ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 10 يناير 2025 12:19 صباحاً - أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن جاهزية القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» الأكثر تطوراً في المنطقة لعملية الإطلاق خلال الشهر الجاري، حيث يجري العمل على تحديد يوم الإطلاق بالتنسيق مع شركة «سبيس إكس» التي سوف تحمل القمر على متن صاروخها، والذي سيعلن عنه قبل يومين أو ثلاثة أيام من عملية الإطلاق التي سوف تتم من قاعدة فاندبرغ الجوية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح المركز خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر المركز بدبي، بحضور سالم حميد المري، مدير عام المركز، وعامر الصايغ الغافري، مدير مشروع «محمد بن زايد سات»، وحصة علي حسين، نائب مدير المشروع، إضافة إلى فريق العمل المسؤول عن القمر الاصطناعي، أن «محمد بن زايد سات» أنجز عملية الالتحام بصاروخ الإطلاق «فالكون9» حيث تعد هذه من المراحل الأخيرة التي تسبق عملية الإطلاق.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد أعلن عن المهمة في عام 2020، حيث تم تسمية القمر الاصطناعي تيمناً باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، قد اعتمد إطلاق القمر الاصطناعي رسمياً في وقت سابق خلال عام 2024.
تقدم وابتكار
وقال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يمتلك القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات أهمية خاصة في مسيرة دولة الإمارات، حيث يعكس التزامها الثابت بالتقدم والابتكار بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، لافتاً إلى أن»محمد بن زايد سات» ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو تجسيد لإرادة دولة الإمارات في الريادة بمجال علوم الفضاء، وسعيها المتواصل للمساهمة الفاعلة في مجتمع الفضاء العالمي».
وأكد أنه مع كل خطوة نخطوها نحو المستقبل، نؤكد دورنا على تمكين الأجيال القادمة وتحقيق طموحاتهم للاستفادة من إمكانيات علوم الفضاء لدعم الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة على كوكب الأرض.
وأوضح أن إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» سيتزامن مع إطلاق القمر الاصطناعي النانومتري HCT-SAT1 الذي تم تطويره بالتعاون مع كليات التقنية العليا وهو مخصص لرصد الأرض، حيث سيحمله الصاروخ ذاته الذي سوف يحمل القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، لافتاً إلى أن دولة الإمارات بفضل حكمة القيادة الرشيدة وطموحاتها نجحت في توطين صناعة الفضاء، حيث باتت هناك شركات وطنية تعمل في توفير مواد صناعة الأقمار الاصطناعية.
استعدادات مكثفة
وأشار المري إلى أن عملية إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» إلى مداره في لحظاتها الأخيرة، وهناك استعدادات مكثفة في المركز، حيث يستعد فريق العمل المكون من 50 مهندساً على التأكد من جاهزية الأنظمة لاستقبال أول إشارة من القمر بعد إطلاقه، إلى جانب استعدادات فريق العمل المتواجد في قاعدة الإطلاق بكاليفورنيا الذي يواصل العمل للتأكد من جاهزية الأنظمة في القمر، لافتاً إلى أن عملية الإطلاق سريعة جداً وهي تعتبر أهم عملية، حيث تستغرق قرابة 15 دقيقة، وبعد ذلك ينفصل القمر الاصطناعي عن الصاروخ ويتم التحكم به من غرفة التحكم من مركز محمد بن راشد للفضاء.
من جانبه، قال عامر الصايغ الغافري، مدير مشروع محمد بن زايد سات: يُمثل القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات خطوة مهمة في مجال الابتكار التكنولوجي والهندسة الدقيقة، بفضل العمل المتواصل لفريقنا في مركز محمد بن راشد للفضاء.
تم تزويد هذا القمر الاصطناعي بأحدث أنظمة التصوير، ليُقدم بيانات عالية الدقة وبسرعة غير مسبوقة، ويمثل «محمد بن زايد سات» تقدماً كبيراً في مجال رصد الأرض، ويُتيح تطبيقات تدعم مجموعة واسعة من القطاعات، بدءاً من مراقبة البيئة وصولاً إلى التخطيط الحضري وإدارة الكوارث».
اتصال مرئي
وخلال المؤتمر أجرى مركز محمد بن راشد للفضاء اتصالاً مرئياً بفريقه المتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يشرف على عملية إطلاق «محمد بن زايد سات»، حيث أكد الفريق أن القمر الاصطناعي اجتاز جميع الاختبارات المقررة بنجاح، وأنه يتم حالياً التنسيق مع شركة الإطلاق لتحديد لحظة انطلاقه إلى مداره في الفضاء.
ويمثل القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الذي تم تطويره بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، خطوة محورية في مسيرة دولة الإمارات نحو الريادة في مجال استكشاف الفضاء.
يجسد هذا القمر الاصطناعي التزام الدولة بالاستفادة من تقنيات الفضاء المتقدمة لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون العالمي، ويمتلك إمكانيات متطورة تضع معياراً جديداً في مجال رصد الأرض، حيث يوفر دقة في التقاط الصور تفوق سابقيه بمعدل الضعف، وسيكون قادراً على التقاط صور أكثر بـ10 أضعاف من الأقمار الاصطناعية التقليدية، وستتم معالجة هذه الصور وتسليمها في أقل من ساعتين، مما يتيح تطبيقات حيوية في مجالات متنوعة مثل مراقبة البيئة، والإغاثة من الكوارث، وإدارة البنية التحتية، ما يساعد صناع القرار على اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة، كما يوفر «محمد بن زايد سات» دقة غير مسبوقة في تحديد مواقع التصوير.
وتعزز الكاميرا عالية الدقة وسرعات نقل البيانات المحسنة - التي تتفوق أربع مرات على القدرات الحالية - من مكانته كأداة مبتكرة في مجال رصد الأرض.
شراكات محلية
لقد أسهم «محمد بن زايد سات» في تعزيز اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات من خلال مساهمة الشركات المحلية في تصنيع 90 % من هيكله الميكانيكي ومعظم وحداته الإلكترونية. تم ذلك من خلال التعاون مع شركات إماراتية رائدة مثل ستراتا، والإمارات العالمية للألومنيوم، وهالكن، وفالكون، وEPI، وركفورد زيليركس، هذه الشراكات لا تعمل على تعزيز قدرات دولة الإمارات في تكنولوجيا الفضاء فحسب، بل تسهم أيضاً في نقل المعرفة والمهارات المتقدمة إلى المواهب الإماراتية، مما يعزز من قدرة الدولة التنافسية في مجال استكشاف الفضاء على الساحة العالمية.
بعد تطويره في دولة الإمارات، تم نقل «محمد بن زايد سات»، القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة، إلى المعهد الكوري لأبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية، حيث تم الانتهاء من الاختبارات البيئية بنجاح. شملت هذه الاختبارات الصارمة، التي تهدف إلى ضمان تحمل القمر الاصطناعي لظروف الفضاء القاسية، اختبارات الفراغ الحراري، واختبارات الاهتزاز، واختبارات الصوتيات، واختبارات خصائص الكتلة. بعد ذلك تم نقل القمر الاصطناعي إلى موقع الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية استعداداً للتحضيرات النهائية.
أسطول
وبمجرد إطلاقه، سينضم «محمد بن زايد سات» إلى أسطول الأقمار الاصطناعية النشط لدولة الإمارات، مما يعزز بشكل كبير قدرات مركز محمد بن راشد للفضاء في هذا المجال، سيقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بتشغيل القمر الاصطناعي، مما يوفر تبادلاً سريعاً للبيانات على مدار الساعة عبر نظام متقدم، وتتمتع حلول التصوير هذه بتطبيقات متنوعة تشمل رسم الخرائط، ومراقبة البيئة، والملاحة، وإدارة البنية التحتية، والإغاثة في حالات الكوارث.
أخبار متعلقة :