أسباب نفسية وأكاديمية وراء تقاعس الأطفال عن الذهاب إلى المدرسة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 30 أكتوبر 2024 11:41 مساءً - أوضحت الدكتورة ميساء عبدالله، الخبير التربوي والنفسي، أهمية التعامل بحكمة وصبر مع مشكلة تقاعس الأطفال عن الذهاب إلى المدرسة، حيث تعتبر هذه الظاهرة من التحديات الشائعة التي تواجه العديد من الأسر، «قد تكون ناتجة عن عوامل نفسية واجتماعية وأكاديمية»، مشددة على أن فهم السبب الحقيقي لهذا السلوك خطوة أساسية نحو معالجة هذه المشكلة.

Advertisements

وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن الأسباب النفسية تلعب دوراً مهماً في هذا السياق، حيث يعاني بعض الأطفال من القلق أو الخوف من المدرسة أو من المعلمين، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون الطفل عرضة للتنمر، مما يزيد من رغبته في الابتعاد عن البيئة المدرسية، كما يمكن أن تكون هناك أسباب أكاديمية، مثل صعوبات التعلم أو الضغط المفرط لتحقيق النجاح، والتي قد تدفع الطفل للشعور بالعجز أو الفشل.

وللتغلب على هذه المشكلة، توصي الدكتورة ميساء عبد الله بأن يقوم الأهل بتواصل مفتوح وصريح مع الطفل، ويجب أن يتم ذلك في أجواء من الأمان والثقة، حيث ينبغي على الأهل الاستماع بعناية لمخاوف الطفل دون مقاطعته أو التقليل من مشاعره، وهذا النوع من الحوار يساعد الطفل على التعبير عن نفسه بحرية، مما يمكن الأهل من فهم مشاعره بشكل أفضل.

وأشارت إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي للطفل، إذا تبين أن تقاعسه ناتج عن قلق أو توتر نفسي، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون من المفيد الاستعانة بأخصائي متخصص لمساعدة الطفل على مواجهة مخاوفه والتغلب على العقبات التي تعوقه عن الذهاب إلى المدرسة، وهذا النوع من الدعم يمكن أن يوفر للطفل أدوات استراتيجية للتعامل مع مشاعره.

كما تبرز الإخصائية أهمية وضع روتين يومي ثابت يساعد الطفل على تنظيم وقته ويخفف من التوتر المرتبط بالاستعداد للمدرسة، ويجب أن يشمل هذا الروتين أوقات الاستيقاظ، تناول الإفطار، الانخراط في أنشطة مختلفة قبل الذهاب إلى المدرسة، وتنظيم الوقت بهذه الطريقة يساعد الطفل على الشعور بالتحكم في يومه، مما يقلل من شعوره بالقلق.

وتشجع الدكتورة ميساء عبد الله الأهل على تحفيز الأطفال على المشاركة في الأنشطة المدرسية والاجتماعية، مثل الرياضة أو الأنشطة الثقافية، حيث يمكن أن تعزز هذه الأنشطة رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة، والمشاركة في مثل هذه الأنشطة تساعد الأطفال على بناء صداقات جديدة وتطوير مهارات اجتماعية قيمة.

كما توصي بضرورة مكافأة الطفل على الإنجازات الصغيرة التي يحققها، سواء كان ذلك يتعلق بحضور يوم دراسي كامل أو إتمام الواجبات المنزلية، محذرة من اللجوء إلى الضغط أو العقاب كوسيلة لإجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة، حيث إن هذه الأساليب قد تزيد من مستوى التوتر وتفاقم المشكلة بدلاً من حلها.

أخبار متعلقة :