عدن - سعد محمود في الخميس 20 يوليو 2023 01:08 صباحاً - أكد محافظ محافظة تعز نبيل شمسان اليوم الأربعاء، أن 3000 يوم حصار يعد جريمة بحق الانسانية بأكملها وأن أنظار العالم والجهود الدولية يجب أن تتوجه صوب هذه الجريمة لإنهاء الحصار وآثاره الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح ندوة بعنوان "حصار تعز.. قراءة اقتصادية وسياسية" أقامتها منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالمحافظة جنوب غربي اليمن.
وقال شمسان إن "المليشيات الحوثية تدرك أن تعز هي التي أوقفت تمدد مشروعها الطائفي العنصري البغيض وقوضت أحلام المليشيات في السيطرة على اليمن بأكمله والإنفراد بحكمه وكانت حجرة عثرة في طريق هذا المشروع التدميري.
وأضاف، أن المليشيات تدرك ايضا أن حصارها لتعز ليس للطرق والمنافذ فقط بل هو حصارا للثقافة والعلم والحرية والديمقراطية والجمهورية والإنسانية والحقوق وتقرير المصير للشعب اليمني كونها حاملة المشروع الوطني وموطن الثورات والتحرر.
ونوه إلى أن المطالبة بإنهاء أطول حصار في التاريخ ليس تسولا كما يظن البعض بل هو حق واجب على المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته المتكررة في إنهاء الحصار بالطرق السلمية للحيلولة دون الدفع بأبناء تعز جبرا لفك الحصار بمزيد من إسالة الدماء والمزيد من الحرب والدمار والخراب.
واعتبر شمسان، أن من فك حصار السبعين يوما عن صنعاء ليس عاجزا عن فك حصار تعز، مؤكدا أن تعز أكبر من مشاريع السلالة والحوثيون يدركون ذلك.
وتطرق المحافظ إلى أن التقارير والملفات امتلأت بأرقام المعاناة الناجمة عن الحصار وكان لابد من تنفيذ عدد من المشاريع لتخفيف حدة المعاناة وخصوصا شبكة الطرق وتشغيل ميناء ومطار المخا والعمل على إنجاز مشاريع لتوفير الطاقة الكهربائية والتنسيق وتسهيل عمل المنظمات الدولية للإسهام في تخفيف المعاناة بمشاريع مستدامة.
من جهته أكد سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز باسم الحاج أن تصريحات قيادات عسكرية وسياسية من الحوثيين في صنعاء بأن الطرق في تعز غير مغلقة هو" خطاب مضلل وغير مسؤول".
وأضاف، "بخصوص أنهم على تواصل معنا نحن طلبنا في غير مناسبة تفاوض سياسي جدي لحلحلة هذا الملف ولكن لم يتم الانتقال لخطوات عملية وهذا أمر يعتمد على جدية الحوثيين في فتح الطرق وحلحلة الملف الإنساني برمته".
واستدرك "لا يوجد لدينا في تعز أي مشكلة لفتح الحصار، لا سلطة محلية ولا عسكرية ولا حزبية، نحن منفتحين لأي وساطات محلية أو دولية او مفاوضات سياسية يمنية يمنية مادامت تخدم عملية السلام وتخدم فتح الحصار عن تعز".
وقال الحاج: "تعز لا زالت بكل قواها غير ممانعة لحلحلة ملف الحصار، وأي حوار يؤدي إلى فتح الحصار وتحييد المنشآت الحيوية سنرحب به ومستعدين لأي نقاشات بهذا الشأن وليس لدينا أي تحفظات".
وأوضح: "إذا كان الحوثيين جادين في ملف إنهاء الحصار فعليهم تقديم مخاوفهم ونحن مستعدون للتجاوب معها". مؤكدًا: "نختلف سياسيًا، لكن هذا الملف الإنساني والطرق والمنشآت العامة والخدمية ومصالح المواطنين يجب أن تبقى محيدة".
وأشار الحاج إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية استمرار التعامل مع ملف الحصار كملف سياسي فيما هو ملف انساني بحت لا يمكن القفز عليه نهائيًا، حيث تعاطى المجتمع الدولي مع الملف الإنساني بانتقاء ولم يتعامل معه كحزمة متكاملة.
ولفت إلى أهمية تحييد المنشآت الاقتصادية والحيوية كالمياه والكهرباء والموانئ عن التوظيف السياسي، أو الاستهداف العسكري سواء بالصواريخ أو الطيران المسير، لما يترتب على استهدافها من اضرار على مصالح المواطنين وأمنهم المعيشي.
وأضاف: "نتج عن تجزئة وتقسيم تعز وخنقها اقتصاديًا، سحب شبابها من مواقع العمل والإنتاج والتعليم وتحويلهم إلى خزان بشري لرفد وتغذية المكونات المليشاوية، بالإضافة إلى أنه أعاق أبنائها من القيام بدورهم في الانتصار للمشروع الوطني ومواجهة مشاريع التفكيك".
وفي الندوة استعرض الدكتور محمد قحطان أستاذ الاقتصاد بجامعة تعر الأثار الاقتصادية الناتجة عن الحرب والخسائر في القطاعات الادارية والخدمية والوحدات الاقتصادية وزيادة الكلفة للتعافي والآثار المترتبة عن هذا الدمار الاقتصادي للوحدات والإدارات والمبالغ المهولة لتأهيلها كما كانت قبل الحرب.
بدورها استعرضت رئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة صباح الشرعبي آثار الحصار على المرأة في المجالات الاجتماعية، وتطرقت إلى الضحايا من النساء جراء القصف والقنص والالغام والاختطافات والتهجير والنزوح والجرحى والاعاقة والكثير من الآثار تحملتها المرأة على كاهلها جراء الحصار المستمر منذ 3000 يوم على المدينة.