كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 30 أبريل 2023 10:14 مساءً - انطلقت أمس فعاليات المؤتمر السنوي الذي ينظمه قسم الفلسفة في كلية الآداب ـ جامعة الكويت بمنطقة الشدادية، بالتعاون مع المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية تحت عنوان «المواطنة في العالم العربي»، برعاية عميد الكلية وبمشاركة نخبة من أساتذة الكلية وعدد من الأكاديميين من دول مختلفة، الذين دعوا إلى ضرورة ترسيخ مفهوم المواطنة بين الشعوب العربية.
وأكد عميد كلية الأداب بالإنابة الدكتور عبدالمحسن المدعج، أن مثل هذا المؤتمر يسهم في تعزيز المواطنة بين الشعوب العربية وفتح آفاق علمية وأكاديمية تخدم المجتمع.
واضاف المدعج ان موضوع المواطنة من المواضيع العلمية الجديرة بالبحث كونها لم تحظ بالاهتمام الكافي، مشيراً إلى أنها إحدى الركائز الأساسية لاي مجتمع حي وهي الرابط الاجتماعي والنسيج السياسي للفرد والمجتمع على حد سواء.
من جانبها، قالت المستشارة الأولى في السفارة الفرنسية لدى الكويت فاني فونكارني في كلمة ألقتها نيابة عن السفيرة الفرنسية كلير لوفليشير، إن المؤتمر يجمع 12 أكاديمياً من قارات مختلفة ويناقش المواطنة في مظاهرها الفردية والجماعية وممارساتها السياسية والقانونية.
وأشادت بتنظيم المؤتمر وبروح التعاون النشط بين فرنسا والكويت حيث تظهر فرنسا بشكل يومي صداقتها مع الكويت من خلال نشاطها الديبلوماسي ونطاق تعاونها مشيرة الى ان «صداقتنا قديمة بدأت في القرن الـ17 ونمت أقوى منذ ذلك الحين وهي صداقة امتدت لأكثر من قرنين من الزمان».
من جهته، قال رئيس قسم الفلسفة بجامعة الكويت الدكتور محمد الوهيب، إن طرح ودراسة المفاهيم العلمية والافكار الاكاديمية من اهم الاسس في الجامعة كونها تخدم الفرد وتنمي المجتمع إلى جانب العمل على تشجيع الابحاث والدراسات الدقيقة، موضحا أن موضوع المواطنة شائك ودقيق.
وبيّن أن المؤتمر يستقطب مجموعة مميزة من الاسماء الاكاديمية لاثراء محاوره على مدى يومين ومناقشة وبحث احد اهم المواضيع بالوقت الحاضر وهو مفهوم المواطنة.
وقد عقدت الجلسة الأولى للمؤتمر، وترأستها أستاذة الميتافيزيقا في قسم الفلسفة الدكتورة شيخة الجاسم، بمشاركة كل من الاستاذ الجامعي في المدرسة العليا في ليون بفرنسا الدكتور مكرم عباس واستاذ فلسفة التربية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله المطيري واستاذ الفلسفة المعاصرة بقسم الفلسفة بجامعة الكويت الدكتور الزواوي بغورة.
وقال الأستاذ الجامعي في المدرسة العليا في ليون بفرنسا الدكتور مكرم عباس، «إن العرب في القديم ركزوا في كتاباتهم السياسية على مسألة ضرورة الاجتماع المدني الذي يمثل شرط تحقيق الكمالات أو الفضائل الإنسانية، مشيراً الى أننا نجد لديهم إجماعاً على نقد الاجتماعات الناقصة أو المبتورة مثل الاجتماع في العائلة أو الاجتماع القبلي فأول فضاء يتحقق فيه الكمال هو المدينة ثم الأمة ثم اجتماع الكثير من الأمم».
شيخة الجاسم تشيد بالانفتاح السعودي على الفلسفة
أكدت أستاذة الميتافيزيقا في قسم الفلسفة بجامعة الكويت الدكتورة شيخة الجاسم، أن مؤتمر «المواطنة» تضمن أوراقا بحثية يقدمها المحاضرون تتضمن جوانب متعددة وتنوعت المشاركات من دول متعددة من تونس ومن فرنسا ومن جامعة الكويت وغيرها.
ولفتت الجاسم إلى أن مضامين المؤتمر تطرقت الى الحضارة العربية الاسلامية قديماً وكذلك المواطنة المتعددة الثقافات، مشيدة بمشاركة الدكتور عبدالله المطيري من المملكة العربية السعودية، قائلة «نحن سعداء بالانفتاح السعودي على الفلسفة».
وأكدت أن موضوع المواطنة في العالم العربي مهم جداً ليس فقط فلسفياً ولكن ايضاً في واقع الحال المعاصر، خاصة في الآونة الأخيرة من خلال المطالبة بحصر المشاركة السياسية فقط على الجنسية الأصلية التي كانت قبل سنة 1994، مشيرة الى ان هذا الموضوع يثار مرة أخرى كحقوق وواجبات وهو موضوع مهم ليس فقط من الناحية الفلسفية بحد ذاتها ولكن أيضاً لنا كمواطنين في دول العالم العربي.
عبدالله المطيري: بُعد أخلاقي للمواطنة
قال رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة أستاذ فلسفة التربية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله المطيري «إن المواطنة كثيراً ما تتم مناقشتها من المفهوم السياسي مع أهميته في المعادلة، لكن أيضا هناك بعد أخلاقي مهم جداً».
وبيّن أن الدساتير والنظريات تختلف لكن الأساس المشترك من أيام افلاطون منذ اول تنظيرات للعدالة الى اليوم، حيث يحاول الجميع أن يربط بين العدالة والمواطنة.
الزواوي بغورة:المواطنة متعددة الثقافات
أكد أستاذ الفلسفة المعاصرة بقسم الفلسفة بجامعة الكويت الدكتور الزواوي بغورة أن المواطنة في شكلها الجديد متعددة الثقافات ولعلنا نتساءل، إن كانت مثل هذه المفاهيم لها صلة في فهم مجتمعاتنا والتي منذ القرن التاسع عشر تحاول بطرق مختلفة أن تتلمس طريقها في الحداثة، مشيراً إلى أن خرجت عدة مظاهرات في الجزائر واصطلح على هذه المظاهرات باصطلاحات كبيرة واحد منها سميت بثورة المواطنة.