بيروت - ايمان الباجي - حاز مسلسل الزند ذئب العاصي على المتابعة الشعبية وخاصة بعد عرض الحلقات الخمس الأولى منه، وما يحتويه من التراث اللامادي والحكايات المحليّة لمعاناة الطبقة الكادحة في سوريا في منطقة نهر العاصي، مواجهة حكم الاحتلال العثماني، وتسلط الاقطاعي والفاسدين.
وتحمل أحداث مسلسل ذئب العاصي: الزند، تفاصيل الحياة اليومية للفلاحين والسكان في منطقة مجرى نهر العاصي الذي يربط أواسط سوريا بلبنان، في آخر عهد الدولة العثمانية، والفوضى السياسية التي رافقت ذلك الزمن.
وتجلى تقديم التراث اللامادي للمنطقة من خلال الموسيقى والمووايل ضمن شارة المقدمة والخاتمة للمسلسل.
البطل الشعبي والعتابا ورفاق الدرب
وتمتلئ الذاكرة الشعبية للسورين، وخاصة في المنطقة الوسطى في حمص وحماه وريف مصياف وجبال الساحل، الكثير من القصص عن الأبطال الشعبيين، الذين تحدوا ظلم الباشا والإقطاعي وسلطة الاحتلال العثماني.
وأثارت الأشعار والمووايل التي عرضها المسلسل في حلقاته الأولى، إعجاب وانتباه الجمهور السوري، وخاصة في ما حملته من إرث شعبي لامس أحاسيسهم.
وحمل تتر النهاية العتابا بصوت الفنانة السورية الدكتورة مها الحموي، وكلمات النجم برهوم رزق، وموسيقى وألحان آري جان.
وبكلمات “أنا وأنت رفاق الدرب يا بلاه”، نقلت به النمط الغنائي من التراث الشعبي والطرب الجميل الذي يدخل القلب.
ويتألف بيت العتابا وهو من أنواع الزجل أو الشعر الغنائي التراثي الشعبي، من بيتين كل بيت بشطرين، تكون الاشطر الثلاثة الأولى على قافية متجانسة أي يتفق في اللفظ ويختلف في المعنى.
أنا وأنت رفاق الدرب يا بلاه يا بدي كون ملك الحب يا بلاه.
صرت خايف عليّ التوب يبلا يمروا ومايعرفوني الحباب.
هلك بالشام وهلي بالجاي منهم ياربي دوم ع الهجران عينهم.
مرت سنين وما جى خبر عنهم ولا طارش لفي من يم الحباب.
اذا غصن المحبة ما فيكي تدفع دم قلبي مال فيكي.
وحاج تعذبيني مالي فيكي سوى نظرة يتيم على البواب.
التراث اللامادي السوري
ويزخر التراث اللامادي في سوريا ومنطقة بلاد الشام بالغنى الكبير بما يحتويه من “الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات -وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية- والتي تعدّها الجماعات والمجموعات، وأحيانًا الأفراد، جزءًا من تراثهم الثقافي”.
وبحسب اليونسكو، فإن سوريا “لديها ثروة من التعبير الثقافي الذي يعكس الطابع المتعدد الأعراق والمتعدد الطوائف للمجتمع السوري الحالي”، وتُقسم عادة الثقافات في سوريا، بمعناها الواسع، إلى الثقافات القومية والثقافات الدينية.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في كانون الثاني من العام الحالي، العود السوري على قائمتها للتراث الثقافي العالمي غير المادي.
كما أطلقت الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية واللجنة الوطنية لليونسكو، في العام 2015 كتاب التراث اللامادي السوري.
ويهتم الكتاب بحصر وتوثيق التراث اللامادي السوري متضمناً الطقوس والاحتفالات والممارسات الشعبية وأشكال التعبير الشفهي.
اقرأ المزيد: شاهدوا قصر عمرو دياب الخيالي.. كم يبلغ سعره؟