مبادرة لتوزيع حقائب صديقة للأطفال ذوي التوحد

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 17 مارس 2025 12:05 صباحاً - أعلن مركز دبي للتوحد إطلاق مبادرة تهدف إلى تمكين الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من المشاركة في المناسبات الاجتماعية والعامة، وذلك من خلال توزيع حقائب مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم الحسية، امتداداً لجهود المركز الرامية إلى دعم دمج وتمكين ذوي التوحد في المجتمع، خصوصاً خلال المناسبات المهمة كشهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، وذلك تماشياً مع أهداف «عام المجتمع»، وضمن إطار حملة «رمضان في دبي».

Advertisements

وقال محمد العمادي، المدير العام لمركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته: «تأتي هذه المبادرة في إطار حرصنا على المشاركة في تحقيق أهداف «عام المجتمع» الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسيخاً لركائز مجتمع متماسك ومزدهر، كما تأتي في سياق التزامنا المستمر بدعم الأسر وتمكين أطفال التوحد من المشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية، وذلك انطلاقاً من إدراكنا للتحديات التي يواجهها أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم إلى الأماكن العامة، ونسعى من خلال هذه الحقيبة إلى تسهيل تلك التجارب وجعلها أكثر راحة وسلاسة».

وأضاف أن دعم وتمكين أصحاب الهمم من ذوي التوحد هو مسؤولية مجتمعية تتطلب تعاوناً شاملاً بين جميع القطاعات، مؤكداً أن هذه المبادرة تسهم في تعزيز دمج وتمكين أصحاب الهمم من فئة التوحد، بما يتماشى مع السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم ومبادرة «مجتمعي، مكان للجميع» الهادفة إلى تحويل دبي إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم.

التعامل مع التحديات

وأوضحت رزان قنديل، منسقة التوعية المجتمعية في مركز دبي للتوحد، أن الحقيبة تمثل أداة داعمة للعائلات لمساعدتها على التعامل مع التحديات الحسية التي قد تواجه الأطفال ذوي التوحد أثناء التفاعل مع البيئة المحيطة بهم.

وقالت: «هذه الحقيبة ليست مجرد مجموعة من الأدوات، بل هي وسيلة لتعزيز استقلالية الأطفال وتشجيع أسرهم على المشاركة في المناسبات دون قلق من المثيرات الحسية خصوصاً مع ازدياد الأنشطة والزيارات الأسرية خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد».

وأشارت إلى أن هذه الحقائب يتم توزيعها على الجهات والأماكن العامة الحاصلة على شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد (AFC)، ومن ضمن تلك الجهات: مراكز شرطة دبي في كل من منطقتي البرشاء والمرقبات، ومطارات دبي، وبرواز دبي، ومدينة الطفل، والحديقة القرآنية، ومتحف الاتحاد ومتحف الشندغة، ومركز الجليلة لثقافة الطفل، وقرية حتا التراثية، وعدد من المكتبات التابعة لهيئة الثقافة والفنون في دبي، ومؤسسة إسعاف دبي، إضافة إلى مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي.

ويشجع المركز أولياء الأمور الراغبين في الحصول على الحقيبة على التقديم عبر قنوات الاتصال الرسمية للمركز، مؤكداً استمراره في إطلاق المبادرات التي تسهم في تحسين جودة حياة الأفراد ذوي التوحد وتعزيز دمجهم في المجتمع.

وتم إطلاق برنامج شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد في سبتمبر 2022 من قبل مركز دبي للتوحد كمبادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة للمساهمة في توفير الترتيبات التيسيرية لدعم إمكانية الوصول لأصحاب الهمم من ذوي التوحد وتعزيز مدى استفادتهم من الخدمات التي توفرها المؤسسات العامة والخاصة بشكل كامل من خلال تقديم مجموعة من الورش التدريبية والخدمات الاستشارية حول عوامل تحقيق البيئة الآمنة والصديقة لذوي التوحد، إذ تخضع الجهات الحاصلة على شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد لعملية تقييم شاملة سنوياً، وتتضمن إجراء استبيانات حول مستوى رضا المتعاملين، ودراسات تقوم على منهج المتسوق السري المتمثل عادة بالأفراد من ذوي التوحد وذويهم، وبناءً على نتائج التقييم يتم اعتماد صلاحية التصنيف لمدة مماثلة.

خدمات متكاملة

وتم إنشاء مركز دبي للتوحد في عام 2001 كأول مؤسسة إماراتية غير ربحية معنية بتوفير خدمات متكاملة استشارية وتربوية وعلاجية متخصصة في مجال اضطراب طيف التوحد بموجب المرسوم رقم (21) لسنة 2001 الصادر عن صاحب السمو حاكم دبي، ويتمثل أحد أهداف المركز الرئيسية وفقاً للمرسوم رقم (26) لسنة 2021 الصادر بشأن مركز دبي للتوحد، في المساهمة في جعل الإمارة مركزاً رائداً على مستوى العالم في مجال تقديم برامج التربية الخاصة والخدمات العلاجية التأهيلية المتخصصة المعتمدة للأشخاص الذين تم تشخيصهم بالتوحد.

ويعد التوحد أحد أكثر اضطرابات النمو شيوعاً ويظهر تحديداً خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، ويؤثر التوحد على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية مما يؤدي إلى عزله عن المحيطين به.

وتشير معظم الدراسات العالمية إلى النمو السريع لهذا الاضطراب، حيث تقدر نسبة المصابين به اعتماداً على تقرير مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) الصادر عام 2021، بإصابة واحدة لكل 36 طفلاً، مع تقارب نسبة الانتشار في معظم دول العالم.

أخبار متعلقة :