كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 28 يوليو 2024 10:02 مساءً - أكد السفير الإيراني لدى البلاد محمد توتونجي أن السياسة الخارجية الإيرانية مبنية على حسن الجوار، وأن هذه من أولويات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه الجيران، حيث تمت متابعتها خلال السنوات الثلاث الماضية وساهمت في تعزيز العلاقات مع جيراننا.
وقال السفير توتونجي، في لقاء مع «الراي»، إن «الحكومة الجديدة ستستمر في هذا النهج»، لافتاً إلى أن الرئيس الجديد الدكتور مسعود بزشكيان أكد في كلمته الأخيرة على أهمية تعزيز العلاقات مع دول الجوار بغية إنشاء منطقة قوية، مع ضرورة تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والتركيز على الاستثمارات المشتركة مع دول الجوار.
اجتماع مشترك
وأضاف أنه «وفقاً للتنسيق الجاري مع الجهات المعنية، فإن اللجنة القنصلية المشتركة بين البلدين ستلتئم في طهران قريباً، وهناك زيارات لوفود رسمية أخرى يتم التنسيق بشأنها حالياً».
التأشيرات
وذكر توتونجي أن السفارة أصدرت في العام الماضي نحو 100 ألف تأشيرة للزوّار والسياح الكويتيين الذين زاروا مختلف المدن الإيرانية، وذلك قبل دخول قرار إلغاء التأشيرات للمواطنين الكويتيين حيز التنفيذ في فبراير الماضي، معرباً عن أمله بتضاعف أعداد الزائرين، لا سيما أن هناك 28 دولة أجنبية شملها إعفاء التأشيرات، وارتفع عدد السياح إلى 4 أضعاف ليصل منذ إلغاء قيود التأشيرات بعد جائحة «كورونا» حتى الآن إلى 13 مليوناً و895 ألف سائح.
5 شركات طيران
وقال إن هناك حالياً خمس شركات طيران إيرانية وكويتية تعمل على تنظيم رحلات من الكويت إلى طهران ومشهد وأصفهان وشيراز ولار والأهواز، مشيراً إلى أنه «يومياً هناك رحلات مباشرة إلى المدن الإيرانية ونأمل فتح خطوط جديدة إلى مطارات المحافظات الشمالية في مازندران وكيلان نظراً لزيادة الطلب على تلك الأماكن».
فرص الاستثمار
وأشار السفير إلى أن هناك إمكانات هائلة للاستثمار في القطاعات الإيرانية المختلفة كالفنادق والمنتجعات والصناعات اليدوية ومصانع المواد الغذائية والزراعية، «وهذه الفرص الفريدة تحظى باهتمام المستثمرين في دول الجوار بسبب القرب الجغرافي والوشائج الثقافية الموجودة بين بلدينا الجارين».
وأضاف أن قانون تشجيع ودعم الاستثمار المصادق عليه العام 2002 حدد الإطار القانوني لاستقطاب الاستثمار الأجنبي، والحصول على التصاريح اللازمة لإنجاز المشاريع الإنتاجية والصناعية والمنجمية بغية تحقيق التنمية الاقتصادية ومضاعفة القابليات التصديرية للبلاد، موضحاً أنه للمستثمر حق تحويل الأرباح والإيرادات بالعملة الصعبة، مع عدم خضوعه لضوابط التسعير وشموله بالإعفاءات الجمركية واستعانته بكل التسهيلات عند تسجيل الشركة، ومن هذا المنطلق ندعو المستثمرين الكويتيين لانتهاز الفرصة والاستفادة من هذه التسهيلات التي تدر أرباحاً وإيرادات قد لا تتوافر في قطاعات أخرى.
نصائح للسائح الكويتي
وجه السفير توتونجي رسالة للسائح الكويتي قال فيها إن «إيران بلاد الفصول الأربعة، ويمكن زيارة أي مدينة في الفصل الذي يكون جوها مناسباً، ففي مدن الشمال الإيراني والشمال الغربي وغرب إيران تجد الحرارة منخفضة في فصل الصيف بينما في مدن جنوب إيران تصل الحرارة الى 50 درجة. ومن الأفضل للسياح أن يختاروا الفنادق الرسمية المتوافرة تحت إشراف وزارة السياحة والتراث الثقافي».
وأضاف «ان كل مدينة إيرانية تشتهر بمأكولاتها وحلوياتها الخاصة وأماكنها السياحية والتاريخية أو الدينية، ففي طهران تجد الجبال المغطاة بالثلج الأبيض الناصع، حيث يمكن التزلج على الجليد وممارسة الألعاب الشتوية، وفي شيراز تشاهد البساتين وأنواع الأزهار والعطور، وفي أصفهان تقرأ على جدرانها صفحات مشرقة من تاريخ الحضارة الإيرانية، أما مدينة مشهد فتمتاز بطابعها الديني حيث تحتضن مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، فضلاً عن منتجعاتها السياحية الخلابة في شانديز وطرقبة، كما ننصح إخواننا بزيارة أردبيل التي تشتهر بمصحاتها وينابيعها الحارة في منطقة سرعين ومياهها الكبريتية ذات الخصائص العلاجية الفريدة».
السياسة الأميركية العدائية
تطرق السفير الإيراني إلى الانتخابات الأميركية المقبلة، قائلاً «لا يهمنا تغيير ساكني البيت الأبيض بل الذي يهمنا هو موقف الحكومة الأميركية وعداؤها المتمادي ضد شعب وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وان تغيير هذه السياسة العدائية للحكومة الأميركية هو السبيل لتغيير مسيرة العلاقات بيننا».
