ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 4 مايو 2023 10:53 صباحاً - استضافت حكومة دولة الإمارات قمة إمكانات الرؤية الحوسبية وتعلم الآلة "إم سي إس"، - أحد المؤتمرات الدولية المهمة في مجال الذكاء الاصطناعي-، وذلك بالتعاون بين مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل عن بعد وشركة "ماشينز كان سي"، بحضور ومشاركة نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي ورواد الأعمال العالميين والمستثمرين والمهتمين في المجالات التكنولوجية لاستكشاف مستقبل الرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة، في متحف المستقبل بدبي.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد أن دولة الإمارات أصبحت وجهة جاذبة ومركزاً للمؤتمرات العالمية المتخصصة في المجالات التكنولوجية والمستقبلية، ونقطة تجمع الخبراء وصناع القرار والأكاديميين المتخصصين في هذه المجالات لإحداث تحول إيجابي وتغيير شامل في حياة المجتمعات انطلاقاً من دولة الإمارات.
وقال عمر سلطان العلماء إن تنظيم المؤتمرات الدولية، التي تستشرف قطاعات المستقبل، في دولة الإمارات، يعكس جهود الحكومة لتسريع تنفيذ خطط الدولة في مجالات التحول الرقمي، وتطوير نموذج عالمي متميز لحوارات الذكاء الاصطناعي الدولية التي تركز على المستجدات والمتغيرات المتسارعة في المجالات التكنولوجية، وتوفر فرصة لابتكار مشاريع جديدة تعزز ريادة الدولة، وتسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
ألكسندر خانين: تطوير مجتمع دولي يجمع خبراء العالم في مجال الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية
من جهته، قال ألكسندر خانين مؤسس قمة إمكانات الرؤية الحوسبية وتعلم الآلة "إم سي إس"، إن القمة اكتسبت خبرة متميزة في إنشاء وتطوير مجتمع دولي يجمع بين خبراء العالم في مجال الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية على مدى الأعوام الماضية، لافتا إلى تميز هذا العام بعقد القمة في دولة الإمارات التي تمكنت من تطوير نماذج متقدمة في مختلف المجالات التكنولوجية، مشيراً إلى سعي القمة لتقديم إضافة نوعية لجهود تحقيق أهداف استراتيجية الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، وضمان أفضل استفادة من الحلول المستقبلية للارتقاء بالقطاعات التكنولوجية في مختلف المجالات.
مفاهيم وتطبيقات وتحديات الذكاء الاصطناعي
وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة ماجد جكه المنصوري، نائب المدير التنفيذي لمتحف المستقبل وألكسندر خانين وإيفان لابتيف، مدير الأبحاث في إنريا باريس، وتناول المتحدثون فيها مفاهيم الرؤية الحوسبية وأسس تعلم الآلة والتحديات المستقبلية لقطاع الذكاء الاصطناعي.
وفي جلسة الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمكن التحكم به لتحويل قطاع الميتافيرس وصناعة التأثيرات المرئية، تحدث هاو لي أستاذ مشارك في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والمؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة "بينسكرين" عن أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي القابل للتحكم كتقنية قوية تسمح للمستخدمين بإنشاء ومعالجة الأصول الرقمية بسهولة وسرعة، وتزويدهم بالأدوات التي يحتاجونها لإنشاء بيئات افتراضية مبتكرة، وتطرقت الجلسة إلى فائدة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي القابل للتحكم لإنشاء صور رمزية رقمية واقعية لعالم "الميتافيرس" يمكنها التفاعل مع الصور الرمزية الأخرى في الوقت ذاته، وخلق بيئات افتراضية غنية بالتفاصيل، ما يوفر تجارب استثنائية تبدو أقرب للواقع.
وتطرق مارك بوليفايس أستاذ في "إي تي إتش" زيورخ ومدير مختبر "مايكروسوفت للواقع المدمج والذكاء الاصطناعي إلى موضوع الحوسبة المكانية، الأداة التي تغير الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم الرقمي وتجمع بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز مع التقنيات المتطورة الأخرى لإنشاء بيئة تفاعلية قريبة للواقع، وتناول عددا من تطبيقات الحوسبة المكانية في صناعة الميتافيرس أحدها مجال الصيانة والإصلاح عن بعد باستخدام الأدوات المناسبة الذي يمكن للفنيين من خلاله استخدام الحوسبة المكانية للوصول إلى التوائم الرقمية للمعدات الصناعية ومعالجتها، ما يسمح لهم بتشخيص المشكلات وإصلاحها من أي مكان في العالم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الكفاءة في الإنتاجية واستثمار الوقت والتكاليف.
وتناولت جلسة نقاشية بعنوان الحكومة والأعمال والعلوم المتقدمة، مسيرة دولة الإمارات في تطوير رؤاها لتصبح مركزا رئيسيا للابتكار التكنولوجي، وكيف رسخت مكانتها وجهة جاذبة للشركات الناشئة والمستثمرين، وشارك فيها كل من خليفة القامة مدير مختبرات دبي للمستقبل، وأبرار عبدالنبي مدير في شركة "ميتا"، وقمران أشان مدير أول قسم الذكاء الاصطناعي والبيانات الذكية في اتصالات، وشريف البدوي الرئيس التنفيذي لصندوق حي دبي للمستقبل، وبال كريشن رئيس "سينتشري فاينانشيل"، وأليكسي بوسترناك شريك إداري في "أنتيما".
وقال شريف البدوي أثناء الجلسة النقاشية أن جميع المدن حول العالم تتطلع إلى أن تصبح وادي مركزا رئيسيا للابتكار التكنولوجية القادم، ولكن تحتاج المدن إلى النظر في العوامل المساهمة في النظام الإيكولوجي للابتكار وتسعى إلى ترسيخ المواهب المتعددة للوصول إلى هذا الهدف فضلا عن وجود رأس المال مؤكدا أهمية الشراكة بين الحكومة والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والشركات التكنولوجية لدور هذا التعاون المهم في خلق بيئة مبتكرة.
وقال خليفة القامة خلال الجلسة النقاشية أن التكنولوجيا هي أهم عامل تمكين، ولكن هناك جانب أكثر أهمية وهو القيمة التجارية الناتجة عن امتلاك كل البنية التحتية الرقمية، والتي يمكن أن ضمانها من خلال تبني الذكاء الاصطناعي كمؤسسة مؤكدا أن مختبرات دبي للمستقبل أنشأت نظامًا للذكاء الاصطناعي، وهو مجموعة خدمات محلية لدعم المؤسسات في تحديث البيانات بشكل أفضل.
واستضافت قمة إمكانات الرؤية الحوسبية وتعلم الآلة، نخبة من المتحدثين المتميزين والخبراء في المجالات التقنية ومجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق والذكاء الاصطناعي التوليدي والواقع المعزز والواقع الافتراضي، في سلسلة جلسات حوارية وتفاعلية، من ضمنهم سيرج بيلونجي أستاذ بجامعة كوبنهاغن، ودانيال كريمرز أستاذ بجامعة ميونخ التقنية ومدير ومؤسس مشارك في " أرتيسينس"، وبرنارد غانم أستاذ بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والمؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة "بينسكرين"، ومانوهار بالوري مدير أول في شركة ميتا، وفرناندو دي لا توري أستاذ بجامعة كارنيجي ميلون، وفيليب تور أستاذ بجامعة أكسفورد والمؤسس الشريك في "إيسيتيتيك" و"أوكسايت" وكبير العلماء في "فايف إي آي" تحدثوا عن مواضيع أسس العالم الحقيقي لضمان التعلم المستمر ومحاكاة شعور الإنسان بشكل رقمي والرؤية الحاسوبية ثلاثية الأبعاد في عصر التعلم الذاتي، وكيفية تمكين الجيل المقبل من مواهب الذكاء الاصطناعي وخطط ورؤى لجعل دولة الإمارات مركز عالمي للتقنيات الذكية
الجدير بالذكر، أن "بولينوم إيفينتز" ومختبرات دبي للمستقبل نظما قمة إمكانات الرؤية الحوسبية وتعلم الآلة "إم سي إس" بدعم من مكتب فعاليات دبي للأعمال، المكتب الرسمي لعقد المؤتمرات في دبي ومقر المبرمجين والمؤسسات أكاديمية منها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ومعهد روتشستر للتكنولوجيا في دبي، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، إضافة إلى عدد من الرعاة التكنولوجيين مثل "إنتيما" و"يانغو" و"سينشري فاينانشيل".
تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز
أخبار متعلقة :