ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 3 يوليو 2024 01:23 صباحاً - أبطال في عمر الزهور، لا زالوا يشقون طريق الحياة اختاروا الكتاب بوصلة وهدفا، اعتلوا المنصة وهم يتوشحون بعلم الإمارات كل يمثل مدينته وإمارته حالما بأن يحمل اللقب.
هؤلاء الطلاب والطالبات المشاركون في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، استحقوا الإشادات التي انهالت عليهم بعد اختتام تصفيات متميزة سجلت مشاركة قياسية بأكثر من 700 ألف طالب وطالبة مثلوا 1174 مدرسة في الدولة، وتحت إشراف 1897 مشرفاً ومشرفة قراءة.
واتسمت التصفيات النهائية التي شارك فيها عشرة طلاب وطالبات، بالندية الكبيرة والتنافس الشديد للظفر بالمركز الأول، وتمثيل دولة الإمارات في المرحلة الختامية للدورة الثامنة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والتي استقطبت في العام 2024 أكثر من 28 مليون طالب وطالبة يمثلون 50 دولة.
الطالب أحمد فيصل علي، بطل تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى دولة الإمارات يؤمن بأن القراءة هي الطريق الأجدى لتحويل الحلم إلى واقع وذلك انطلاقاً من تجربته الشخصية، ونجاحه في اجتياز اختبارات عدة من خلال دأبه وانهماكه في القراءة المكثفة. قرأ أحمد فيصل علي طالب الصف التاسع في مجمع زايد التعليمي في البرشاء بدبي نحو 110 كتب متنوعة.
يقول أحمد: «من هواياتي لعبة تنس الطاولة وكرة القدم.. الأولى تستدعي الصبر وعدم التسرع والدقة، والثانية تعزز روح الفريق الواحد»، كما يهوى الرماية، والسباحة، وركوب الدراجات الهوائية، بموازاة شغفه بالقراءة والكتابة وحل مسائل الفيزياء والرياضيات.
أصحاب الهمم
واستأثر طلبة الإمارات من فئة أصحاب الهمم بالأضواء خلال تصفيات الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى الدولة، وصولاً إلى الحفل الختامي وتتويج الفائزين، وكانوا نماذج تحتذى في قوة الإرادة والمثابرة والثقة بالنفس. وكشفت المنافسة بين الثلاثة الأوائل على مستوى الدولة عن مستويات لافتة في الاجتهاد والتحصيل والقراءة المكثفة المعمقة، والقدرة على الاستيعاب، والتعبير عن الأفكار بدقة كبيرة.
وقد استطاع سليمان خميس الخديم، من الصف الخامس في مجمع زايد التعليمي بدبا الفجيرة، بطل تحدي القراءة العربي بدورته الثامنة على مستوى الإمارات في فئة أصحاب الهمم، التغلب على تحديات عدة وعقبات كثيرة واجهته منذ الولادة، لكنه لم يستسلم وهو اليوم يحصد نتائج جده ومواظبته. ويقول سليمان خميس الخديم: «ولدت في دبا الفجيرة وأنا أعاني من شلل في أطرافي السفلية.
كما واجهت صعوبة في النطق وخاصة في بعض مخارج الحروف، ولكن بفضل دعم أسرتي استطعت التغلب على هذه الإعاقة». ويضيف: «بتشجيع والدتي لي وشرائها بعض القصص لأقرأها أخذ نطقي في التحسن، والتحقت أيضاً بنادي خورفكان للمعاقين لممارسة التمارين الرياضية واستغلال وقت فراغي بعد الدوام المدرسي وفترة الإجازات، ومن خلال النادي بدأت أمارس كرة السلة وكراسي السباق ورفع الاثقال».
وحصل سليمان خميس الخديم على جوائز عدة في كرة السلة لأصحاب الهمم على مستوى الدولة، وجائزة أفضل ممثل على مستوى المنطقة الشرقية، والمركز الأول في مجال الجمباز، والقلادة الذهبية في اللجنة البارالمبية الإماراتية، كما نال المركز الأول لأفضل مجسم مركبة فضائية مبتكرة.
مواهب متعددة
متفوق متعدد المواهب، قرأ 350 كتاباً في مجالات عدة.. إنه الطالب سعود أحمد سالم الكعبي من الصف السابع في مدرسة القدوة الحلقة الثانية بنين التابعة لإمارة الشارقة، صاحب المركز الثاني في الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات.
طرح سعود مبادرة عن التنمر تحت عنوان «أنا ملتزم لا أتنمر»، حيث قام بإعداد محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان «تميزوا وهزموا التنمر»، كما شارك في حلقات تلفزيونية عدة خاصة بمواهبه الأدبية والإبداعية وقدم في مجموعة من الحلقات فقرة «اصنعها بنفسك».
وكتب سعود أحمد الكعبي قصصاً عدة مثل «سعود ولعبة الشطرنج». وشارك في جلسات حوارية افتراضية عدة على مستوى العالم كسفير للتنمية المستدامة وصوت من أصوات أجيال المستقبل. ويقول سعود: «أطمح أن أكون مهندساً في الطاقة النووية وكاتباً في مجال أدب الطفل».
أما غاية زين الله الكربي، فهي من الصف التاسع في مدرسة الباهية المشتركة بأبوظبي، صاحبة المركز الثاني في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات في فئة أصحاب الهمم. وقرأت غاية 50 كتاباً، وطموحها دائماً المركز الأول. وعانت غاية زين الله الكربي منذ ولادتها من الجلوكوما :
«الماء الأزرق» وهو ما سبب لها ضعف البصر، لكنه لم يقف حائلاً أمام طموحاتها وغاياتها. وتقول غاية: « كبرت وبنيت شخصية قوية قارئة متحدثة، ومن هواياتي القراءة والكتابة والاطلاع وحب السفر للتعرف على الحضارات الأخرى، وهذه هي مشاركتي الثالثة في تحدي القراءة العربي الذي أسهم في تنمية مهاراتي وزيادة شغفي بالكتاب ما ساعدني في كتابة القصص مثل (حلا والنبتة)».
هو خالد عبدالله الحمادي من الصف الثاني عشر في معهد التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، الحائز على المركز الثالث في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، متفوق في دراسته وعاشق للقراءة منذ الصغر. قرأ خالد 140 كتاباً، ويثق بأن الاجتهاد هو مفتاح النجاح في الدراسة والحياة، ويسعى دائماً لتحقيق الأفضل. ويقول خالد: «سر تفوقي في حفظ القرآن الكريم والقراءة يعود إلى صقل مهاراتي منذ الصغر».
أما عائشة حميد عبيد الخيال من الصف السابع في مدرسة المنار النموذجية في الشارقة، صاحبة المركز الرابع في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في دولة الإمارات، فهي النائب الأول لرئيس البرلمان الإماراتي للطفل، وعضو في مجلس شورى أطفال الشارقة، ومذيعة في تلفزيون الشارقة، وسفيره الحياة الرقمية الآمنة.ومن هواياتها القراءة، وقد أتمت قراءة 550 كتاباً كما تحب السباحة، وحصلت على العديد من الجوائز.
«أؤمن بأن قارئ اليوم هو قائد الغد».. هكذا يقول حامد أحمد محمد الحفيتي من الصف السابع في مدرسة حمد بن عبدالله الشرقي الحلقة الثانية والثالثة في الفجيرة، الذي حل في المركز الخامس في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في الإمارات. وقرأ حامد أكثر من 150 كتاباً.
يقول الطالب حامد أحمد الحفيتي: ملهمي في القراءة هو سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكتاب سموه «ومضات من فكر» أنار طريقي.
استطاعت الطالبة مدية سيف الطنيجي من الصف السابع في مدرسة فلج المعلا الحلقة الثانية والثالثة في أم القيوين، صاحبة المركز السادس في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات أن تطور إمكاناتها ومواهبها من خلال تعلقها المبكر بالكتاب وانهماكها في التحصيل المعرفي والثقافي.
وملهمها الأول في الحياة هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتقول: «عرفني العالم كابنة زايد، لأنه بالفعل كان والداً قبل أن يكون قائداً فذاً، آمن بشعبه واختار بناء الإنسان فضلاً عن بناء العمران». وقرأت مدية سيف الطنيجي أكثر من 200 كتاب.
ويفخر عبد الرحمن علي آل علي، من الصف السابع في مجمع زايد التعليمي - قطاه في الشارقة، بهذا الإنجاز في أعظم مسابقة معرفية، إذ قدم نموذجاً ملهماً في قوة الإرادة، واستحق أن يكون من بين نخبة أبطال الإمارات في فئة أصحاب الهمم خلال تصفيات الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى الدولة، حيث حل في المركز الثالث.
عانى عبد الرحمن من ضعف حاد في بصره، لكنه عاش طفولته مثل أقرانه ومارس هواياته المفضلة كالقراءة وكرة القدم، وكان يقضي بعضاً من وقت فراغه في ممارسة الألعاب الالكترونية.وعلى الرغم من معاناته من ضعف البصر استطاع عبد الرحمن قراءة 40 كتاباً خلال مشاركته. ويقول إنه لم يسلم من التنمر من بعض زملائه في المدرسة، والتحدي الأكبر الذي واجهه هو عدم قدرته على الجري بسرعة بسبب مشكلته البصرية.
دبلوماسي الغد
طموحه بلا حدود، وحلمه العمل في السلك الدبلوماسي، هو الطالب عبد الرحمن عيسى آل خاطر من الصف الثاني عشر في مدرسة الجزيرة الحمراء الحلقة الثانية والثالثة في رأس الخيمة، صاحب المركز السابع في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في الإمارات. يقول عبد الرحمن:
«قرأت أكثر من 50 كتاباً حرصت على تنوعها بين الدين والفلسفة والفكر والأدب، وبعيداً عن مسابقة تحدي القراءة العربي فصراحة لا أستطيع تحديد عدد الكتب التي قرأتها فأحياناً أقرأ الكتاب بكامله...».
ملهمها في الحياة هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.إنها الطالبة مريم مشهور من الصف الحادي عشر في مدرسة ياس بأبوظبي، التي تصف نفسها بـ«عاشقة الورق»، وبعد صعودها إلى القائمة النهائية ونيلها المركز الثامن في تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى دولة الإمارات، تتوسع طموحاتها وأهدافها في الدراسة والحياة.
وبصعودها إلى قائمة العشرة الأوائل، وحصولها على المركز التاسع في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، تكون الطالبة حصة حسن البلوشي من الصف الثامن في مدرسة المدينة الأمريكية في عجمان، قد حققت أحد أهدافها وهو الانضمام إلى السجل الذهبي لأبطال الإمارات في التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.
وتشعر الطالبة علياء السيد الشحات من الصف السابع في مدرسة بعيا بمنطقة الظفرة، بالفخر والرضا وهي تقول: «موهبتي هي حفظ القرآن الكريم وهواياتي متعددة تشمل القراءة، والكتابة، وإلقاء الشعر، والتقديم والتصميم بالبرامج الرقمية».
علياء نالت المركز العاشر في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات.
تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز
أخبار متعلقة :