شركة أوال الخليج للصناعات التي أعلنت عن خطتها لإعادة التنظيم، هي المثال البحريني لما يمكن أن يحدث لمؤسسات صناعية وتجارية عريقة خلال الفترة القادمة، فبعد تاريخ ممتد قرابة 5 عقود من التطور والنجاح والتوسع في جميع أنحاء العالم، نسمع اليوم أن الشركة تدخل غرفة الانعاش ونفقاً مظلماً لا تُعرف نهايته.
لقد بدأت الشركة في عام 1970 بمصنع صغير في منطقة سترة يعمل في منتجات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، ثم انطلقت إلى المنتجات السكنية في عام 1995 لتصل إلى طاقة إنتاجية بنصف مليون وحدة سنوياً.
وتصنع الشركة مجموعة كبيرة من العلامات التجارية البارزة في هذا المجال مثل بيرل ويونيفرسال ومارشال وغيرها، ولم يفكر أصحابها فقط في أن يكونوا موزعين لهذه المنتجات، ولكن كان الإصرار على التصنيع والابتكار ومن ثم التوزيع لمختلف دول العالم، حتى استطاعت الشركة أن توسع شبكتها من الوكلاء في أكثر من 40 دولة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.
واليوم باتت الشركة تمتلك 3 مصانع وتشغل قرابة ألف عامل وتصل منتجاتها إلى العديد من الدول التي لا يمكن حصرها هنا، بالإضافة إلى الاستهلاك المحلي، ومنها كافة أنواع مكيفات الهواء الثابتة والمركزية، وأنظمة تدفق المبردات والثلاجات والمجمدات وغيرها من الأجهزة والمعدات.
وتؤكد الشركة عبر موقعها أن لديها إدارة تتمتع بخبرة عالية رفعت من مستوى الجودة في جميع منتجات الشركة، ولا يمكن أن نتشكك في هذا الأمر؛ لأن سجل النجاح المتواصل منذ 50 عاماً يؤكد أنه لا يوجد خلل داخلي، ولكن هنا آثار جانبية وخارجية تسببت فيما يحدث اليوم.
معضلة حقوق العمال في الشركة سوف تتولاها وزارة العمل والنقابات العمالية وتؤكد الشركة على حقوق العمال، لكن المشكلة التي يجب البحث فيها هي أسباب ما حدث لتلك الشركة الوطنية، وكيف يمكن إنقاذها ومنع تكراره في شركات ومصانع بحرينية أخرى، فإذا كانت أوال الخليج قد تعرضت لهذه الانتكاسة، فماذا سيحدث مع مصانع صغيرة أو حديثة ولا تمتلك ربع خبرة أوال الخليج؟
نعم إن هناك مؤثرات خارجية لا يمكن تفاديها، ولكن لا بد أن هناك إجراءات حمائية تستطيع أن تحمي صناعاتنا الوطنية الناجحة، ولهذا فإن الأمر يستدعي الباحثين والمتخصصين للعمل وإيجاد الأفكار والحلول، وتلك دعوة لمركز الدراسات باعتباره من أكبر المراكز المتخصصة.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية