الإمارات والسعودية مؤثرتان في المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 27 سبتمبر 2023 12:44 صباحاً - استعرض خبراء أكاديميون ومحللون سياسيون آفاق مشهد النظام العالمي الراهن وفرص بزوغ نظام عالمي جديد، في ضوء التحولات الجيوسياسية الحالية التي قد يعتبرها البعض بداية لعودة العالم إلى نظام القطبية الثنائية أو عالم متعدد الأقطاب.

Advertisements

وفيما توقع مشاركون في جلسة «هل نحن مقبلون على نظام عالمي جديد؟» استمرارية النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا لسنوات مقبلة في ظل استمرار نفوذهما السياسي والاقتصادي الواسع واستحواذهما على الحصة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أشار آخرون إلى بداية تشكل ملامح خريطة جديدة لنظام عالمي يلتقي فيه الشمال بالجنوب ويتزايد فيه دور التكتلات الاقتصادية.

مصالح وطنية

واتفق المشاركون في الجلسة التي أدارتها الإعلامية نوفر رمول، من «دبي للإعلام»، وجمعت كلاً من د. محمد الرميحي، أستاذ الاجتماع السياسي، جامعة الكويت، وعبدالعزيز الخميس، كاتب وباحث في شؤون السياسة العربية، وأحمد المسلماني، كاتب ورئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، وإياد أبو شقرا، كاتب في صحيفة الشرق الأوسط، على أهمية الدور المؤثر الذي تلعبه كل من دولة الإمارات والمملكة العربية في المشهد الاقتصادي العالمي الراهن في ظل قيادة تغلّب المصالح الوطنية على أي أجندات أخرى من خلال الانفتاح على جميع القوى والانضمام إلى التكتلات التي تحقق مصالحها الاقتصادية والتنموية.

واستبعد الدكتور محمد الرميحي بزوغ نظام عالمي جديد يكون بديلاً عن النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا، مشيراً إلى أن هذا النظام ما زال هو الأكثر قوة والأكثر نفوذاً وتأثيراً في المشهد العالمي، وذلك لعدة أسباب أوجزها في قوة الاقتصاد الأمريكي الذي يشكل وحده ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي منذ أكثر من 35 عاماً، فضلاً عن امتلاك الولايات المتحدة لأكبر 5 شركات في العالم في مجال البحث والتطوير، والدور الكبير الذي لعبته الشركات الأمريكية خلال جائحة (كوفيد19) بإنتاج أكثر اللقاحات فعالية.

وأضاف الرميحي أن من بين أهم العوامل التي تؤكد استمرارية النظام العالمي الراهن، من وجهة نظره ما تتمتع به كل من الولايات المتحدة والغرب من حريات غير متاحة لدى القوى الأخرى المنافسة، لافتاً إلى أن الهجرة التي يشهدها العالم ما زالت تتجه نحو الغرب.

واتفق عبدالعزيز الخميس مع ما ذهب إليه الدكتور الرميحي، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تزال هي القطب الأوحد في النظام العالمي الراهن وستظل لسنوات مقبلة، وذلك على الرغم من الحديث عن بزوغ الصين كقوة اقتصادية عالمية.
وتطرق عبدالعزيز الخميس إلى الحديث عن التحولات الإقليمية واتجاه الدول الرئيسية في الشرق الأوسط، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للتعاون مع القوى الجديدة مثل الصين، في السنوات الأخيرة، والذي قد يراه البعض تحولاً في سياسات هذه الدول، مشيراً إلى أن هذا التوجه لا يشير إطلاقاً إلى استبدال نظام بنظام آخر، وإنما يأتي في سياق النضج السياسي والاقتصادي الذي بلغته المنطقة وقدرتها على اتخاذ قراراتها بناء على مصالحها وأهدافها الخاصة، من خلال الانفتاح على جميع القوى، في إطار من المصالح المشتركة والانفتاح، لكن لا تزال الهيمنة للولايات المتحدة في المقام الأول القطب العالمي الأكبر والأهم.

نظام جديد

بدوره أشار أحمد المسلماني إلى أن العالم يتجه نحو نظام عالمي جديد يجمع بين الشمال والجنوب بعد التقاء الشرق والغرب في النظام الراهن، أو ما أطلق عليه ثنائية الشمال والجنوب، موضحاً أن حتمية التاريخ تشير إلى التقلب الدائم في موازين القوى.
من جهته لفت الكاتب إياد أبو شقرا، إلى أنه على الرغم من أنه لا جدال في أن الولايات المتحدة ما زالت هي القوة العظمى في العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وعلمياً، وهي من تتصدر مشهد النظام العالمي الراهن، إلا أنه من المهم مراقبة كل المؤشرات حول بدايات الوهن في المنظومة العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة، فالقوى والحضارات لا تنهار فجأة بل يدب فيها الوهن تدريجياً، فالولايات المتحدة في رأيه اليوم تبدو غير قادرة على مواجهة الصعود الصيني القوي في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :