الارشيف / حال الكويت

أملٌ جديد لإنقاذ حياة الأطفال... الخدّج

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 15 أبريل 2023 06:08 مساءً - فيما كانت الأوساط الطبية تعتقد، حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أن الأطفال الخدج غير قادرين على استشعار الألم، جاءت الأبحاث العلمية لاحقاً لتؤكد أن الأطفال، وهم أجنة في بطون أمهاتهم، يستشعرون الألم. بل إن الأطفال الخدج يشعرون بالألم أكثر من الذين يولدون في الآجال الطبيعية.

ومع تدشين خدمة العلاج بالعمل للأطفال الخدج وحديثي الولادة في مستشفى الولادة، يؤكد المختصون الأهمية القصوى للخدمة التي تنظر نظرة شاملة للطفل، لاسيما مع نحو 10 آلاف حالة ولادة سنوية يشهدها المستشفى، إذ تعمل الخدمة على تطوير خطة علاجية مناسبة للطفل حديث الولادة أو الخديج، لتحسين قدرته على أداء الأنشطة اليومية، وتقديم الرعاية التنموية العصبية الفعالة له، وتقليل الآلام التي يشعر بها الطفل خلال تلقيه الرعاية اللازمة، في العناية المركزة أو الخاصة عبر فريق طبي متعدد التخصصات.

الصورة التذكارية لأعضاء الحكومة الجديدة

«الراي» قامت بجولة في قسم الأطفال الخدج وحديثي الولادة، في مركز غنيمة الغانم التابع لمستشفى الولادة، والتقت القائمين على تقديم الخدمة، لإلقاء الضوء على مزيد من التفاصيل حول خدمة العلاج بالعمل التي تعد الأولى من نوعها، على مستوى مستشفيات البلاد وأساليب العلاج المستخدمة فيها، وفوائد هذا النوع من العلاج.

مريم خضر: الخدمة تهدف لسرعة تخلص الخديج من جهاز التنفس وأنبوبة التغذية

مريم خضر

أكدت رئيسة قسم الأطفال الخدج والعناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الولادة الدكتورة مريم خضر أن «مستشفى الولادة يتميز بوجود أكبر قسم للأطفال الخدج والعناية المركزة لحديثي الولادة في البلاد». ولفتت إلى أن «عدد الحضانات التي يضمها القسم نحو 150 حضانة، فضلاً عن أن القسم يتميز بأنه الوحيد في الكويت الذي يضم وحدة عناية مركزة لأمراض المخ والجهاز العصبي للأطفال الخدج وحديثي الولادة، وعيادة لهذه الأمراض».

وعن أهمية العلاج بالعمل، أوضحت خضر أن «الأطفال الخدج عرضة لأمراض كثيرة، لعدم اكتمال نمو ونضج أعضائهم. والعلاج بالعمل جزء من فريق متعدد التخصصات، مثل العلاج الطبيعي وعلاج البلع، بالتعاون مع أطباء الأطفال الخدج، ودورهم مساعدة الطفل على سرعة التخلص من جهاز التنفس الاصطناعي، والتخلص من أنبوب التغذية وزيادة الوزن وتقليل الآلام التي يشعر بها الطفل الخديج».

تماضر السعيد: العلاج بالعمل ينمي مهارة البلع والمضغ والقوى العضلية للجسم

تماضر السعيد

قالت رئيسة قسم العلاج الطبيعي في المستشفى تماضر السعيد، إن «خدمة العلاج بالعمل التي تقع تحت مظلة العلاج الطبيعي ذات أهمية قصوى، حيث تقدم للأطفال حديثي الولادة والأطفال الخدج وهؤلاء يعانون من مشاكل صحية كبيرة».

وأوضحت السعيد أن «العلاج بالعمل ينمي لديهم بعض المهارات، مثل المهارات الحسية ومهارات البلع والمضع والمهارات العصبية والقوى العضلية للجسم، بما يقلل فترة مكوث الطفل في الحضانة وحتى بالمستشفى وخروج الطفل للأسرة بشكل سليم ومنظم». وأشارت إلى أن «تقديم الخدمة يقوم عليها اختصاصيو العلاج بالعمل، وهو جزء من فريق متعدد التخصصات يتولى تقديم خدمة متكاملة للطفل، تضم العلاج الطبيعي وعلاج النطق والبلع وهيئة تمريضية وأطباء الخدج وحديثي الولادة».

نورة المدعج: التركيز على الرعاية التنموية العصبية الفعالة للطفل

نورة المدعج

أوضحت أخصائية العلاج بالعمل نورة المدعج، أن «المعالج بالعمل يتعامل مع جميع أنواع المشاكل الصحية المتواجدة في العناية المركزة والعناية الخاصة، في ما يخص التحديات التي تواجه الأطفال الخدج جراء الولادة المبكرة».

وأشارت المدعج إلى أن «الطفل يحتاج المعالج بالعمل إذا كان هناك خلل في الأنشطة اليومية مثل صعوبات البلع، النوم غير المنتظم وغير العميق، وعدم ضبط الذات وعدم التواصل المبكر مع الأهل بالشكل السليم، حيث ينظر هذا النوع من العلاج للطفل نظرة شمولية».

وأوضحت أن «العلاج بالعمل يركز خاصة على الرعاية التنموية العصبية الفعالة للأطفال الخدج، عبر استخدام طرق علاجية عديدة منها التكامل الحسي، والبرنامج الحسي للخدج، والتحفيز العصبي الحركي للفم، وعلاج الكنغر، وتكنيك إدارة الآلام، والعلاج بالزيوت العطرية، والمساج العلاجي».

أرقام وإنجازات

العلاج من عمر 24 أسبوعاً

تستهدف خدمة العلاج بالعمل الفئات العمرية للأطفال الخدج بداية من عمر الأسبوع 24 «ولادة مبكرة» أو أكثر، إلى أن تتم عملية خروجهم من المستشفى.

مرتان في اليوم

تتعدد مسارات هذا النوع من العلاج، ومعدل الحاجة للجلسات، حيث أوضحت المعالجة نورة المدعج أن «الحاجة للجلسات تختلف حسب احتياج الطفل، بمعدل يتراوح ما بين مرتين في اليوم إلى مرة في الشهر».

فوائد العلاج

من بين فوائد العلاج بالعمل، تمكين الطفل من الحصول على أعلى درجات الكفاءة في أداء الأنشطة اليومية، كما يمكّن الأهل ومقدم الرعاية من توفير الدعم اللازم للطفل، عبر تدريبهم على فهم سلوكيات طفلهم واحتياجه، واستقبال وترجمة المدخلات الحسية بشكل منظم وصحي، بما يمكن من اندماج الطفل مع البيئة الخارجية.

المحتاجون للخدمة

كل طفل يدخل العناية المركزة أو العناية الخاصة، على الأغلب، يحتاج للعلاج بالعمل، فيما الطفل غير الخديج أو ذو الوزن المثالي الذي يؤدي الأنشطة اليومية بكفاءة، فلا يحتاج لهذا النوع من العلاج، إن كان هناك ثقة ووعي كافيان لدى الأهل.

الخدمة بأنامل كويتية

أكدت المدعج أن الكادر القائم على تقديم خدمة العلاج بالعمل، هو كادر وطني كامل، وهناك خطط مستقبلية في توسعة هذا العدد من خلال التدريب المكثف لكوادر وطنية إضافية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا