الارشيف / حال الكويت

تشانغ جيانوي

كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 27 يوليو 2024 10:02 مساءً - تجمع 14 فصيلاً فلسطينياً في بيجينغ أخيراً، للقيام بالحوار حول المصالحة، ووقّعت على «إعلان بيجينغ لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية»، مما أتى بأمل ثمين للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لما يكفي من المعاناة.

ظلت الصين تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وتدعم الفصائل الفلسطينية في تعزيز التضامن وتحقيق المصالحة والعمل المشترك، لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة.

إن أهمية التوافق لحوار بيجينغ بين الفصائل الفلسطينية، في السعي إلى تحقيق المصالحة والوحدة الشاملة بين الفصائل الفلسطينية الـ14 كافة، وإن أكثر النتائج جوهريا له، في التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإن أبرز نقاط الاتفاق، الحوكمة المستقبلية ما بعد الصراع في قطاع غزة، وتشكيل حكومة وفاق وطني موقت، وإن أقوى الدعوات فيه هو إقامة دولة فلسطين المستقلة بشكل حقيقي، وقفا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

يعكس نجاح الحوار ثقة مختلف الفصائل الفلسطينية في الصين، واعترافها بموقف الصين الدبلوماسي وقدراتها في الوساطة، كما أنه يبعث بإشارة إيجابية نحو السلام، في الوضع الإقليمي المضطرب.

إن الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وتؤمن دائما بأن القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط، وتدعم بشكل ثابت مطالب الشعب الفلسطيني لتحقيق إقامة دولته المستقلة. لقد طرح الرئيس شي جينبينغ المبادرات والرؤى لعدة مرات، حول حل القضية الفلسطينية، مما ساهم بالحكمة الصينية والحلول الصينية لحل القضية الفلسطينية.

ومن أجل الخروج من مأزق الصراع الحالي، يطرح الجانب الصيني مبادرة من «ثلاث خطوات»:

الخطوة الأولى، هي الدفع بتحقيق الوقف الشامل والدائم والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، في أسرع وقت ممكن، وضمان إيصال المساعدات والإغاثة الإنسانية بشكل سلس.

الخطوة الثانية، هي الدفع معا بالحوكمة ما بعد الصراع في قطاع غزة التزاما بمبدأ «حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين».

الخطوة الثالثة، هي الدفع بنيل فلسطين العضوية الكاملة للأمم المتحدة، وبدء تنفيذ «حل الدولتين». فينبغي أن يدعم المجتمع الدولي أصحاب الشأن لتنفيذ «الخطوات الثلاث» بالموقف الجدي.

وتعد المصالحة بين الفصائل الفلسطينية هذه المرة، ممارسة ناجحة أخرى لمبادرة الأمن العالمي في الشرق الأوسط، إثر الحوار بين السعودية وإيران في بيجينغ، مما يدل على مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام الذي تدعو إليه الصين.

ويعرف الجانب الصيني بعمق أن السلام والاستقرار، هما الركن الأساسي لضمان أمن المنطقة وسعادة شعوبها، ويدعم تحكم شعوب دول الشرق الأوسط في مصيرها ومستقبلها بأيديها.

وبدلاً من العدوان أو الاستعمار أو إثارة الحرب، ظلت الصين تسعى إلى الازدهار وتكوين الصداقة.

في المستقبل، إن الصين على استعداد تام لتنفيذ إعلان بيجينغ، ودفع إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر، ومستعدة لبذل جهود مشتركة مع دول المنطقة، بما في ذلك دولة الكويت، لتقديم مساهمات أكبر للسلام والتنمية في الشرق الأوسط.

*سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت

Advertisements

قد تقرأ أيضا