8:40 مساءً هبوط المستكشف راشد على سطح القمر

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 25 أبريل 2023 12:14 صباحاً - تترقب الإمارات والعالم اليوم حدثاً تاريخياً تسعى به الدولة لإنجاز مهمة فضائية نوعية جديدة، إذ يستعد المستكشف راشد للهبوط على سطح القمر عند الساعة الـ8:40 مساءً، في منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً موقع «فوهة أطلس»، الذي لم يتم اكتشافه من قبل، في مهمة علمية متفردة تستمر «يوماً قمرياً واحداً»، ما يعادل 14 يوماً على كوكب الأرض، لتصبح الدولة الأولى عربياً والرابعة عالمياً التي تحقق هذا الإنجاز.

Advertisements

أعلنت شركة «آي سبيس» اليابانية التي طورت مركبة الهبوط الفضائية «هاكوتو - آر» التي تحمل المستكشف راشد، أنه سيتم بدء تغطية البث المباشر لهبوطها قبل نحو ساعة من موعد الهبوط المقرر عند الساعة 8:40 مساءً بتوقيت الإمارات، وذلك بعدما استغرقت رحلتها، نحو 1.4 مليون كيلومتر، للوصول لمدارها بعد الانطلاق في 11 ديسمبر الماضي، والتي اتخذت فيه طريقاً منخفض الطاقة إلى القمر بدلاً من الاقتراب المباشر.

ومن المقرر أن تقوم مركبة الهبوط اليابانية «هاكوتو – آر» عند نحو الساعة 7:40 مساء اليوم بعدة مناورات للتحكم في المدار، من أجل الوصول إلى مدار دائري بطول 100 كيلومتر حول القمر، قبل بدء تسلسل الهبوط، وأثناء تسلسل الهبوط سيتم إطلاق نظام الدفع الرئيس بالمستكشف للتباطؤ من المدار، باستخدام سلسلة من الأوامر المحددة سابقاً، كما سيُعدل المستكشف موقفه، ويقلل من سرعته للقيام بهبوط سلس في المنطقة المحددة له.

مرحلة مهمة

وستتولى المركبة الفضائية القيام بعملية الهبوط بنفسها على سطح القمر، اعتماداً على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها، وبمجرد هبوط «هاكوتو - آر»، تبدأ مرحلة الإنزال والتشغيل ويتبعها اكتمال عملية الفحص ما بعد الهبوط وتشغيل المعدات وبدء جمع البيانات الأولية، كما أنه في أثناء عمليات إنزال المستكشف وتشغيله والقيام بعمليات السطح، ستكون المركبة اليابانية على اتصال جيد بما يكفي مع الأرض عبر شبكة تتبع الفضاء الأوروبية «إيست راك».

ويتابع فريق العمليات في المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء بشكل حثيث، هبوط المستكشف راشد والتأكد من حدوث ذلك بشكل آمن، ومن ثمّ بدء المهمة العلمية، فيما يوجد هناك تواصل مستمر مع المحطة الأرضية اليابانية التي تتابع مركبة الهبوط «هاكوتو - آر»، المسؤولة عن تقديم خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة بعد الهبوط.

وأوضح الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، لـ«حال الخليج» أن المستكشف راشد يتمتع بدرجة جهوزية عالية، كشفت عنها الاتصالات الدورية كافة التي تمت معه أخيراً، إذ يتمتع بحالة من الاستقرار وكفاءة بطارية الشحن المسؤولة عن إمداده بالطاقة في مهمته.

وقال إن توقيت عملية هبوط المستكشف اليوم على سطح القمر قابلة للتغيُّر بحسب عمليات المهمة، وفي حال وقوع أي تغييرات في ظروف التشغيل، ستكون هناك مواقع وتواريخ بديلة، تم تحديد أولها غداً 26 أبريل الجاري، ثم الأول والثالث من مايو المقبل.

تعديل مواعيد

وأشار إلى أن جغرافية منطقة الهبوط وتضاريسها من ناحية السهولة والصعوبة، هي التي تحدد نجاح العملية، ولذلك فإنه في حال حدوث أي أمر طارئ قبيل الهبوط ووجود مستجدات ما، فقد يتم تأجيل الهبوط مدة شهر كامل انتظاراً لبدء دورة قمرية جديدة لتكون مع بداية شروق جديد للشمس على سطحه، فيما ستظل مركبة الهبوط «هاكوتو - آر»، في مدارها بشكل طبيعي انتظاراً لتحديد موعد هبوط جديد. وأكد أن تعديل مواعيد الهبوط طبيعي جداً في هكذا مهمات، وأن الدول الثلاث التي نجحت سابقاً في الهبوط على القمر «الاتحاد السوفييتي وأمريكا والصين»، غيرت جميعها مكان منطقة الهبوط المحددة سلفاً لها من قبل، فيما تمنى إتمام مهمة الإمارات بنجاح في ظل هذه الصعوبات.

عمليات تحضيرية

ويتوزع عمل مهندسي المستكشف بين فريق متخصص في بناء الهيكل الهندسي للمستكشف، وآخر مسؤول عن الاتصالات، وآخر مختص بإدارة الهندسة والأخطار، وآخر مسؤول عن الأنظمة الحرارية والتصوير، وغيرها من التخصصات الجديدة المهمة في هذا الشأن. وانتهت فرق عمل المستكشف من العمليات التحضيرية والسيناريوهات كافة التي تحاكي وصول المستكشف راشد إلى سطح القمر والتجهيز لبدء مهمته العلمية، والتي تمت على النموذج الهندسي، فيما تأتي هذه الخطوة لضمان التأكد من كفاءة العمليات المخطط لها، إضافة إلى تدريب الفريق على أدوارهم وعمل الأجهزة والتعرف إلى بيانات نتائجها.

سيناريوهات متنوعة

وغطت العمليات التحضيرية لفريق عمل المستكشف راشد في الفترة الماضية، سيناريوهات وصول المستكشف إلى سطح القمر، والتي تضمنت التدريب على إخراج الذراع التي تحمل الكاميرا من الوضع الأفقي إلى الوضع الرأسي، والتي يعتمد نجاح المهمة على تنفيذ هذه الخطوة بشكل أساسي.

وتضمنت التحضيرات كذلك محاكاة إخراج هوائي الاتصال الذي ينشّط قوة وقدرة الاتصال، والذي يتم إخراجه بعد وقت قصير من الهبوط على سطح القمر، بهدف التأكد من عمل شبكة الاتصال، وصولاً إلى تحضيرات إنزال المستكشف إلى سطح القمر وتنقله، والتي تؤهل فريق العمل لأي تأخير بالاتصال قد يحدث بسبب فرق التوقيت بين الأرض والقمر، إضافة إلى محاكاة التقاط صور في هذه العمليات ليختبر المهندسون تسلسل الكاميرا المطور، والتحقق من الصور المعالجة.

وبالوصول الناجح للمستكشف ستسجل الإمارات إنجازاً جديداً في قطاع الفضاء كونها «المهمة الأولى عربياً»، وتبلغ مدة المهمة العملية «يوماً قمرياً واحداً»، أي ما يعادل 14 يوماً من مثيلاتها على كوكب الأرض، وسيهبط المستكشف راشد في منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» وهو موقع هبوط رئيس، فيما يعد هذا الموقع آمناً ويقدم قيمة علمية مهمة، حيث يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها وأهمية المنطقة المراد استكشافها.

مواقع متنوعة

وسيتحرك المستكشف على سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، إذ سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ولذلك فإن البيانات والصور التي سيوفرها سوف تكون حديثة وذات قيمة علمية ومعرفية كبيرة.

وتتضمن مهمة «المستكشف راشد» مستهدفات علمية من شأنها الإجابة عن سؤال مفاده لماذا تسعى الإمارات لاستكشاف القمر؟ والتي تشمل اختبار تقنيات جديدة على سطحه الذي يمتاز ببيئة أقسى من بيئة المريخ ولقربه من كوكب الأرض، والإسهام في بناء وجود بشري مستدام عليه، إضافة إلى أن التجارب التي يتم إجراؤها على سطح القمر تمهد الطريق لإطلاق مهمات استكشاف مأهولة إلى المريخ، وصولاً إلى الإجابة عن أسئلة علمية متعلقة بكيفية تشكل كل من النظام الشمسي وكوكب الأرض.

المستكشف من أكثر المركبات تقدماً

يعد المستكشف من أكثر المركبات تقدماً، من التي تصل إلى سطح القمر، ويتميز بمواصفات تقنية عالية الجودة والكفاءة، إذ تم تزويده كاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكلاً خارجياً وألواحاً شمسية لتزويده الطاقة، فيما يحمل 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خواص التربة والغبار والأنشطة الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر.

وتحقق المهمة العلمية للمستكشف راشد عدداً من الأهداف، تشمل تطوير عدد من العلوم ومنها الجيولوجيا، إذ سيختص المستكشف بدراسة خواص تربة سطح القمر، وعمليات التحول، ونظام الأرض والقمر، كما سيعمل على دراسة بيئة البلازما وتفاعل التربة والغلاف الكهروضوئي، والشحنات على السطح، وانتقال جزيئات الغبار، فضلاً عن أنها تؤسس لخبرات جديدة لكوادر ومهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء في ما يخص بناء وتصنيع «الروبوتات».

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :