ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 7 نوفمبر 2024 11:02 صباحاً - أكد الدكتور عبد الرحيم بن أحمد الفرحان أن فعاليات النسخة الأربعين من مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" التي انطلقت في أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار "تواصل العقول لتحقيق انتقال واقعي ومنظّم في قطاع الطاقة"، عكست رؤية الإمارات الطموحة نحو تبوء موقع الريادة في عالم الطاقة عبر توفير منصة تستقطب آلاف المشاركين من الخبراء والمبتكرين والقادة الدوليين، وشكّلت جسرًا للتعاون وتبادل المعرفة بما يحقق استدامة شاملة ويدفع عجلة التحول نحو الطاقة النظيفة.
وقال: «يُعتبر مؤتمر "أديبك" من أكبر الأحداث العالمية في قطاع الطاقة، وهو امتداد لرؤية دولة الإمارات في تنمية الاقتصاد المعرفي وترسيخ مكانتها كمركز استراتيجي للطاقة المستدامة، ومنذ تأسيسه، تطور هذا المؤتمر ليشمل أحدث الابتكارات والممارسات العالمية في القطاع، مستقطبًا هذا العام أكثر من 200 ألف زائر ومشارك من 160 دولة، منهم ممثلون لكبرى شركات النفط الوطنية والعالمية، وخبراء الطاقة والبيئة، ووزراء ومسؤولون من شتى بقاع الأرض».
وأضاف أن مراسم الافتتاح شهدت كلمات مؤثرة، أبرزها الكلمة الرئيسية التي ألقاها معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتي أكد فيها على محورية الابتكار التقني ودور الذكاء الاصطناعي في مسيرة التحول إلى الطاقة المتجددة.
وأوضح أن هذه الكلمة، ومعها الكلمات النقاشية الأخرى التي أُلقيت خلال الجلسات، عكست رؤية الإمارات لتعزيز الابتكار التكنولوجي كمحرّك رئيسي لتطوير قطاع الطاقة، وتحقيق التحول المنشود إلى مصادر نظيفة تسهم في تقليل الأثر البيئي.
وتابع: «من ضمن ما يميّز نسخة هذا العام، "مؤتمر الرقمنة والتكنولوجيا" الذي يتناول دور التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما يترجم التزام الإمارات بتقديم حلول عملية ومستدامة في هذا القطاع. إلى جانب ذلك، استضاف "أديبك" معارض جديدة ضمّت مجموعة واسعة من الشركات الرائدة في مجالات التقنيات المتقدمة، مقدّمةً حلولاً مبتكرة تستهدف النهوض بقطاع الطاقة عبر اعتماد تقنيات مستقبلية تضمن استدامة الموارد وتحقق التحول الرقمي».
وأكد أن نسخة هذا العام من "أديبك" تميزت بتوسيع نطاق المؤتمر ليشمل أربع مناطق صناعية متخصصة، حيث خصصت منطقة خفض الانبعاثات الكربونية للتركيز على تقنيات صديقة للبيئة تقلل من الأثر البيئي للصناعات، ومنطقة التحول الرقمي لتطوير تقنيات الرقمنة، ومنطقة القطاع البحري للخدمات الملاحية واللوجستية، وأخرى مخصصة للذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذه المناطق مجتمعةً شكلت ملتقىً فريدًا لعرض أحدث الحلول الصناعية العالمية المساهمة في تحقيق نقلة نوعية نحو بيئة أكثر استدامة.
وقال إن مؤتمر "أديبك" يعبّر عن استراتيجية إماراتية شمولية في إدارة قطاع الطاقة، حيث يمزج بين التوجه نحو استدامة الموارد وتعزيز النمو الاقتصادي. ومن خلال هذا الحدث، تقدم الإمارات نموذجًا متكاملًا للتطوير المستدام، إذ تتبنى أحدث ما توصّل إليه العلم في مجالات الابتكار الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتعمل على بناء جسور التعاون الدولي الذي يربط بين القادة وصناع القرار لمناقشة التحديات وإيجاد الحلول المشتركة.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تكشف عن التزام الإمارات بتعزيز مكانتها كمركز عالمي للطاقة النظيفة، وذلك من خلال استثمار الجهود في تطوير بيئة مشجعة على الابتكار وتقديم حوافز للشركات الرائدة للتوسع في تطوير حلول خضراء تتماشى مع متطلبات العصر، متابعاً: «لعل أكثر ما يميز "أديبك" هو جمعه بين جوانب اقتصادية وبيئية متعددة، تجسّد أبعاداً متكاملة لتطوير القطاع وجعله أكثر ملاءمة للمستقبل».
وذكر أن مؤتمر "أديبك" يعكس حرص الإمارات على أن تكون في طليعة الدول التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، مؤكداً أن استضافة هذا الحدث الدولي والحرص على جمع العقول والخبرات العالمية دليل واضح على سعي الإمارات لبناء شراكات استراتيجية، وتبني مبادرات متقدمة تخدم القطاع وتدفعه نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة.
ولفت إلى أنه مع التقدم المستمر الذي يشهده العالم في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يبقى "أديبك" نموذجًا رائدًا لالتقاء العقول وتبادل الخبرات، مما يعزز من فرص بناء مستقبل أخضر، ويحث المجتمع الدولي على تبني حلولٍ شاملة وفعالة تضمن توازنًا بين تحقيق النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
أخبار متعلقة :