الارشيف / حال الكويت

3 كشافين كويتيين زاروا 15 بلداً خلال 74 يوماً... بـ 150 ديناراً

  • 3 كشافين كويتيين زاروا 15 بلداً خلال 74 يوماً... بـ 150 ديناراً 1/2
  • 3 كشافين كويتيين زاروا 15 بلداً خلال 74 يوماً... بـ 150 ديناراً 2/2

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 20 أغسطس 2023 11:03 صباحاً - بعد 60 عاماً على الرحلة الكشفية التاريخية التي قام بها ثلاثة طلاب كويتيين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة ربيعاً، إلى اليونان، أصدر الخبير الزراعي محمد إبراهيم الفريح وصديقه الدكتور محمد العطار كتاب «يوميات كشاف كويتي 1963»، الذي يحوي تفاصيل رحلتهم الكشفية مع زميلهما الكشاف المرحوم عبدالرضا عباس الموسوي، التي بدأت في صيف عام 1963، وشملت 15 بلداً عربياً وأجنبياً.

وفي مغامرة لم تخل من المخاطر والتحديات، قرّر 3 شباب من طليعة كشافة اليرموك، السفر من الكويت عبر الحدود في 24 يونيو 1963 إلى المخيم الكشفي العالمي الحادي عشر، المنعقد بمدينة مارثون في اليونان، نظراً لعدم حصولهم على الترشيح اللازم للمشاركة، ولكن حماستهم كانت أعلى من القبول بعدم المشاركة، مهما كانت الأسباب، فسلكوا طريق البر والبحر، واتخذوا النقل الجماعي وسيلة للانتقال من السيارة والباخرة والقطار، مروراً بالمملكة العربية السعودية، الأردن، فلسطين، سورية، لبنان فمصر، ومنها إلى اليونان؛ ليتزامن وصولهم قبل افتتاح المخيم الكشفي العالمي بثلاثة أيام، ما أتاح لهم الفرصة لاستقبال بعثة كشافة الكويت والمشاركة بالمخيم العالمي، وقد استكملوا بقية رحلتهم فيما بعد إلى يوغسلافيا، ثم مدينة فيينا في النمسا.

توثيق الرحلة

وتمثل الرحلة الكشفية نموذجاً صادقاً لروح المغامرة، واكتساب الخبرة، والتعلم من تجارب الحَياةِ، والتَعَرُّفِ على عادات المجتمعات وثقافاتهم ومعالم الدول المختلفة. ولم تكن الرحلة الكشفية استثناءً في تلك الفترة من الستينيات، بل كان هناك الكثير من الرحلات والمغامرات الكشفية التي قام بها أفراد الكشافة الكويتية، حيثُ ذهب بعضهم إلى البلدان العربية، وتوجه بعضهم الآخر للبلدان الأوروبية، وذهبت مجموعة أخرى إلى الهند وآسيا.

وتمتاز الرحلة الكشفية بتوافر التوثيق على شكل يوميات، وثق فيها أفرادها - بالكتابة والصورة - مراحل انتقالهم عبر البلدان، ولم يخل توثيقهم من التعبير عن مشاعرهم وإحساساتهم بما واجههم من مصاعب ومعاناة أو من سعادة ومتعة.

بالسيارة والقطار والباخرة

يقول محمد الفريح في مقدمة كتابه، إن «الرحلة استمرت 74 يوما، قطعنا خلالها 11 ألف كيلومتراً، باستخدام السيارة والقطار والباخرة».

ويسرد الفريح قصة الرحلة، قائلاً إن «فكرتها بدأت عندما بلغ إلى علمنا خبر انعقاد المارثون الكشفي في اليونان في العام 1963، وبناء على عدم حصولنا على الترشح اللازم للمشاركة في الماراثون، وبعد عدة اجتماعات قررنا كشباب كشّافة كويتيين، الذهاب إلى المارثون في اليونان على نفقتنا الخاصة».

رجالات دولة

ويذكر الفريح أن «الأستاذ فائق طهيوب كان قائد الكشافة في ثانوية الشويخ، وكان مدرس التربية البدنية في مدرسة عمر بن الخطاب، وعُين قائداً للكشافة في ثانوية الشويخ، ولقد ضمت الطليعة في البداية كلاً من الكشّاف محمد الفريح - والكشّاف محمد العطار - والكشاف عبدالرضا عباس والكشاف محمد العياد. إلّا أن زميلنا الكشاف محمد العياد لم يتمكن من مصاحبتنا في الرحلة، لأمور عائلية».

وأفاد أن «كل هؤلاء الشباب الكشافة أصبحوا في ما بعد من رجالات الدولة في الكويت، ومن المعروفين محلياً ودولياً، وقاموا بتقديم خدمات للكويت في مجال الأمن الغذائي وأبحاث تنمية الأسماك، وتأسيس وإدارة قسم الإسعاف بوزارة الصحة».

خريطة الرحلة

ويضيف «بدأنا في الاجتماعات لوضع خارطة الرحلة. حدّدنا فيها الدول التي سنزورها والأماكن والمعالم التاريخية والسياحية، ولقد حددنا ميزانية الرحلة كاملة بمبلغ 150 ديناراً كمصاريف مشتركة طوال الرحلة للأكل والمواصلات. وتم دفع المبلغ من الآباء فقط، ولم نطلب أيّ مساعدة أو تبرعاً من أيّ مصدر».

مسار العودة

واختار الشباب مساراً آخر للعودة إلى الوطن من النمسا عن طريق هنغاريا، يوغسلافيا، بلغاريا، تركيا، سورية العراق، فالكويت بتاريخ 6 سبتمبر 1963، قطعوا خلال الرحلة 11 ألف كيلومتر، في 74 يوماً، وبتكلفة 150 ديناراً، بمقدار 50 لكل واحد.

وأشار الفريح «الحمد لله تمت الرحلة كاملة خلال 74 يوماً وقطعنا مسافة نحو 11 ألف كيلومتراً، وركبنا جميع المواصلات بخلاف الطائرات، ووصلنا إلى أرض الكويت الحبيبة، ومعنا باقي الخردة من الميزانية».

الأب الروحي للأشبال والكشافة

ينوّه الفريح في كتابه إلى داعمي الرحلة الكشفية، وفي طليعتهم الشيخ عبدالله الجابر الصباح، الأب الروحي للأشبال والكشافة منذ عام 1936، بعد تعيينه رئيساً لمجلس المعارف، وكذلك احتضانه لكل الأنشطة الكشفية، واستمراره في رعايتها حتى بعد تركه المنصب الوزاري عام 1967.

قبول وتشجيع

يتذكر الفريح أنه «عندما طرحنا الفكرة آنذاك على الأساتذة في ثانوية الشويخ، لاقت قبول جميع المدرسين، خصوصاً الناظر الأستاذ سليمان المطوع، والأستاذ يعقوب الغنيم، والأستاذ عبدلله الغنيم، وكذلك الأستاذ غلوم العطار وهو الأخ الأكبر لمحمد العطار، الذي قدّم أكبر تشجيع، وكان مؤيّداً قوياً لنا للقيام بالجولة العربية والأوروبية».

السفير الرزوقي والمناور

يلفت الفريح إلى دور سفير دولة الكويت في المملكة الأردنية الهاشمية عبدالرزاق الرزوقي، وعضو مجلس الأمة عباس المناور، وجميع الكشافة في الدول العربية فرداً فرداً، الذين قاموا بتقديم المساعدة والضيافة وجميع المواطنين وسائقي السيارات الذين قدموا يد العون في انتقالنا مجاناً من حدود إلى حدود.

خبرة في الأسفار

يقول الفريح إن خبرته في الأسفار، كانت السبب باختياره لقيادة الطليعة «فقد رافقت والدي إلى الحج 3 مرات بالسيارة، وإلى لبنان بالسيارة مرتين في عطلة الصيف، وركبنا الباخرة من بيروت إلى بورسعيد، وأجيد اللغة الإنكليزية، زرت العراق، سورية، لبنان، ومصر وحضرت مع الكشافة الكويتيين ماراثون المغرب في العام 1962، وزرت إيطاليا وإسبانيا».

دول الذهاب والإياب

رحلة الذهاب: المملكة العربية السعودية، الأردن، فلسطين، سورية، لبنان، مصر، اليونان، يوغسلافيا، النمسا.

مسار العودة: النمسا، هنغاريا، يوغسلافيا، بلغاريا، تركيا، سورية، العراق فالكويت.

Advertisements

قد تقرأ أيضا