كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 21 مايو 2023 10:18 مساءً - فقدت الساحة الكويتية والعربية منذ أيام قليلة الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر هذا الهرم الموسيقي الكبير، وأحد أعمدة الأغنية ليس فقط في دولة الكويت الحبيبة، وإنما على المستويين الخليجي والعربي.
خلال مسيرته الفنية الحافلة، قدم المرحوم عبدالكريم عبدالقادر المئات من الأغاني من أهمها «ليل الدجى» و«تعيش وتسلم» و«جرح الضمير» و«واليوم شفتك» وغيرها الكثير، بصوت عذب شجي ولحن كويتي أصيل وكلمات معبرة وهادفة، استطاع من خلالها جذب الكثير من المحبين والمعجبين في كل أرجاء وطننا العربي الكبير.
تميز الفنان القدير طيلة العقود الستة من مسيرته بصوته المُتفرّد، كما أجاد مختلف أصناف الأداء الغنائي من موشحات دينية وأغنيات وطنية ملحمية وطربية ورومنسية، وبالنسبة لي فإن الفن الذي كان يقدمه المرحوم عبدالكريم عبدالقادر هو من نوع العذب الهادف والسهل الممتنع، كما أنّ لفنه سحراً وجاذبية خاصة تثير إعجاب المستمع من أول وهلة، وهو ما يترجم موهبته الفذة وحضوره القوي.
حاز فنان الكويت العزيز عدة تكريمات وطنية وخليجية وعربية، وحصل على العديد من الجوائز من ضمنها جائزة الإسطوانة البرونزية عن ثالث أفضل أغنية وهي أغنية «جمر الوداع» في مهرجان القاهرة الغنائي، وجائزة أفضل أغنية عن أغنية «شخبارك» في مهرجان القاهرة الغنائي سنة 1998.
ومن خلال استذكاري لمختلف المحطات الفنية للمبدع الكويتي، فقد جلب اهتمامي محافظته على نفس المستوى والنسق الغنائي، سواء في مرحلته الأولى أو بعد تراجعه عن الاعتزال وعودته للساحة الفنية بباكورة من الأغاني الجديدة أبرزها أغنية «من بين الناس».
رحيل «الصوت الجريح» وإن خلف جرحاً لدى الجميع، فإن بلسمة ما تركه لنا من مخزون موسيقي ثري يتمثل في 47 ألبوماً غنائياً، وما يحظى به من محبة وإعجاب وتقدير. رحمك الله عبدالكريم عبدالقادر، فقد كنت فناناً أصيلاً وستبقى في ذاكرتنا إنساناً مبدعاً وصرحاً خالداً، ومرجعاً من مراجع الفن الكويتي والعربي.
• سفير الجمهورية التونسية في الكويت