تعز.. صحفيون وإعلاميون ينظمون ندوة حول استحقاقات المحافظة في المرحلة الراهنة

عدن - سعد محمود في الثلاثاء 18 أبريل 2023 05:16 مساءً - نظم صحفيون واعلاميون من محافظة تعز، مساء الاثنين، ندوة نوعية حول استحقاقات المحافظة في المرحلة الراهنة.
 
وشارك في الندوة التي حملت عنوان "تعز واستحقاقات المرحلة.. حضور في المعركة وتغييب في المفاوضات" حشد كبير من الإعلاميين والناشطين السياسيين عبر برنامج "الزوم".
 
وقدم الباحث والكاتب مصطفى الجبزي في المحور الأول: "دور تعز في المعركة الوطنية واستعادة مؤسسات الدولة"، شرحا مفصلاً عن دور تعز الرائد في معركة استعادة الدولة والتضحيات التي قدمتها على مدى أكثر من ثمان سنوات في مختلف المجالات.
 
وأشار إلى الانقسام الذي تشهده محافظة نتيجة استمرار حصار الحوثيين للمدينة، وتوقف عمليات تحرير بقية المديريات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
 
ولفت الجبزي إلى "أن تعز مقسمة إلى شطرين 16 مديرية تحت سيطرة الحكومة الشرعية، أي بنسبة 60% من سعة المحافظة، فيما تسيطر جماعة الحوثي على 7 مديريات فقط، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الحوثيين يسيطرون على أكثر من 70% من إيرادات المحافظة".
 
وأضاف، أن "الحصار وانقسام تعز ووجود أغلب مواردها تحت سيطرة الحوثي جعلها تفتقر للموارد، مؤكداً أن "من لا يمتلك موارد لا يستطيع أن يفرض رأيا في المعادلة السياسية".
 
وأوضح أنه ومن هذا المنطلق فإن تعز بحاجة للتخلص من سلبيات المركزية والبدء للعمل بالمشروع الفدرالي، أي أن تحكم المدينة نفسها، وللأسف مشروع الحوثي يعيق الفدرالية، فتعز منفصلة عن جزء منها ومفصولة عن تعز، كما يجب على تعز ألا تتخلى عن إب.
 
من جهته تحدث الصحفي وسام محمد، حول محور "تعز في خارطة الحرب والحصار والاتفاقيات"، قائلا، إن "الحصار المفروض على تعز الهدف منه منع التواصل مع صنعاء، لأن هذا التواصل يمثل عامل قوة كما حصل في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، لذا جماعة الحوثي ترى بأن حصار تعز واجبا حتى لا تلعب أي دور".
 
 وأضاف "أن جماعة الحوثي أيضا تحاول قطع تواصل تعز بعدن، لأن عدن كانت بمثابة الرئة لتعز في عهد الأئمة وحاضنة للحركة الوطنية التي كان جميع أبطالها من تعز".
 
وتابع: "الهدف من حصار تعز هو كسرها وإخماد طاقتها، ولن تقبل جماعة الحوثي رفع الحصار عن تعز إلا إذا ضمنت أنها ستحكم اليمن بشكل كامل، فيما مشروع تعز أن لا تُسلّم اليمن لهذه الجماعة أو لأي جماعة إيدلوجية أخرى، وتناضل من أجل أن تُسلّم اليمن للديمقراطية والعملية السياسية".
 
وأكد أن تعز المحافظة الوحيدة التي فيها الحرب مستمرة منذ اندلاعها إلى اليوم، حتى في الوقت الذي يتم التفاوض فيه بشأن إنهاء الحرب، ودوي الانفجارات في تعز يعني بأن المعركة لن تنتهي اليوم إلا إذا تم تسليم رقابنا لجماعة الحوثي.
 
واعتبر أن هناك نظرة نمطية تجاه تعز من قبل التحالف العربي، بأن تعز مدينة السياسة الأولى منذ الستينيات وأنها معقل اليسار والقوميين والإسلاميين وأنها من فجرت ثورة الحادي عشر من فبراير التي كانت إحدى ثورات الربيع العربي، وباعتبارها مدينة لا تحتكم لقبيلة أو لجماعة عصبوية ولا يمكن التحكم بها، لذلك يرى أنه لا يمكن التصالح مع تعز، على حد تعبيره.
 
وأشار إلى أن هذه العوامل الموضوعية كلها تجعل من استحقاقات تعز وحقوقها الطبيعية غير ممكنة من وجهة نظر من يتحكمون بالمشهد، وفي الوقت نفسه تعز غير مستعدة للتراجع إلى الخلف والتقوقع في محيطها وعدم مواصلة النضال في إطار المشروع الوطني الكبير.
 

Advertisements

من جهته تحدث الصحفي والباحث السياسي أحمد شوقي أحمد، حول المحور الثالث، والذي أشار فيه إلى أهمية الإعلام وتصويبه بما يخدم الناس والقضية.
 
واعتبر أن "الصحافيين هم الفئة الفاعلة في تعز بدرجة أساسية فيما يتعلق بالقضية المركزية سوءًا بالقضية الوطنية أو ما يتعلق بدور تعز في المعركة الراهنة والسبب ببساطة أن جميع الأشكال المدنية مثل الأحزاب والنقابات والمنظمات والجمعيات ضُربت بفعل الثورة والحرب".
 
وشدّد على ضرورة "تمثيل تعز بشكل حقيقي داخل الجيش وأجهزة الدولة (...) مادامت تعز حاملة للمشروع الوطني ورافدة للخطاب السياسي المعتدل الذي يمثل مصالح جميع اليمنيين، فمن الأولى أن يتم تقديم تعز كما نحب ونعرف".
 
وتطرق "شوقي"، إلى أهمية توحيد الصحفيين رغم اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم وتأثيرهم على المجال السياسي وأن يكونوا ـ الصحافيين ـ في حالة تكاتف فيما بينهم وأن يكونوا في حالة فهم حقيقي لدورهم الطبيعي كمهنيين ودورهم في المرحلة الاستثنائية.
 
وأكد على ضرورة أن يكون لديهم ـ الصحافيين ـ إيمان حقيقي بقضية تعز والانتصار لها بصرف النظر عن الانتماءات الحزبية أو الفئوية أو المناطقية أو الشخصية. بل يجب أن يكونوا الرافد الاول فيما يتعلق بالدفاع عن استحقاقات ومشروع تعز".
 
وتضمنت الندوة مداخلات لعدد من الصحفيين في مدينة تعز، حيث أشار الصحفي، زكريا الكمالي، في مداخلته، إلى أن الندوة التي أقامها صحفيو وإعلاميو تعز هي خطوة مهمة جدا من أجل لفت النظر إلى قضية تعز والتهميش الذي حصل لها رغم أنها تأخرت طويلا.
 
وقال، إن هناك تقييم خاص ونظرة خاصة للمجتمع الدولي للتعامل مع المحافظات اليمنية، والنظر إلى كل محافظة من خلال أوراق الضغط التي تمتلكها.
 
وشدد على أهمية إعادة ترتيب الأوراق التي أهملت سابقا، ويفترض أن يكون هناك حامل مدني يعيد تذكير السلطات والوسطاء الدوليين والإقليميين باستحقاقات تعز التي يتم إهمالها أو تجاوزها وتهميشها.
 
وقال: "يفترض أن يرفع صوت تعز وتقدم كافة مطالبها خصوصا في هذه المرحلة، وبالتزامن مع عودة المفاوضات السعودية الحوثية بوساطة عمانية بعد إجازة عيد الفطر".
 
وفي السياق ذاته أكد الصحفي تيسير السامعي، في مداخلته، على ضرورة أن يكون لتعز حامل اجتماعي وسياسي يتبنى قضيتها العادلة.

أخبار متعلقة :