ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 20 يونيو 2023 01:26 صباحاً - تجسد الجهود والمبادرات الكبيرة التي تنفذها دولة الإمارات لدعم اللاجئين في أنحاء العالم نهجها الراسخ في التسامح والعطاء، والتزامها الدائم حماية وتعزيز منظومة حقوق الإنسان الدولية.
وبهذه المناسبة أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التزام الدولة بمواقفها الإنسانية المساندة لقضايا اللاجئين والداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار في الساحات والمناطق المضطربة.
وقال سموه في تصريح بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 يونيو: إن الاهتمام بقضايا اللاجئين والمساهمة في إيجاد الحلول المبتكرة والملائمة لها، والحد من تداعياتها الإنسانية مبدأ ثابت في نهج الإمارات بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وأضاف سموه: «إن المبادرات النوعية التي تضطلع بها الدولة لدعم قدرات اللاجئين تعزز الجهود الدولية لتخفيف وطأة المعاناة التي يواجهونها بسبب أوضاعهم الاستثنائية، وتعمل على توفير ظروف حياة أفضل لهم».
أيادي الإمارات البيضاء تصل إلى مختلف الدول لإنقاذ الملايين | أرشيفية
مبادرات
وأشاد سموه بمبادرات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مجال تحسين أوضاع اللاجئين عبر صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، الذي تأسس بمبادرة كريمة من سموها، والذي عزز جهود سموها المتواصلة في مجال تمكين المرأة اللاجئة اقتصاديا واجتماعيا وأحدث نقلة نوعية في البرامج والمشاريع الموجهة للمرأة في المجتمعات الأقل حظا.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن جهود الإمارات في هذا الصدد نابعة من منظومة قيم وأهداف تبنتها الدولة منذ عقود للحد من تداعيات اللجوء القاسية على حياة اللاجئين ومساعدتهم على تجاوز محنتهم واستعادة نشاطهم وحيويتهم في مناطق تواجدهم، ودعم المجتمعات المستضيفة لهم ومشاركتها الأعباء الناجمة عن حركة اللجوء والنزوح المتزايدة من خلال إقامة المشاريع التنموية التي تفي بمتطلبات اللاجئين الصحية والتعليمية والمعيشية والخدمية.
وأضاف سموه: «ستظل الإمارات الدرع الواقية للاجئين من تداعيات اللجوء القاسية والحصن المنيع للحد من معاناتهم المتفاقمة والسند القوي لصون كرامتهم الإنسانية وناشد المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود للحد من ظاهرة اللجوء وتحمل مسؤوليته في توفير ظروف حياة أفضل لضحاياها.
وشدد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على حرص الإمارات الدائم على توفير رعاية أكبر للاجئين وتعزيز قدرتهم على التأقلم مع ظروفهم الطارئة، ومساندة برامج العودة الطوعية للاجئين إلى دولهم وتوفير سبل الاستقرار لهم في مناطقهم الأصلية، وأشار سموه إلى ما يتعرض له اللاجئون حول العالم من مآس إنسانية أدت إلى تردي أوضاعهم بصورة كبيرة.
زيادة
ونبه سموه إلى مغبة تفاقم أوضاع اللاجئين الإنسانية أكثر مما عليه الآن، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين و النازحين نتيجة الحروب والأزمات في عدد من الدول خاصة في المنطقة العربية، إضافة إلى تصاعد وتيرة الهجرة غير الشرعية بصورة غير مسبوقة، ما يهدد حياة مئات الآلاف من البشر الذين يخاطرون بحياتهم في عرض المحيطات وقاع البحار و يحلمون بمستقبل أفضل خارج دولهم التي تهدد تشهد نزاعات وصراعات وأزمات طاحنة.
وقال سموه: إن ما يواجهه اللاجئون من معاناة بسبب ظروفهم الاستثنائية يتطلب سخاء أكثر من المانحين والإيفاء بالتزاماتهم تجاه اللاجئين والنازحين، والتعبير بصورة أكبر عن إنسانيتنا المشتركة وتضافر الجهود الدولية وتعزيز الشراكة بين المنظمات الإنسانية من أجل تحسين واقع هذه الشريحة الهامة ولفت الانتباه لقضاياها العاجلة والملحة.
ودعا سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى توحيد الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية لتحسين ظروف اللاجئين ومباركة جهود دولة الإمارات في هذا الصدد ومساندة مبادراتها المتعددة تجاه اللاجئين ودعم قضاياهم الإنسانية والتنموية.
قضايا
من جهتها، قالت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، رئيس اللجنة العليا لصندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، إن اليوم العالمي للاجئين، يأتي في هذا العام، ليلقي الضوء على المزيد من القضايا التي تهم اللاجئين ومعاناتهم وحقوقهم، والتحديات التي تواجههم، ومن ثم دور الدول التي تستقبلهم، وما الإجراءات والسبل لمساعدتهم على تخطي واقعهم الصعب، الذي فرض عليهم ترك منازلهم وأوطانهم، سواء كانت الأسباب بفعل التغيّر المناخي أو الحروب والنزاعات المسلحة، ولكن تبقى النتائج متشابهة، ويبقى هؤلاء اللاجئون دائماً في حاجة ماسّة لمن ينهض بهم، ويأخذ بأيديهم، ويؤمن بأن حقوقهم الإنسانية في الحياة بكافة متطلباتها ضرورة تفرضها الأخوّة الإنسانية، ما يجعل مساعدتهم واجباً وليس فضلاً.
وأشارت في كلمة لها بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إلى جهود «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، واهتمامها البالغ بقضية اللاجئين، وخاصة النساء، فقد أطلقت سموها في عام 2003 صندوق المرأة اللاجئة، بمشاركة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وبادرت بإطلاق العديد من المشاريع والبرامج الهادفة إلى مساعدة المرأة اللاجئة على تطوير قدراتها، وتعزيز مهاراتها في العديد من المجالات التنموية، كالعمل في الزراعة وصناعة الملابس، وغيرها من الأنشطة التي من شأنها إيجاد مصادر دخل للمرأة اللاجئة، بما يحقق لها مكانتها ومشاركتها الاقتصادية، ويرتقي بدورها.
وذكرت أن رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي ما نحتاج الأخذ به، وجعل هذه الرؤية تنعكس في تنسيق الجهود وتكاملها وتضافرها للمهتمين بقضايا اللاجئين، وخاصة النساء، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
واختتمت معاليها قولها: «كما ترى سموها ضرورة إيجاد دراسات وأبحاث متخصصة، من أجل وضع الحلول التي من شأنها تخفيف حدة معاناة اللاجئين، وتيسير مسؤولية الدول المستقبلة لهم، وعدم اعتبارهم عبئاً اقتصادياً واجتماعياً، بل التعامل معهم كقوى بشرية من الممكن مشاركتها في التنمية، سواء في مجتمعها الصغير أو في مجتمع دول اللجوء.
ولا شك أنه بات مهماً ابتكار حلول تضمن وضع سياسات وإجراءات هادفة إلى تقليل معاناة اللاجئين، وتقديم بدائل وحلول متعددة، يمكن تطبيقها لتلبية احتياجاتهم، وتقليل فترة المعاناة والضياع التي يعيشونها، رجالاً ونساء وأطفالاً».
وبالمناسبة، يسلط التقرير التالي الضوء على أحدث جهود دولة الإمارات في التعامل مع هذه القضية الملحة وإسهاماتها الإيجابية في التصدي لتحدياتها على المستويين الإقليمي والدولي.
أونروا
أعلنت الإمارات مطلع الشهر الجاري عن إسهامها بمبلغ 20 مليون دولار لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، فيتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من إسهامات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
المفوضية السامية
من جانبها، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في نوفمبر الماضي، أنها حصلت من الإمارات على 20 مليون دولار منذ بداية سنة (2022)، بزيادة قدرها 100% مقارنة بسنة 2021، مشيرة إلى أن هذا المبلغ استخدم في الكثير من المجالات، وعلى رأسها التعليم وبناء مساكن للاجئين في العديد من دول العالم.
وذكرت المفوضية أن دولة الإمارات تضم أكبر عدد من المساعدات الفردية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، إذ تستحوذ الإمارات بمفردها على 50% من المساعدات الفردية في المنطقة المقدمة لدعم مشروعات ومبادرات المفوضية، مشيرة إلى وجود 20 ألف متبرع ملتزم بالتبرع للمفوضية في المنطقة.
وتضم الإمارات أكبر مستودع للمواد الإغاثية في العالم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وهذا المستودع يمكّن المفوضية من الاستجابة السريعة في ساعات لمساعدة 240 ألف شخص في العالم، وسوف يتم توسيعه ليقدم المساعدات إلى 400 ألف شخص في الفترة المقبلة، بعدما قدمت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية مستودعات جديدة للمفوضية.
يذكر أن حجم الدعم الذي قدمته الإمارات لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا بين سنتي 2010 و2022 تجاوز 300 مليون درهم.
اللاجئون السوريون
وقدمت دولة الإمارات على مدار السنوات الماضية ما يزيد على 2.1 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان بتوفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وإنشاء المستشفيات الميدانية، وإنشاء المخيم الإماراتي - الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان، لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة.
وسطرت الإمارات ملحمة جديدة في مسيرتها الإنسانية مع انطلاق عملية «الفارس الشهم 2» التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في سوريا وتركيا، في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير الماضي.
وسيرت الإمارات في إطار عملية «الفارس الشهم 2» عشرات الطائرات والعديد من السفن التي حملت آلاف الأطنان من المساعدات المتنوعة فضلاً عن تشييد المستشفيات الميدانية وتنفيذ مشروعات الإيواء وغيرها من الجهود التي خففت من معاناة المتضررين.
دعم السودان
وسارعت الإمارات منذ بداية الأحداث في السودان إلى إرسال الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية لإغاثة المدنيين المتضررين في هذا البلد الشقيق ودعم النازحين في دول الجوار، للإسهام في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية للأزمة.
ونفذت الإمارات عمليات إجلاء لرعايا الدول المختلفة من السودان ولا سيما الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، والذين تضعهم الدولة على رأس أولوياتها، وذلك في إطار جهودها الإنسانية في تعزيز التضامن والتعاون الدوليين.
الأزمة الأوكرانية
وتواصل الإمارات دعمها الإغاثي المستمر للإسهام في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية.
وأرسلت الإمارات، في مارس الماضي، طائرة تحمل على متنها 14 طناً من المساعدات الإغاثية وتشمل بطانيات ومستلزمات شخصية، ومصابيح إضاءة لمساعدة المتضررين في أوكرانيا على مواجهة ظروف الشتاء القاسي.
لاجئو الروهينجا
وتعد الإمارات من أبرز الدول التي أسهمت في دعم الاحتياجات الطارئة للاجئي الروهينجا في بنغلاديش ومن ضمنها تعهدها بتقديم ملايين الدولارات لتخفيف معاناتهم.
وفي سياق متصل وقعت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في مارس الماضي، اتفاقيتي تعاون جديدتين مع المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقيمة 46 مليون درهم لدعم النازحين قسراً، لترفع بموجبهما المؤسسة الإنسانية الأكبر في المنطقة إسهاماتها في جهود المفوضية إلى 100 مليون درهم تقريباً لتقديم الدعم لمجتمعات اللجوء والنزوح في المناطق الأقل حظاً في العالم.
أخبار متعلقة :