مجلس محمد بن زايد يبحث في «إتقان القيادة والنجاح في عالمنا المعاصر»

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 18 أبريل 2023 01:09 صباحاً - استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يوم الخميس الماضي، رابع محاضرات شهر رمضان المبارك لهذا العام، بعنوان «إتقان القيادة والنجاح في عالمنا المعاصر» حضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وألقاها ستيف كوكرام، المؤسس المشارك لشركة «جاينت».

Advertisements

كما حضر المحاضرة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة.

وأكد ستيف كوكرام، أن دولة الإمارات حققت قفزات عملاقة وأرقاماً قياسية في إسعاد الإنسان وتعميم الرفاهية على مواطنيها، فضلاً عن امتلاكها بنية تحتية متطورة من شبكة طرق ومبان، جعلتها تتفوق على كبريات المدن والعواصم العالمية، وذلك بفضل حكمة قيادتها الرشيدة وجهودها المتواصلة لبناء الوطن وضمان حاضر الأجيال ومستقبلها.

مقومات

وأوضح المحاضر أن مجمل الإنجازات الإماراتية الآخذة في الازدياد والتوسع هي نتيجة مجموعة متكاملة من المقومات على رأسها القيادة الرشيدة التي تتفاعل بشكل متواصل مع احتياجات شعبها وتعتبر أولويتها الرئيسية العمل على رفاهيته ورفع مستوى معيشته، لافتاً إلى أن الإمارات أضحت اليوم مقصداً لجميع المواهب والمبدعين وذلك لما توفره من بيئة وفرص جاذبة ومقومات عديدة للنجاح والتميز.

وأعرب المحاضر عن سعادته في التواجد في هذا المجلس العامر، مضيفاً بأن «التحدي الذي يواجه كل متحدث أو خطيب يحضر إلى هذا المجلس، هو محاولة العثور على عنوان وموضوع، يثير اهتمام المستمعين خاصة، وأن المجلس يحفل بتواجد نخبة من القادة والمسؤولين وصناع القرار، الذين يمتلكون خبرة واسعة في تطوير وتحقيق مستهدفات واستراتيجيات مؤسساتهم».

وقال ستيف كوكرام: إن معظم القادة المتميزين، ليس لديهم إدراك أو علم يقيني بأنهم يمتلكون الصفات التي تجعلهم قادة، مضيفاً بأنه إذا أراد المرء أن يصبح قائداً، فهو بحاجة إلى أن يعترف به مجتمعه، ويقرّ بأنه شخص قادر على مساعدة هذا المجتمع، وبالتالي، لكي يصبح المرء قائداً فاعلاً، عليه أن يكون جزءاً من ذلك المجتمع، وأن يفهم احتياجاته، ومن ثم يؤثر فيه.

وأفاد بأن نجاح أي فريق قيادة يتطلب منه أن يتصف بعدة صفات من بينها أن يضم أشخاصاً من مختلف الخلفيات والقدرات والخبرات والمستويات التعليمية، وبالتالي يعكس مختلف جوانب المجتمع، مضيفاً بأن «جميع الناس لديهم القدرة الكامنة في أنفسهم ليكونوا قادة، ولكي يصبح المرء قائداً، عليه أن يصقل تلك السمات التي يمتلكها، وإحدى أهم هذه السمات هي الإدراك الذاتي، والتأمل في نفسه، والتحقق من ذاته، ومعرفة إن كانت هذه الفرصة الممكنة هي المناسبة له، ثم يحشد الموارد ويستخدمها لاغتنام تلك الفرصة.

وحول بداية مسيرته المهنية قال: لقد بدأت هذه الرحلة، قبل 10 سنوات، حينما قام شريكي، وهو أمريكي، بالانتقال مع عائلته إلى المملكة المتحدة، حيث قضينا عاماً معاً نعيش في منزل ريفي كبير، وحلمنا بما كنا نود بالفعل أن نحققه، وهو ما تحقق الآن. وتابع: إن اختراع المطبعة كان بمثابة لحظة فارقة في تاريخ التطور البشري، خاصة وأنها أدت إلى نشر العلوم والمعلومات بشكل واسع، مضيفاً بأنه: في عام 1989، طبع «تيم بيرنرز لي» ثلاثة أحرف ونقطة، ليغير بها مسار العالم الذي نعيش فيه ليدخل بنا إلى بدايات ما نسميه بالعصر الرقمي.

فرص

وقال المؤسس المشارك لشركة «جاينت»: نحن نشهد في كل لحظة من التاريخ، أناساً يرون الفرصة، ولا يصدهم الخوف من التغيير، فيغتنمون الفرصة التي توفرها التكنولوجيا الجديدة، لكن على الجانب الآخر، هناك من يخشون التغيير ويحاربونه، موضحاً بأن العالم الذي نعيشه اليوم يزخر بالفرص الريادية التي يتوجب علينا جميعاً استغلالها لمصلحة البشرية.

وأكد على ضرورة تخصيص وقت مناسب خاص، يقوم خلاله الشخص بإطفاء هاتفه المتحرك وعزل نفسه عن وسائل التواصل الاجتماعي حتى يستطيع إنجاز المهام.

وأوضح أننا اليوم نعيش حقبة من التاريخ، يتم فيها تفكيك الهرم المؤسسي، وذلك في ظل وجود جيل من الشباب الطموح ولدوا بعد عام 1989، وهم لا يفكرون ولا يتصرفون كأولئك الذين وُلدوا قبل ذلك الوقت.

وأضاف بأن أبناء هذا الجيل يتمتعون، بميزة وأفضلية كبيرة في العالم الرقمي، فهم لم يعيشوا يوماً من دون اتصال بالإنترنت أو من دون استخدام الأجهزة الذكية، أما أولئك الذين وُلدوا قبل عام 1989، وخاصة القادة منهم سيتصارعون مع حقيقة، أنهم لا يشعرون بالأمان التام للقيادة في هذا العالم المعاصر، إذ سيدركون أن بعض المهارات التي يتعلمونها، لم تعد المهارات اللازمة للقيادة في العالم الذي نعيش فيه اليوم.

وتابع: على هؤلاء القادة، إما أن يتعلموا قبول التحدي والنمو مع ذلك التحدي، وتنمية المهارات التي يتطلبها العالم المعاصر، وإلا تقبل حقيقة انفصالهم عن تيار الحياة، وبالتالي ترك دفة القيادة، مضيفاً أن هنالك بعض القضايا التي سيتعين علينا جميعاً التعامل معها، وإلا فسوف نتخلف عن الركب ونصبح شيئاً من الماضي.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :