حال الكويت

مكانة الكويت الدولية... تترسّخ يوماً بعد يوم

  • 1/2
  • 2/2

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 2 أكتوبر 2024 01:02 مساءً - كونا - مع مطلع العام 2024، واصلت دولة الكويت مسيرتها الناجحة في تعزيز علاقاتها الدولية على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، مستندة إلى التوجيهات الأميرية السامية ورؤية إستراتيجية طموحة، ترسيخاً لمكانتها على الساحة الدولية وتحقيق إنجازات ملموسة في كل المجالات، لاسيما دبلوماسياً وسياسياً.

ففي 16 ديسمبر 2023 وعلى إثر المناداة بسمو الشيخ مشعل الأحمد أميراً للبلاد، تبنت الكويت نهجاً طموحاً لتوثيق تعاونها مع الشركاء الدوليين والمنظمات العالمية، إلى جانب تطوير علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.

وجسّدت زيارات الدولة التي قام بها سمو الأمير إلى دول مجلس التعاون الخليجي نهاية يناير 2024، عمق الاهتمام بتعزيز التكامل الخليجي ودفع عجلة التعاون المشترك نحو آفاق أوسع، وحملت الجولة الخليجية البارزة التي بدأت بعد نحو 45 يوماً من تولي سموه مقاليد الحكم دلالات زمنية وإستراتيجية وجيوسياسية عميقة إقليمياً ودولياً.

وعكست البيانات الصادرة في ختام الجولة تلك الدلالات بتأكيد البُعد الأمني الإستراتيجي الخليجي للكويت والتشديد على الروابط التاريخية الراسخة والعلاقات المتينة التي تجمع بين الكويت والدول الخليجية إلى جانب دفع توسيع آفاق التعاون وتطوير الشراكة في جميع المجالات.

علاقات ثنائية

وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية شكّلت زيارة سمو الأمير إلى مصر أواخر أبريل الماضي محطة مثالية لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وأكد البيان الكويتي-المصري المشترك الصادر عن البلدين في ختام تلك الزيارة عُمق العلاقات الثنائية على مختلف المستويات الرسمية والشعبية وما شهدته من تضامن كامل عبر مختلف المحطات المحورية والفارقة.

كما أضفت زيارة دولة قام بها سمو الأمير إلى تركيا يومي 7 و8 مايو 2024 أبعاداً استثنائية وقيمة مضافة في علاقات البلدين الصديقين وتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بينهما.

وعلى هامش المباحثات الثنائية خلال الزيارة التي تزامنت مع ذكرى مرور 60 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين جرى توقيع ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم مهمة توثق عرى العلاقات الثنائية الكويتية - التركية.

وشملت هذه الاتفاقيات مجالات إدارة الكوارث الطبيعية والمناطق الحرة والرعاية السكنية والبنية التحتية إضافة إلى مذكرة تفاهم في شأن إنشاء حوار استراتيجي على مستوى وزيري الخارجية وتوقيع بروتوكول تنفيذي في شأن عقود شراء الصناعات الدفاعية.

وصاحبت الجولات الأميرية المكثفة خلال تلك الفترة توجيهات سامية إلى الحكومة الكويتية بتعزيز أواصر العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة والارتقاء بأُطر التعاون معها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وترسيخ الدور الإنساني للكويت.

تعاون وثيق

وعملاً بالتوجيهات السامية، نشطت التحركات الكويتية الخارجية خلال الفترة الماضية على أكثر من صعيد، إذ عمدت البلاد إلى توظيف الفعاليات الدولية المشاركة فيها لإنتاج أفضل مستويات التعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين في مختلف المجالات.

وشكّلت الاجتماعات الوزارية للحوار الإستراتيجي بين دول التعاون وكل من روسيا والبرازيل والهند، التي عقدت بمقر الأمانة العامة للمجلس بالعاصمة السعودية الرياض في التاسع من سبتمبر الماضي، دفعة لبناء علاقات أوثق بين الكويت والدول الثلاث في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية.

القمة الخليجية ـ الأوروبية

في موازاة ذلك تستعد الكويت للمشاركة في أعمال القمة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي المقررة في أكتوبر الجاري بالعاصمة البلجيكية بروكسل باعتبارها محطة تاريخية في العلاقات الخليجية - الأوروبية.

وتستهدف البلاد في المرحلة المقبلة دفع العلاقات مع الجانب الأوروبي إلى مزيد من التطور في المجالات الاستراتيجية وتعظيم نتاج التعاون المشترك في مختلف الجوانب.

كما تستعد الكويت لمواصلة مسيرة تمتين الروابط الخليجية عبر استضافتها المرتقبة لقمة مجلس التعاون الخليجي المقررة في ديسمبر المقبل في وقت تشهد مسيرة العمل الخليجي المشترك إسهامات الكويت الفاعلة في الارتقاء بالمجلس إلى مصاف الاتحادات الإقليمية الأكثر نجاحاً وفعالية.

وتؤمن الكويت بضرورة تكثيف الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تمكّن دول المجلس من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتغيرة وتلبي آمال أبناء دول المجلس وتعظم المنافع الاستراتيجية والاقتصادية المشتركة للدول الأعضاء.

كما يرسخ في العقيدة الكويتية مفهوم الأمن المشترك لدول المجلس وأنه كل لا يتجزأ وأن تجنيب الشعوب الخليجية التوترات والقلاقل المشهودة في المنطقة يستدعي مد جسور التعاون المستمر مع الدول الشقيقة والصديقة والاتحادات الدولية المؤثرة للاستفادة من إمكاناتها وخبراتها الهائلة في تعزيز القدرات التنموية وما يحفظ الأوطان والشعوب.

وأسهمت مبادرات الكويت الدبلوماسية في وضع البلاد بمكانة رفيعة في مجال العلاقات الدولية حيث تتعامل بشكل دقيق وإستراتيجي مع الملفات الإقليمية والدولية وتتدخل كوسيط نزيه في النزاعات وتقيم تحالفات استراتيجية فعّالة وتدعم مبادرات التنمية الدولية.

وتعمل البلاد على تعظيم أثر العمل الدبلوماسي الكويتي بشكل مستمر مرتكزة على مفهوم الدبلوماسية الوقائية الذي يُشكّل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الكويتية.

وعبر احتضانها أكثر من 100 بعثة دبلوماسية ومنظمة دولية إقليمية تابعة لمنظومة الأمم المتحدة عملت الكويت بشكل لافت خلال الفترة الماضية على تعزيز التواصل النشط مع تلك البعثات لمنح العلاقات الكويتية -الدولية بعداً أعمق وأكثر تأثيراً.

علاقات دولية أكثر قوة ومتانة

شكّلت مشاركة الكويت في أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أخيراً، محطة مؤثرة في تعزيز مسيرتها الناجحة لبناء علاقات دولية أكثر قوة ومتانة.

وفي هذا الإطار أجرى ممثل سمو أمير البلاد مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد 44 لقاء واجتماعاً مع رؤساء دول ورؤساء حكومات ومسؤولين كبار خلال (قمة المستقبل) بنيويورك، بحث سموه خلالها سُبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية والشركات القوية، إضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

تعزيز التعاون وتقوية العلاقات

استثمرت الكويت، ممثلة في وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أعمال الدورة الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الشهر الماضي، في مشاورات ولقاءات عدة، شملت وزراء خارجية ومسؤولين دوليين.

وبحثت اللقاءات التي أجرتها الكويت، على هامش المؤتمر الوزاري، مجالات التعاون المختلفة وأُطر تعزيز العلاقات الثنائية بين الكويت وعدد من الدول، ومناقشة المستجدات الإقليمية والدولية والتطورات التي تشهدها المنطقة.

وفي مجالات الشؤون الاجتماعية والعمل الخيري والإنساني وقّعت الكويت مذكرتي تفاهم مع قطر إلى جانب مذكرة تفاهم مع السعودية.

انطلاقة جديدة للعلاقة مع الإمارات

في سياق الدورة الخامسة لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية - الإماراتية التي عقدت أعمالها بأبوظبي، مطلع سبتمبر الماضي، شهدت العلاقات الثنائية مع الإمارات انطلاقة جديدة بعد توقيع جملة من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في عدد من القطاعات التنموية الحيوية.

وشملت مذكرات التفاهم مجالات البنية التحتية والاتصالات وتقنية المعلومات والأمن السيبراني، إضافة إلى مجال المشتريات والصناعات الدفاعية.

كما استعرضت الكويت مستقبل العمل الخليجي المشترك ودفعه قدماً ضمن مختلف مساراته، خلال الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف إلى الإمارات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا