب الدول الطامحة إلى بناء حاضر مشرف ومستقبل مشرق.
وتعيش الكويت هذه الأيام احتفالاتها في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والتفاف الشعب حولها لتمضي سفينة الكويت نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار.
ولطالما أولى سمو أمير البلاد اهتماما كبيرا بالوحدة الوطنية والتأكيد على تكاتف وتعاون أهل الكويت فيما بينهم والسعي بالعمل الجاد نحو بناء كويت الحاضر والمستقبل إذ أكد سموه في النطق السامي بعد أداء اليمين الدستورية أن «الأزمات والتحديات والأخطار محيطة بنا وأن الحكمة تقتضي منا إدراك عظم وحجم المسؤولية والتمسك بالوحدة الوطنية التي هي ضمانة البقاء بعد الله».
وقد بدأت دولة الكويت احتفالها بالعيد الوطني الأول في 19 يونيو 1962 وأقيم بتلك المناسبة حينها عرض عسكري كبير في المطار القديم الواقع قرب (دروازة البريعصي) حضره عدد كبير من المسؤولين والمواطنين في أجواء مفعمة بالبهجة والسرور.
وفي ذلك اليوم ألقى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح كلمة قال فيها إن «دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين».
وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية مراحل عدة لكل منها خصوصيتها وجمالها ومرت بالعديد من التغييرات مجسدة ذكريات محفورة في الوجدان بدءا من ستينيات القرن الماضي.
وكانت الاحتفالات بالعيد الوطني في السبعينيات والثمانينيات تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة إضافة إلى طلبة المدارس والفرق الشعبية كما كان لمحافظات الكويت نصيب وافر فيها.
وقد شرعت دولة الكويت منذ عام 1962 في تدعيم نظامها السياسي بإنشاء مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديموقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها.
ومن أبرز ما أنجزه المجلس التأسيسي مشروع الدستور الذي صادق عليه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح (أبو الدستور) في نوفمبر 1962 لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية إذ جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963.
وحققت البلاد الكثير من الإنجازات على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم ومضت على طريق النهضة والارتقاء الذي رسمته خطى الآباء والأجداد وتابعته همم الرجال خلف قيادتها الحكيمة.
ومنذ استقلال دولة الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم.
واستطاعت البلاد أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ومن خلال دورها المميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمي والدولي من خلال الأمم المتحدة والمنظمات العربية والإقليمية.
وخلال الـ63 عاما الماضية حققت الكويت إنجازات متميزة على الصعد كافة وفق خطط استشرافية من قياداتها الحكيمة وحكوماتها الرشيدة أدركت متطلبات البلاد وأبنائها من التنمية والتطوير وأسهمت في أداء دور محوري في الملفات الإقليمية والدولية التي اضطلعت بها كما أصبحت محط أنظار العالم في المساعدات الإنسانية.