قيادة الإمارات ترسخ الزراعة ركيزة تنموية مستقبلية وإرثاً خالداً

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 16 نوفمبر 2024 12:44 صباحاً - رسخت دولة الإمارات الزراعة ركيزة أساسية من ركائز التنمية والحضارة رغم التحديات البيئية التي تواجهها الدولة من طبيعة صحراوية، وشح المياه، وقلة صلاحية التربة للزراعة، والمناخ الجاف، وغيرها من التحديات التي تواجه تنمية القطاع الزراعي.

Advertisements

واعتمدت القيادة الرشيدة منذ تأسيس الدولة خططاً تهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي الزراعي، من خلال تشجيع الابتكارات الزراعية واستقطاب الأساليب التكنولوجية الحديثة في الزراعة، الأمر الذي يضمن زيادة كبيرة في الإنتاج الزراعي بمعدلات استهلاك قليلة للمياه، مع الاستفادة من الموارد الطبيعية.

وقد شكلت المقولة المأثورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة» بوصلة توجه خطط التنمية خلال مسيرة دولة الإمارات، وحققت نتائج وثماراً كبيرة نهضت بالقطاع الزراعي إلى مستويات عالية، ونجحت في إبداع عيال زايد بريادة القطاع الزراعي وفقاً للطرق الحديثة التي تحقق عوائد إنتاجية تضمن تنافسية بعض المحاصيل بما تتميز به من جودة فريدة.

ويأتي البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ضمن توجيهات القيادة الرشيدة للاهتمام بالقطاع الزراعي وتعزيز دور التكنولوجيا في تطوير أساليب الزراعة، وتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الزراعة وتوسيع الرقعة الخضراء.

ويستهدف البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلي ذي القيمة الغذائية العالية، كما يدعم البرنامج «عام الاستدامة 2024»، ويعزز منظومة الاستدامة البيئية عبر المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة.

إرث زايد

حرص الشيخ زايد، رحمه الله، على تنمية الإمكانات الزراعية عبر استصلاح الأراضي الزراعية الجديدة، وبناء الأفلاج، وإنشاء القنوات، إضافة إلى توفير المياه من دون مقابل.

واهتم بإنشاء المؤسسات الزراعية المختصة، وتضمن المرسوم الأميري رقم 3 لسنة 1966 لإنشاء الدوائر الحكومية، وتوزيع اختصاصاتها في إمارة أبوظبي، تأسيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في العين، وكان توجه الوالد المؤسس أن يقيم الدوائر الزراعية المختصة، ويدعمها بالأجهزة والاختصاصيين في مختلف العلوم والاختصاصات الزراعية لزيادة الفاعلية في تنفيذ المشاريع الطموحة.

وقد ظهر اهتمام الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالزراعة مبكراً، وتجلى ذلك في إطلاق مشروع «بناء البيوت البلاستيكية في جزيرة السعديات» في ستينيات القرن الماضي، ثم تطور اهتمامه بالقطاع الزراعي عبر إطلاق مشاريع التنمية الزراعية الشاملة في العين ثم في أبوظبي وفي كل أرجاء الإمارات.

لقد كانت قناعة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، راسخة رسوخ الجبال في جدوى الزراعة وأهميتها وإمكانية زراعة الدولة رغم آراء العديد من الخبراء الدوليين حينها الذين كانوا يرون استحالة الزراعة في الطبيعة الصحراوية والظروف المناخية الصعبة لدولة الإمارات، إضافة إلى قلة المياه وشح الأمطار.

وأكد في كلمة له في الأول من ديسمبر 2003 ذلك بقوله: «لقد تمكنا من تحويل أرض هذا الوطن التي قيل إنها لا تصلح للزراعة والتنمية إلى مزارع تنتشر على مدى البصر، وإلى حدائق وغابات خضراء ومصانع إنتاجية».

تشجيع الإبداع الزراعي

وتشجع القيادة الرشيدة على الإبداع في القطاع الزراعي وتقديم أفكار ومشاريع تستفيد من أحدث التقنيات وأكثرها تقدماً، وتتبع أفضل الممارسات العالمية لزيادة إنتاجية القطاع الزراعي والتوسع في إنتاج الغذاء محلياً، وتوفر الدعم الكافي للمزارعين بما يعزز منظومة الأمن الغذائي.

ويحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على دعم العاملين في القطاع الزراعي، وتشجيع المشاريع الطموحة لأبناء الإمارات الذين يطبقون خلالها أحدث النظم والتكنولوجيا الزراعية والتقنيات لتوفير أجود المنتجات الزراعية التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي المستدام في الدولة.

وتوفر المنصة بوابة إلكترونية فيها معلومات دقيقة وشاملة عن مختلف جوانب القطاع الزراعي والغذائي في إمارة أبوظبي، بدءاً من الإنتاج الزراعي، وصولاً إلى التوزيع والاستهلاك.

جوائز مهمة

وأسس المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله ، جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في عام 2007 تقديراً للجهود والإسهامات البارزة التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات في مجال الابتكار الزراعي ونخيل التمر، وتعتبر دورة العام المقبل 2025 هي الدورة السابعة عشرة للجائزة.

وقد شهدت الجائزة خلال هذه الفترة نمواً كبيراً في عدد الفائزين المواطنين بالقياس مع عدد الفائزين من باقي دول العالم، ما يدل على الأثر الذي تركته الجائزة بين كل جهات الاختصاص بالدولة والعاملين في قطاع زراعة النخيل وإنتاج وتصنيع وتسويق التمور، وفي مجال البحوث والدراسات، بما أسهم في تعزيز تنافسية التمور الإماراتية على المستوى الدولي، حتى باتت الجائزة محطة مهمة في مسيرة تطوير هذا القطاع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

ومنذ تأسيسها بلغ إجمالي عدد المرشحين لمختلف فئات الجائزة 2012 مشاركاً يمثلون 59 دولة حول العالم، فاز منهم 102، حيث بلغ عدد المشاركين العرب في الجائزة 1586، فاز منهم 54 مرشحاً، كما بلغ عدد المشاركين من دولة الإمارات 161 مرشحاً، فاز منهم 30 مواطناً، في حين وصل عدد الأجانب المشاركين بالجائزة إلى 265، فاز منهم 18، في حين جرى تكريم 73 من كبار الشخصيات والمنظمات الوطنية والدولية، منهم 34 شخصية أو جهة من دولة الإمارات.

ومن الجوائز المهمة في هذا الميدان جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، التي أطلقت دورتها الأولى في عام 2023، وتعد إحدى المبادرات الرائدة لتحفيز الابتكار الزراعي، والاحتفاء بالمزارعين ومربي الثروة الحيوانية المتميزين على المستويين الوطني والإقليمي، ودعم منظومة الأمن الغذائي، وترسيخ مفاهيم الاستدامة الزراعية، ودعم تطبيق أفضل الممارسات العالمية للارتقاء بالقطاع الزراعي، وضمان استدامة الموارد، وقد استقطبت في دورتيها الأولى والثانية 676 مشاركاً في الفئات الرئيسية للجائزة، في حين فاز بمختلف فئاتها 107 فائزين، وتجاوز إجمالي الجوائز في الدورتين 16.7 مليون درهم.

ومن جانب آخر، تمثل تربية النحل وإنتاج العسل أحد جوانب التنمية الزراعية المستدامة الداعمة لمنظومة الأمن الغذائي، إضافة إلى الأهمية البيئية لتربية النحل من خلال مساهمته في عملية التلقيح المرتبطة بإكثار النباتات والأشجار.

أخبار متعلقة :