الارشيف / حال الكويت

ذكرى الغزو... مؤتمر جدة عنوان الوحدة والوفاء

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 31 يوليو 2024 10:02 مساءً - سجّل الكويتيون خلال الغزو ملحمة بطولية شعبية عنوانها الوحدة والوفاء... وحدة رسمية شعبية بين القيادة والشعب في مواجهة العدوان، والوفاء المتبادل بين القيادة والشعب، في أروع صورة تمثلت بالالتفاف الشعبي الكبير، والتمسك بالقيادة الشرعية والاحتضان الرسمي من القيادة للمواطنين داخل وخارج الكويت.

وجسّد المؤتمر الشعبي الكويتي الذي عقد في جدة في أكتوبر 1990 الملحمة البطولية، سواء بالكلمات التي ألقيت فيه من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، والأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، الذي كان آنذاك ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء، ومن المشاركين الذين ألقى كلمتهم عبدالعزيز حمد الصقر.

وأكد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، في كلمته في افتتاح مؤتمر جدة، متانة الروابط بين الشعب الكويتي وقيادته، ومواصلة المساعي الدؤوبة لاستعادة الوطن المغتصب من يد المحتل الآثم.

وقال إن «صمودنا ووقوفنا جميعاً صفاً واحداً، ضد المحتل الغاشم، كان مثار إعجاب واحترام العالم الذي يتابع عن كثب تحركنا الواثق نحو التحرير ودحر الغزاة المعتدين»، مضيفاً «لقد عاش الكويتيون منذ القدم في أجواء الحرية، والتزموا الشورى، ومارسوا الديمقراطية في إطار دستورنا الذي ارتضيناه، وإذا ما اختلفت اجتهاداتهم في شأن أمر من الأمور المتعلقة بترتيب البيت الكويتي، فإنهم يكونون أشد تلاحماً وإصراراً وتآزراً في مواجهة الأخطار التي تهددهم»، مشيراً إلى أن «تلك هي الحقيقة الساطعة التي لم يدركها النظام العراقي، فقد أخطأ في فهم طبيعة الجبهة الداخلية الكويتية، فظن أن ما طرحه بعض المواطنين المجتهدين من آراء لترتيب أوضاع البيت الكويتي، باعثه خلافات وتناقضات بين أبناء الوطن الكويتي الواحد».

كما ألقى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك، الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله، كلمة في المؤتمر أشاد فيها بوحدة أهل الكويت في مواجهة الغزو، وقال إن «أهل الكويت أثبتوا ساعة الشدة أنهم أُسرة واحدة قولاً وفعلاً، فالتفوا حول قيادتهم التي هي منهم وإليهم ووقفوا صفاً واحداً كالبُنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، فأكدوا بذلك أصالة معدنهم ونقاء جوهرهم وإدراكهم الواعي لمصلحة الكويت العليا، وتساموا بوطنيتهم الصادقة وشهامتهم الأصيلة وخلقهم الرفيع فوق كل محاولات الدس والوقيعة والانتهازية».

وقال إن «هذا الشعب الذي سطر بدمه وكفاحه وصموده البطولي صفحات مشرفة في مقاومة العدوان ورفض التعاون أو التعامل مع قوات الاحتلال الآثم، وضرب بمحض إرادته أمثلة رائعة في الولاء لوطنه والوفاء لأميره والالتفاف حول قيادته - لا يمكن أن يجزى على ثقته إلا بمزيد من الثقة وعلى محبته إلا بمزيد من المحبة وعلى وفائه إلا بمزيد من الوفاء و (هل جزاءُ الإحسان إلّا الإحسان)».

أما كلمة المشاركين في مؤتمر جدة الشعبي، فقد ألقاها عبدالعزيز حمد الصقر، شدد فيها على أن مبايعة الكويتيين لأسرة آل صباح «لم تكن يوماً موضع جدل لتؤكد ولا مجال نقض لتجدد ولا ارتبطت بموعد لتمدد، بل هي بدأت محبة واتساقاً، واستمرت تعاوناً واتفاقاً، ثم تكرست دستوراً وميثاقاً. ولقد أثبت الشعب الكويتي، في أصعب الظروف وأشدها خطراً، وفاءه بوعده والتزامه بكامل دستوره وعقده، حين تمسك بشرعيته ووقف وقفة الرجل الواحد وراء أمير البلاد وولي عهده، فسجل بذلك رائعة نادرة في التاريخ، كسب بها احترام العالم، وأجهض من خلالها أحلام الغزاة. بل إني لأؤكد أن الإجماع الشعبي الكويتي في التمسك بالشرعية كان عاملاً حاسماً في تحقيق الإجماع العالمي غير المسبوق بتأييد الكويت».

جابر الأحمد... رأس الشرعية

الأمير جابر الأحمد لدى وصوله للكويت بعد التحرير

مثّل سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله تعالى، رأس الشرعية، فقام بإصدار أمر أميري يقضي بأن تنعقد الحكومة بصفة موقتة في السعودية، وأن يتولى الوزراء مباشرة أعمالهم.

وقاد الأمير الراحل الجهود الكويتية من أراضي المملكة العربية السعودية باقتدار لاستعادة الحق الكويتي.

واستطاع من خلالها توثيق وتعزيز علاقات الكويت بالأمم المتحدة وجميع مؤسساتها ودولها الأعضاء.

سعد العبدالله... بطل التحرير

الأمير الوالد سعد العبدالله

لعبت التحركات السياسية التي قام بها سمو الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، في مختلف الاتجاهات، دوراً بارزاً في التحرير وتطبيق قرارات مجلس الأمن، فقد قام بزيارة عدد من الدول، من بينها سورية وتركيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا.

وقال الشيخ سعد، في مؤتمر صحافي في ليبيا، آنذاك، إن «أبناء الكويت رفضوا ويرفضون وجود القوات الغازية في بلادهم، ولم ولن يتعاونوا بشكل مباشر أو غير مباشر مع هذه القوات، وأصروا جميعاً على الدفاع عن كيانهم وأرضهم، وسيستمرون في النضال والكفاح حتى طرد آخر جندي عراقي من الكويت».

وأضاف أن «عمليات المقاومة ستتصاعد قريباً من أجل تحرير الأراضي الكويتية من الغزاة، وكل الاتفاقيات الدولية تعطينا الحق في الدفاع عن أنفسنا ومواطنينا وبلدنا».

Advertisements

قد تقرأ أيضا