شراكة الإمارات وكينيا محطة استراتيجية للاستثمار والتجارة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 16 يناير 2025 01:15 صباحاً - أكد وزراء ومسؤولون أهمية اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي تم توقيعها بين دولة الإمارات وجمهورية كينيا، مؤكدين أن الاتفاقية تمثل محطة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري في مختلف القطاعات الحيوية.

Advertisements


وشددوا على أن هذه الاتفاقية تأتي انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، لتوسيع نطاق الشراكات الاقتصادية المستدامة مع الأسواق الناشئة ذات الإمكانات الواعدة، مما يدعم مسيرة التنمية الاقتصادية، ويعزز تنافسية الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وأشار المسؤولون إلى أن الاتفاقية توفر منصة لتعزيز التدفقات التجارية والاستثمارية، وتسهم في تنويع الاقتصاد الوطني، وزيادة فرص الوصول إلى أسواق جديدة، كما أبرزوا الدور المحوري، الذي يمكن أن تلعبه الاتفاقية في دعم التعاون المشترك في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة النظيفة، والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي، والتكنولوجيا، بما يعزز التنمية المستدامة، ويفتح آفاقاً جديدة للنمو والازدهار في الدولتين.

نتائج قياسية

وأكد معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير الدولة للشؤون المالية، أنه عبر إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع كينيا تواصل دولة الإمارات وضع التجارة في صميم استراتيجيتها للنمو على المدى البعيد، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمكنت خلال عام 2023 من تسجيل نتائج قياسية جديدة للتجارة الخارجية من السلع غير النفطية، وستواصل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة المساهمة في المحافظة على ذلك الزخم التجاري، خلال السنوات المقبلة.

وأضاف معاليه أنه عن طريق العمل مع دولة مستقرة تركز على النمو مثل كينيا، والتي تعد بوابة رئيسية لمنطقة بالغة الأهمية في شرق القارة الأفريقية، يمكن لدولة الإمارات التطلع إلى زيادة التدفقات التجارية والاستثمارات الاستراتيجية والنمو المتسارع في القطاعات ذات الإمكانات العالية مثل الطاقة، والخدمات اللوجستية، وإنتاج الأغذية، والتكنولوجيا، وسيساعد كل ذلك على تحقيق هدفنا بمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

العلاقات المتنامية

من جانبه قال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكينيا تمثل تطوراً مهماً للغاية، إذ تنشئ ممراً تجارياً واستثمارياً واعداً بين منطقتي الخليج وشرق أفريقيا، وتعزز العلاقات المتنامية بين البلدين.

وأضاف أنه في حين تعتبر دولة الإمارات مركزاً للتجارة والاستثمار تعد كينيا واحدة من أهم الاقتصادات في أفريقيا، مؤكداً الحرص على تنمية هذه العلاقات في مختلف المجالات، لا سيما البنية التحتية والطاقة والخدمات اللوجستية والنقل، وفي سبيل تعزيز العلاقات الثنائية عقدنا سابقاً شراكة ضمن قطاع الطاقة المتجددة.

وأوضح معاليه: «نقدم مساعدة مالية وتقنية لتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية والحرارية الأرضية والكهرومائية، والتي تمثل حوالي 90 % من إجمالي القدرة الإنتاجية في كينيا، كما نرى الكثير من الآفاق الواعدة، ضمن قطاع الخدمات اللوجستية في كينيا، خصوصاً قدرتها على توفير بوابة لأفريقيا عبر موانئها، ونتطلع إلى التعاون عبر هذه الشراكة للمساهمة في بناء مستقبل جديد واعد للاقتصاد الكيني».

رؤية القيادة

ولفت معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إلى أن الاتفاقية تتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة بتعزيز التواصل والتعاون، وتوسيع الشراكات العالمية، وتسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز نموه، وزيادة الشركاء التجاريين والاستثماريين للدولة حول العالم، ويفتح إبرام الاتفاقية مسارات جديدة أمام القطاع الصناعي في الدولة، لافتاً إلى أن كينيا تعد اقتصاداً ناشئاً بإمكانات واعدة، وبوابة مهمة إلى منطقة طموحة وغنية بالفرص، تمتلك علاقات تجارية تاريخية مع منطقة الخليج العربي.

وأضاف أن الاتفاقية تعزز وصول الصادرات الصناعية الإماراتية إلى كينيا، بما يدعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار».

كما شهد قطاع التصنيع في كينيا تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب القدرات اللوجستية، ما سيوفر فرصاً جديدة لتعزيز الاستثمارات الصناعية والتكنولوجية، وفتح أسواق جديدة للصناعات الإماراتية، خاصة في قطاعات إنتاج الغذاء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية.

وأوضح معاليه أن الاتفاقية مع كينيا ستعزز جهود التنمية الاقتصادية، وتفتح أسواقاً جديدة أمام القطاع الخاص في الدولتين، وتبني هذه الاتفاقية جسراً مهماً إلى إحدى مناطق النمو العالمي الواعدة خلال العقود المقبلة.

تعزيز النمو

بدوره أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية الشاملة يواصل دوره الحيوي في تعزيز نمو الاقتصاد الإماراتي، ودعم تنافسيته على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك منذ إطلاقه في نهاية عام 2021، ضمن مشاريع الخمسين.

وقال: «نشهد اليوم محطة جديدة لتعزيز المبادلات التجارية والاستثمارية لدولة الإمارات في منطقة شرق أفريقيا عبر توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكينيا.

حيث ستوفر هذه الشراكة ممراً اقتصادياً وتجارياً حيوياً بين منطقة الشرق الأوسط والاقتصادات الناشئة في منطقة شرق أفريقيا، بما يرسخ مكانة دولة الإمارات بوابة لتدفق التجارة العالمية، ويدعم رؤيتها نحو تعزيز الانفتاح الاقتصادي على الأسواق الإقليمية والدولية، وبما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة».

ولفت معاليه إلى أن كينيا تتمتع بآفاق واعدة من النمو والاستقرار الاقتصادي، وأن هذه الاتفاقية ستوفر منصة حيوية لعقد الشراكات الجديدة الهادفة إلى دفع عجلة الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية المتقدمة، وبدء حقبة واعدة من الفرص لمجتمعي الأعمال في الدولتين الصديقتين.

نطاق الحضور

من جانبه قال معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، إن دولة الإمارات تواصل، تنفيذاً لرؤية قيادتنا الرشيدة، توسيع نطاق حضورها الاقتصادي العالمي عن طريق عقد شراكات استراتيجية مع الاقتصادات عالية النمو حول العالم، لافتاً إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع كينيا يمثل محطة مهمة جديدة في هذا الاتجاه.

وأضاف معاليه أن كينيا تعد أحد أهم الاقتصادات الواعدة في أفريقيا، حيث حققت نمواً قوياً، وتمتلك اقتصاداً متزايد التنوع، وتسهم الاتفاقية مع كينيا في زيادة التدفقات الاستثمارية في قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، علاوة على قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات اللوجستية والتعدين وتجارة التجزئة، مشيراً إلى الثقة بقدرة هذه الشراكة على تحقيق فوائد واعدة للدولتين، مما يمثل منصة للتعاون الاقتصادي المستدام بعيد المدى.

الفرص المتبادلة

من جهتها قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكينيا، يعد إنجازاً مهماً للدولتين الصديقتين، حيث تتيح مجموعة هائلة من الفرص المتبادلة، وتسهم بدعم القطاعات الحيوية مثل الأمن الغذائي وتحول الطاقة والخدمات اللوجستية.

وأضافت أن الزراعة تعتبر جزءاً أساسياً من الاقتصاد الكيني، إذ تشكل حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي، وقد شهدنا في السنوات الأخيرة ظهور مجموعة من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، التي تساعد في تحديث القطاع ونهضته واستعداده للمستقبل، وتوفر الأفكار الجديدة الطموحة في الري والزراعة العمودية والطاقة الشمسية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية فرصاً واعدة للاستثمار وتبادل المعرفة، كما تساعد في تحقيق مستهدفات دولة الإمارات في مجال الأمن الغذائي.

محطة مهمة

من ناحيته أكد معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، أن الاتفاقية تشكل محطة مهمة في مسيرة علاقات الصداقة بين الدولتين، كما تمثل منصة نوعية لتعزيز الروابط مع منطقة شرق أفريقيا ككل، وستسهم بلا شك في زيادة حجم التجارة..

وستدفع عجلة الاستثمار في قطاعات أساسية كالزراعة والتكنولوجيا والسياحة، إذ ستؤسس الاتفاقية لشراكة جديدة بين اقتصادين مرتفعي النمو، ما يلّد فرصاً جديدة ومنفعة متبادلة للبلدين وشعبيهما الصديقين، ويحفز تدفق الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية.

وأضاف أن الاتفاقية تجسد التزام دولة الإمارات بتعميق علاقاتها مع قارة أفريقيا ودولها وشعوبها لتحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي المستدام كون القارة مركزاً مهماً للنمو الاقتصادي العالمي، خلال العقود المقبلة.

فصل جديد

من جانبه أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أن إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكينيا يدشن فصلاً جديداً من التعاون والشراكة طويلة الأجل بين مركزين تجاريين حيويين في منطقتين من الأسرع نمواً في العالم.

مشيراً إلى أن الشراكة مع كينيا تعد محطة مهمة في مسيرة برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية، مما يعكس اتساع نطاق وطموح هذا البرنامج في استحداث شراكات تجارية واستثمارية متبادلة المنفعة مع شركاء دوليين يمتلكون الطموح والرغبة نفسها في الانفتاح على الأسواق العالمية مثل دولة الإمارات.

وأضاف أن هذه الشراكة الواعدة تستند إلى قاعدة صلبة من الازدهار التجاري، حيث تجاوزت التجارة البينية غير النفطية 3.1 مليارات دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، محققة نمواً قياسياً بنسبة 29.1 % مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2023.

وقال معاليه، إنه نظراً لأهمية كينيا بالنسبة لحركة التجارة في منطقة شرق أفريقيا، إضافة إلى امتلاكها قطاعات اقتصادية واعدة تشمل الزراعة وإنتاج الغذاء والتعدين، فهناك آفاق رحبة لتحقيق الاستفادة المتبادلة من هذه الاتفاقية في مجالات ذات إمكانات عالية مثل الخدمات اللوجستية والسفر والسياحة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وستتحقق فوائد هائلة من هذه الاتفاقية لمجتمعي الأعمال واقتصادي الدولتين الصديقتين، وسيستمر أثرها الإيجابي لسنوات عديدة مقبلة.

دعم التقدم

ولفت معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة، إلى أن الاتفاقية مع كينيا تؤكد الرؤى الطموحة لدولة الإمارات، والرغبة في دعم التقدم والتنمية المستدامة والشاملة والازدهار بين الاقتصادات الناشئة، إذ ستصبح منطقة شرق أفريقيا مركزاً للنمو والفرص في العقود القادمة، وهي تقدّم مجموعة من فرص الاستثمار ذات المنفعة المتبادلة للقطاع الخاص، والتي ستكون اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة هذه قادرة على تحقيقها.

وأضاف معاليه أن دولة الإمارات ساعدت بالفعل في إنشاء منصات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء المنطقة، وستعمل هذه الاتفاقية على تسريع تلك الجهود، وتوفير نطاق هائل من الفرص للشركات الناشئة، وتعزيز مكانة دولة الإمارات داعماً للقطاع الخاص.

نهج اقتصادي

وأشار معالي خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي إلى أن دولة الإمارات تتبنى بفضل توجيهات القيادة الرشيدة نهجاً اقتصادياً منفتحاً، يعتمد على توسيع نطاق الشراكات مع الدول والمراكز الاقتصادية والتجارية والمالية العالمية لبناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، بهدف تعزيز مرونة الاقتصاد الوطني، وضمان تدفق السلع والخدمات الأساسية، وتوفير أسواق جديدة أمام قطاع الأعمال في مختلف القطاعات، وزيادة المبادلات التجارية والاستثمارية، وتعزيز مكانة الإمارات بين أهم المراكز الاقتصادية العالمية.

وأضاف أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع كينيا ستشكل خطوة مهمة أخرى في هذا المسار، بحيث تعمل على تفعيل إمكانات التعاون مع منطقة سريعة التطور مثل شرق أفريقيا، مشيراً إلى أنه انطلاقاً من أن دولة الإمارات تعتبر نموذجاً للاستقرار المالي والنقدي، وبناء النظام المالي الفعّال، تتيح اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وكينيا فرصاً واسعة للدولتين لتعزيز التعاون والعمل المشترك في قطاع الخدمات المالية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.

وأوضح أحمد عبدالله بن لاحج، مدير عام الجمارك وأمن المنافذ بالهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، أن الاتفاقية ستنشئ منصة لزيادة التدفق التجاري للسلع والخدمات في الاتجاهين، وستحقق فوائد كبيرة للدولتين، إذ ستطلق حقبة جديدة مزدهرة من التبادل التجاري بين دولة الإمارات وكينيا خصوصاً، وبين منطقتي الخليج العربي وشرق أفريقيا بشكل عام.

بناء شراكات

وأكد معالي عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن الاتفاقية تمثل خطوة مهمة ضمن جهود دولة الإمارات لبناء شراكات تجارية واستثمارية، تعزز المصالح المتبادلة مع الدول ذات التطلعات والرؤى المشتركة في جميع أنحاء العالم، حيث تبرز كينيا كونها واحداً من أهم الاقتصادات الواعدة في شرق أفريقيا، وبوابة استراتيجية حيوية إلى منطقة ذات إمكانات نمو هائلة في العقود المقبلة.

وأضاف: تاريخياً شكل شرق أفريقيا منطقة حيوية للاستثمارات، لا سيما في مجالات البنية التحتية اللوجستية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن الغذائي، ونتطلع في الإمارات ودبي إلى استكشاف وتفعيل المزيد من هذه الفرص في المرحلة المقبلة، حيث تمهّد هذه الاتفاقية لإقامة شراكة نوعية، يمكنها تسريع التنمية في القطاعات الحيوية، وضمان نمو مستدام لكلا البلدين.

أخبار متعلقة :