«طرق دبي» تعتمد استراتيجية«صفر» انبعاثات بحلول 2050

Advertisements

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 29 مايو 2023 12:47 صباحاً - اعتمدت هيئة الطرق والمواصلات بدبي استراتيجية «مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في إمارة دبي 2050»، كأول جهة في منطقة الشرق الأوسط تضع استراتيجية طويلة الأمد للتحول نحو وسائل مواصلات عامة ذات صافي انبعاثات «صفرية» بحلول عام 2050، وتهدف من خلالها إلى تقليل التأثير السلبي على التغير المناخي وتقليل البصمة الكربونية في جميع أنشطتها، وفق ثلاثة محاور، هي: وسائل النقل العام، والمباني والمرافق التابعة لها، وإدارة النفايات.

وتتزامن هذه الاستراتيجية مع استعدادات الدولة لاستضافة «كوب28»، وتواكب مساعيها لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 والانتقال من مرحلة التعهدات إلى الإنجازات، وتأتي في إطار جهود هيئة الطرق والمواصلات للارتقاء بمستويات النضج في مجال الاستدامة في الطرق والنقل وتحقيق الريادة عالمياً في التنقل السهل والمستدام وتعزيز مرونة البنية التحتية للمواصلات العامة وتأثيرها فـي التغير المناخي، وكذلك مواكبة مساعي الدولة الحثيثة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، والانتقال من مرحلة التعهدات إلى الإنجازات.

وتتماشى الاستراتيجية الجديدة لهيئة الطرق والمواصلات مع أهدف أجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية لتعزيز مكانة الإمارة بوصفها من أكبر الاقتصادات الحضرية في العالم، كما تهدف إلى تحقيق العديد من المنجزات خلال سنوات تطبيقها، من بينها تحويل جميع مركبات الأجرة والليموزين والحافلات العامة إلى عديمة الانبعاثات وإيجاد مبانٍ ذات كفاءة عالية للطاقة (قريبة من الصفر)، وتوفير الطاقة من مصادر نظيفة، و«صفر» نفايات بلدية إلى مكب النفايات، وخفض 10 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وكذلك تحقيق وفر مالي يعادل 3.3 مليارات درهم مقارنة بأسلوب العمل المعتاد.

خطة متكاملة

وأكد معالي مطر الطاير، المدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن الاستراتيجية الجديدة تُعدُّ بمنزلة خطة متكاملة للاستدامة في الهيئة لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تعزيز الاستدامة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكذلك تحقيق رسالتها في الوصول إلى الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام من خلال منظومة وخدمات طرق ونقل مبتكرة ترتقي بتجربة المتعاملين للمستوى العالمي.

وقال معاليه: تتضمن الاستراتيجية الجديدة تنفيذ 10 مبادرات، وزعت مسؤولياتها على قطاعات ومؤسسات الهيئة، وكذلك الشراكة مع القطاع الخاص لتنفيذ الاستراتيجية على فترات تمتد لخمس سنوات، ومراجعة الأهداف مستقبلاً وتعديلها وفق المتغيرات.

وأضاف أن الاستراتيجية الجديدة تُنفّذ تحت مسمى «مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في إمارة دبي 2050»، وتنسجم مع التوجهات العالمية والوطنية والمحلية لدولة الإمارات، المتعلقة بالبيئة وحمايتها، مثل اتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتوجهات الوطني،ة مثل المبادرة الوطنية للحياد المناخي، وأجندة الإمارات للتنمية الخضراء 2030، والخطة الوطنية للتغير المناخي 2050، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.

وتابع معالي مطر الطاير أن الاستراتيجية ترتبط كذلك بالتوجهات المحلية، كاستراتيجية الحد من انبعاثات الكربون 2030، واستراتيجية الطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية إدارة الطلب على الطاقة 2030، وخطة إدارة النفايات في دبي، واستراتيجية التكيف مع التغير المناخي في الإمارة، وغيرها من الاستراتيجيات والاتفاقيات والمبادرات في هذا الشأن.

وقد ناقش مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات عدداً من النقاط والفرص والتحديات المتعلقة بالاستراتيجية الجديدة وتطبيقها، كالتكلفة المرتبطة بالتقنيات الخضراء الجديدة، وتوزيع المستهدفات ومراجعتها على فترات زمنية، وأهمية توافر مزودي تقنيات الطاقة، خاصة للحافلات الكهربائية ومحطات إنتاج وقود الهيدروجين، وغيرها من النقاط التي تسهم في تنفيذ الاستراتيجية الجديدة.

وحددت الاستراتيجية الجديدة النسب المستهدف تحقيقها خلال السنوات المقبلة للوصول إلى صافي انبعاثات «صفرية» بحلول 2050 في المحاور الثلاثة (النقل الجماعي الأخضر، المباني والمرافق، إدارة النفايات)، وبنسبة تحويل 10 % من حافلات المواصلات العامة إلى حافلات كهربائية وهيدروجينية بحلول عام 2030، لتبلغ 20 % في عام 2035، وتزيد إلى 40 % في عام 2040، ثم 80 % في عام 2045، لتكتمل النسبة 100 % بحلول عام 2050، وكذلك تحويل مركبات الأجرة والليموزين في الإمارة إلى مركبات كهربائية وهيدروجينية بـ30 % بحلول عام 2030 لتصل إلى 50 % في عام 2035، وتكتمل النسبة 100 % بحلول عام 2040.

وفي ما يخص تحويل حافلات المدارس التابعة لمؤسسة تاكسي دبي إلى حافلات كهربائية وهيدروجينية، تستهدف الخطة تحويل 10 % من تلك الحافلات بحلول 2030 لتصل إلى 30 % في عام 2035، وتبلغ 50 % عام 2040، و80 % عام 2045، ليكتمل تحويلها 100 % بحلول عام 2050.

خلايا شمسية

وتتضمن الاستراتيجية إعادة تأهيل المباني والمرافق التابعة للهيئة، مع تركيب نظام الخلايا الشمسية على 24 من مباني ومرافق الهيئة قبل عام 2025، وتوسعة نطاق التطبيق على جميع المباني والمرافق الأخرى وفق دراسات الجدوى، بينما تستهدف الخطة 74 % من إعداد وتأهيل المباني بحلول عام 2030 لتصل إلى 83 % بحلول عام 2035، و100 % عام 2045، في حين تكون المباني الجديدة ذات طاقة قريبة من الصفر، بدءاً من عام 2025، كما ستتم إعادة تأهيل إنارة الطرق القائمة لتكون جميعها ذات كفاءة عالية للطاقة 100 % على أن يستمر التطبيق على جميع المشاريع الجديدة.

وحول إدارة النفايات، سيتم تنفيذ برامج تستهدف إعادة استخدام وإعادة تدوير النفايات البلدية 100 % بحلول عام 2030، وبالتالي تحقيق المستهدف صفر نفايات بلدية إلى مكبات النفايات، وكذلك إعادة تدوير واستخدام المياه في مباني ومرافق الهيئة للوصول إلى 40 % في عام 2050.

إنجازات كبيرة

يشار إلى أن هيئة الطرق والمواصلات حققت إنجازات كبيرة في مجال الاستدامة، حيث أسهمت مبادرات الطاقة والاقتصاد الأخضر منذ عام 2014 إلى العام الماضي في تحقيق وفر في الكهرباء بما يقارب من 360 جيجاواط ساعة، ووفر في المياه بما يقارب من 300 مليون جالون، وما يقارب من 88 مليون لتر من البنزين، وكذلك 10 ملايين لتر من الديزل، وهو ما يعادل تجنب 416 ألف طن من مكافئ الانبعاثات، وتحقيق وفر بما يقارب من 420 مليون درهم.

وتعدُّ الهيئة أول جهة في قطاع الطرق والمواصلات العامة على مستوى العالم تنشر تقرير الاستدامة الخاص بها، وفقاً لمعايير مبادرة إعداد التقارير العالمية (GRI)، ووفقاً للمعيار العالمي: ISAE3000 عام 2018، كما وقعت الهيئة في عام 2020 الميثاق العالمي للأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بعد مواءمة بياناتها في تقارير الاستدامة التي تصدرها مع أهداف الأمم المتحدة، التي تُعنى بالتحديات العالمية، مثل الفقر وعدم المساواة والمناخ والتدهور البيئي والسلام والعدالة وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :