مشروعات الفضاء المستدامة رؤية مستقبلية لحماية البيئة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 28 مايو 2023 01:20 صباحاً - تنوعت جهود الإمارات في تعزيز نهج الاستدامة في مختلف القطاعات التنموية، بهدف توفير حلول مبتكرة لحماية البيئة والمحافظة على كوكب الأرض، فيما يأتي ذلك مواكباً لاستعداد الدولة لاستضافة مؤتمر «كوب 28»، وتعزيزاً لمبادراتها وجهودها الرائدة والمستمرة في هذا الشأن، حيث يعد تعزيز الاستدامة في قطاع الفضاء، نهجاً ورؤية مستقبلية، تعمل على تحقيقها الجهات المتخصصة، مثل وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء الذي يبذل جهوداً كبيرة بهذا الاتجاه، ملتزماً في ذلك بأهداف الدولة في هذا المجال.

Advertisements

 

طاقة شمسية

ويأتي إعلان مركز محمد بن راشد للفضاء أخيراً عن استخدام ألمنيوم «سيليستيال»، المصنوع بالطاقة الشمسية في عملية تصنيع القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، كأحدث هذه الخطوات المتوالية، ومساهمة نوعية متميزة في تعزيز وترسخ مبدأ الاستدامة، حيث يقلل استخدام الطاقة الشمسية بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في صناعة الألمنيوم العالمية، خاصة أنه يُعزى نحو 60 % من هذه الانبعاثات إلى توليد الكهرباء، وبالإضافة إلى هذه الخطوة المهمة يأتي إطلاق الجمعية العالمية لاستدامة الفضاء، والتي أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عنها، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، لتكون مبادرة عالمية فعالة، تنضم للجهود التي يبذلها المركز في هذا الاتجاه، وصولاً إلى انضمام المركز كذلك إلى المرصد الفضائي الدولي للمناخ، وغيرها من الجهود ذات الصلة.

وفيما يخص استخدام ألمنيوم «سيليستيال» المصنوع بالطاقة الشمسية، فإن الألمنيوم يعد المادة الأساسية في مكونات صناعات الفضاء والطيران، وذلك منذ إطلاق أول قمر صناعي في العام 1957، بسبب خصائصه النوعية في تحمل الضغط الشديد ودرجات الحرارة المنخفضة، ولذلك يبقى الألمنيوم المعدن المفضل لصناعة المركبات الفضائية ومكونات الأقمار الصناعية ومختلف الصناعات الأخرى المرتبطة بالقطاع.

 

ألمنيوم إماراتي

وانطلاقاً من أهمية هذا المعدن ،وفرت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ومن خلال شراكة مع شركة الخليج للسحب، ومركز محمد بن راشد للفضاء، أجزاءً من ألمنيوم «سيليستيال»، تم تشكيلها لتدخل لأول مرة في قطاع الفضاء، حيث تم تسليم أول قطع ألمنيوم إماراتية الصنع بالكامل إلى مركز محمد بن راشد للفضاء، لكي يدخل بعملية تصنيع القمر الاصطناعي «MBZ-SAT» الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير عالي الدقة، والذي من المقرر إطلاقه العام المقبل.

وتجيء هذه الخطوة لتعكس التزام الإمارات ومختلف الجهات والمؤسسات الوطنية، بدعم الابتكار والعمل على تعزيز نمو هذه الصناعة الحيوية، خاصة مع تعدد المشروعات الفضائية في الدولة، والتي من بينها برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية، وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وبرنامج المريخ 2117، ومشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ومشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، فضلاً عن العديد من البرامج والمشاريع الرئيسية الأخرى.

من جهة ثانية، وتعزيزاً لهذا النهج أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء 2022، الجمعية العالمية لاستدامة الفضاء، في مبادرة تهدف لتعزيز الجهود وتنسيق المبادرات في مجال استكشاف تحديات قطاع الفضاء، وابتكار أفضل الحلول الكفيلة بتطوير القطاع، حيث تركز المبادرة على عدد من التحديات القائمة، مثل إدارة الحطام في الفضاء، والتنمية المستدامة للابتكار والتكنولوجيا الفضائية، بالتعاون مع العديد من المهتمين والجهات ذات الصلة.

 

انضمام

واستكمالاً لهذه الجهود انضم مركز محمد بن راشد للفضاء العام الماضي إلى المرصد الفضائي الدولي للمناخ، وهو الاتحاد العالمي الذي يضم وكالات ومنظمات الفضاء بقيادة المركز الوطني للدراسات الفضائية «CNES»، والذي يسعى إلى تنسيق الجهود العالمية، والتوصل إلى التقييم الدقيق ومراقبة تأثير تغير المناخ، فيما سيساعد انضمام المركز للمرصد الفضائي، في تطوير مجموعة أدوات وخدمات مفيدة، لتعزيز قدرات الحوسبة في مجال تحليل البيانات المتخصصة حول تغير المناخ.

 

قمر بيئي

ويوفر مركز محمد بن راشد للفضاء الجهات المعنية العالمية، المعلومات الواردة عن طريق القمر الاصطناعي «دي إم سات1»، الذي يعد الأول لبلدية دبي لمراقبة الغلاف الجوي وتم إطلاقه في 2021، ويعمل على تعزيز التدابير الهادفة إلى حماية البيئة، وترسيخ مكانة دبي كنموذج عالمي للتنمية المستدامة، حيث تشارك بلدية دبي في هذا الإطار، البيانات والنتائج القيمة المستخلصة من القمر الاصطناعي مع مجتمع الفضاء الدولي، لاسيما وأن القمر قد قام منذ إطلاقه بدور بالغ الأهمية في مراقبة التغيرات المناخية في الإمارات ومسبباتها المختلفة.

ويعد القمر الصناعي «دي إم سات1» أحد العناصر التي تؤكد التزام الدولة ببنود اتفاقية باريس للمناخ، التي تدعو إلى توفير البيانات حول انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الدول الموقِّعة، فضلاً عن الارتقاء بالقدرات الوطنية في مجال دراسة وتحليل ظاهرة الاحتباس الحراري.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :