جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات ورشة «التفاعل المؤسسي والرسمي والمدني مع قضايا حقوق الإنسان في دولة الكويت»، التي أقيمت أمس، بتعاون بين الديوان الوطني لحقوق الإنسان ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية برعاية وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح. وقال المهيني «أود أن أؤكد أن الكويت، خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التي ستبدأ مع مطلع العام المقبل، ستكون القضية الفلسطينية من بين أولوياتها وسنقدم الدعم لها والدفاع عنها، وكذلك عن الدول العربية والإسلامية والصديقة التي قد تتعرض لهجوم مسيس حول ملفاتها في حقوق الإنسان».
وذكر أن «الورشة تصادف الذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي ستقدم الكويت على ضوئه عدداً من التعهدات بشكل منفرد ووفق مجموعات، تتعلق بأمور من بينها الأسرة والمرأة، والمجتمع المدني وذلك إيماناً من الدولة بالعمل الإنساني، وبأهمية حماية وتعزيز حقوق الإنسان على المستويين الوطني والدولي.
وأضاف في كلمته، «يؤسفنا رغماً عن ذلك الحراك والاهتمام الدولي بقضايا حقوق الإنسان والشوط الكبير الذي قطع في مجال حقوق الإنسان بشكل عام وفي عصرنا الحالي، أن يعجز العالم عن وقف سفك الدماء والمجازر والدمار والأعمال الوحشية والبغيضة، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث يقف العالم، وتحديداً الغربي منه، متفرجاً على أشكال الانتهاكات التي ترتكب في إطار حقوق الإنسان، ضارباً بعرض الحائط الأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان».
فيتو
من جانبه، أكد رئيس الديوان الوطني لحقوق الإنسان جاسم المباركي أن «الوحشية الصهيونية تضع العالم أجمع والمنظمات الحقوقية والإنسانية بشكل خاص أمام مسؤولية تاريخية للتحرك الجاد والمطالبة الفورية بوقف إطلاق النار وإنهاء تلك الانتهاكات».
وتابع في كلمته خلال ورشة العمل، «لا بد أن أتطرق إلى بعض المواقف المشينة لبعض الدول التي تدعي بأنها من رعاة حقوق الإنسان وتصدر كل عام تقارير تقيم فيها حالة حقوق الإنسان في دول العالم المختلفة بينما هي تتخذ أسوأ القرارات المخزية في دعم العدوان سياسياً، ورفده بأكثر الأسلحة تطوراً لمواصلة عدوانه. وأعني بذلك الولايات المتحدة التي استخدمت أخيراً حق النقض الفيتو ضد قرار يدعو فقط لوقف إطلاق النار في ضربة للنظام العالمي، ولرسالة لمجلس الأمن وفلسفة حق النقض الفيتو القائمة على وجوب إحلال الأمن والسلم الدوليين».
تعاريف حسب الهوى
بدوره، أوضح القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية الدكتور يعقوب الكندري أن «مفاهيم حقوق الإنسان قد اختلفت، وتعدد استخدام تعاريفها حسب الحالة والهوى»، لافتاً إلى أن «هذه التعريفات يبدو أنها تخضع لتغيرات مختلفة حسب المصالح، فما يمارس في غزة بعيد كل البعد عن حقوق الإنسان».
وأضاف «لقد هدمت البيوت، ودور العبادة، واستشهد الشيوخ، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم من دول تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان».
التزام كويتي
من جهته، أفاد مدير إدارة الآداب العامة ومكافحة الاتجار بالبشر في وزارة الداخلية العميد هيثم العثمان، بأن «دولة الكويت دأبت على الحرص على حقوق الإنسان، انطلاقاً من قواعد الواجبات الإنسانية تجاه المجتمع ومكوناته».
وبين العثمان أن «الكويت كانت وما زالت سباقة في مقومات العمل الإنساني، حيث جاءت سياسة حكومة دولة الكويت العناية بحقوق الإنسان والاهتمام بتلك المبادئ».
وبين أن «التقارير الدولية أكدت في أكثر من مناسبة التزام الكويت بهذه المبادئ، وأشادت بجهود الكويت في تعزيز حقوق الإنسان وحضورها الدائم في التزامها بالمعاهدات الدولية».
زيارات مفاجئة للسجون
بدوره، استعرض رئيس لجنة الشكاوى والتظلمات في الديوان الوطني لحقوق الإنسان الدكتور عبدالرضا أسيري، دور الديوان في نشر ثقافة حقوق الإنسان، لافتاً إلى أن «الديوان من أحدث الأجهزة الرسمية التي تعمل في ملف حقوق الإنسان، وقراراته وسياساته مستقلة عن الحكومة».
وبين أن «الديوان قام بعدة زيارات لأماكن الاحتجاز، وأصدر تقارير عن حالة حقوق الإنسان في الكويت»، مشيراً إلى أن «من حق (الديوان) القيام بزيارات مفاجئة للسجون».
7 معاهدات
بين المهيني أن الكويت انضمت إلى 7 معاهدات دولية، وبروتوكولين آخرين لها كلها صلة وثقى بحقوق الإنسان، وهي:
1 - العهد الدولي للحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية
2 - العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية
3 - الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري
4 - اتفاقية حقوق الطفل
5 - الاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة
6 - اتفاقية مناهضة التعذيب
7 - اتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة
5 متطلبات
أوضح المهيني أن ثمة متطلبات لتحسين حالة حقوق الإنسان في الدولة، من بينها:
1 - تحقيق بيئة آمنة ومستقرة سياسياً واقتصادياً.
2 - اهتمام الدولة بحقوق الإنسان.
3 - تعاون الحكومة مع الآليات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.
4 - تفاعل مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان.
5 - التوعية المجتمعية بحقوق الإنسان.
18 عاماً في ثقافة حقوق الإنسان
استعرض نائب رئيس الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان عبدالله الدمخي، دور الجمعية في نشر مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها، على مدار 18 عاماً منذ انطلاقها، لافتاً إلى أن «الجمعية نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات وتنقية الثوب الكويتي من أي شوائب، وتسليط الضوء على الإنجازات المحلية والإقليمية والدولية التي حققتها الكويت».
فرص عمل للخارجين من السجن
أكدت مديرة جمعية البناء البشري للتنمية الاجتماعية عواطف السلمان أن«الجمعية قدمت نموذج تطبيق عملي حي للتفاعل مع الجهات الرسمية في مجال حقوق الإنسان، ومن بينها حقوق ذوي الإعاقة في الدمج والتمكين في سوق العمل»، لافتة إلى أنه«تم التركيز على الإعاقات الذهنية وصعوبات التعلم، نظراً لأنها تحتاج لمسار مختلف للانخراط في سوق العمل ولا سيما القطاع المصرفي، وهي تجربة استمرت قرابة خمس سنوات»، مضيفة «سنقوم بنقل التجربة للمفرج عنهم من المؤسسات الإصلاحية والبحث لهم عن وظائف وإعادة دمجهم من جديد».