«دبي بودفِست 2024» يجمع نخبة صناع المحتوى الصوتي العرب لبحث مستجدات البودكاست وآفاق ازدهاره

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 02:58 صباحاً - تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، نظم نادي دبي للصحافة أمس الدورة الرابعة من «دبي بودفِست»، الحدث الأول من نوعه في المنطقة، وأكبر تجمع للبودكاسترز وصناع المحتوى الصوتي العرب، لمناقشة مستقبل البودكاست العربي، والتأسيس لمرحلة جديدة من تطوره في ضوء مستجدات التقنيات والأدوات المستخدمة في صناعة المحتوى، وتسليط الضوء على التجارب الملهمة واكتشاف وتشجيع الكفاءات المبدعة في هذا المجال.

Advertisements

دور رائد

وأكدت منى غانم المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيس نادي دبي للصحافة، أن الحدث يواصل في دورته الرابعة هدفه المتمثل في رسم صورة واضحة لواقع ومستقبل قطاع إعلامي سرعان ما نجح في أن يفسح لنفسه مساحة معتبرة على خريطة الإعلام العربي، التي وصفتها بأنها آخذة في التمدد، بفضل ظهور العديد من التجارب الناجحة التي تمكنت من الاستحواذ على اهتمام ومتابعة قاعدة جماهيرية عريضة.

وقالت: «نجح صناع المحتوى الصوتي في إكساب هذا الشكل الإعلامي الذي لم يعد جديداً مكانة جديرة بالتوقف عندها والنظر في المقومات التي أفضت إلى هذا النمو اللافت الذي نشهده للبودكاست في العالم العربي، وربما من أهم تلك المقومات نوعية المحتوى المقدم عبر مجموعة كبيرة من التجارب الناجحة والمتميزة التي نجحت في إقصاء شبهة «السطحية» بالاهتمام بموضوعات حيوية تلامس حياة المجتمع، ما أسهم في إكساب هذا الشكل الإعلامي قبولاً سريعاً ونمواً قوياً محققاً أصداء إيجابية كبيرة لدى المتلقي العربي.

ولا شك في أن البودكاست إضافة مهمة للمشهد الإعلامي العربي». وأكدت منى المري أن مبادرة نادي دبي للصحافة لإطلاق «دبي بودفِست»، قبل سنوات كأول حدث من نوعه والأكبر على مستوى المنطقة لصناع المحتوى الصوتي، تعكس مكانة دبي الريادية في مجال العمل الإعلامي العربي، وسعيها المستمر لتحفيز الإبداع والاحتفاء بالمبدعين في شتى المجالات الإعلامية، لافتة إلى أن الحدث يضم في هذه الدورة، كما هو الحال في دوراته السابقة، مجموعة من أبرز وأنجح التجارب العربية والمحلية في هذا المجال.

وقالت «أسهمت صناعة المحتوى الصوتي في توسيع تنوع وسائل الإعلام وإمكانية الوصول إليها وكانت سبباً في تقديم تجربة أكثر تخصصية ومرونة وتركيزاً على المتلقي، حيث من المتوقع أن يستمر تأثيرها في الأفق الإعلامي مع مواصلة النمو، خاصة مع دمج التقنيات الجديدة، مثل الواقع المعزز، التي ستنقل الإعلام إلى مرحلة جديدة أكثر تفاعلية».

حوار شامل

وأكدت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، القيمة الكبيرة لاجتماع هذه النخبة من صناع المحتوى الصوتي في دبي ضمن حوار شامل حول ما يمكن القيام به من أجل تعزيز مستقبل هذه الصناعة الإعلامية، التي أشارت إلى تناميها في العالم العربي أسوة بالنمو الذي تشهده على الصعيد العالمي.

وقالت خلال الكلمة الافتتاحية: إن صناعة البودكاست في المنطقة العربية أصبحت بلا شك جزءاً أساسياً من مستقبلها الإعلامي، وإن التجربة العربية خلال السنوات الماضية ناجحة وينتظرها مزيد من الازدهار، وقد أثبتت تلك التجربة أكثر من متغير، بدءاً من ظهور ثقافة البودكاست سواء المصور أو المسموع وانتشاره السريع في المنطقة العربية، ما أكد أن الوسائط الإعلامية لا تموت وإنما تتحول وتتجدد، بينما يتمثل المتغير الثاني في الانطباع العام حول انتشار الفيديوهات القصيرة وثقافة (الريلز) والمحتوى المصور، ومدته دقيقة أو دقيقتان، حيث كان هذا الاتجاه حتى وقت قريب من ضمن تطلعات المتلقي العربي، ولكن مع ظهور البودكاست انقلبت الاتجاهات وتغيرت رغبات الجمهور.

وأضافت: «كل هذه المتغيرات نضعها اليوم تحت المجهر لدراسة الاتجاهات الإعلامية الحديثة، ومنها البودكاست على وجه التحديد»، مؤكدة حرص نادي دبي للصحافة على مواصلة جهوده لدعم إطلاق العديد من المنصات والمدونات الصوتية في دولة الإمارات والمنطقة العربية، تأكيداً على مكانة دبي كمركز رئيسي للتقنية والإبداع والابتكار، وترسيخاً لدورها الرائد ومكانتها المتنامية كوجهة أولى لتطوير الإعلام الرقمي في المنطقة.

وتشير الإحصاءات المنشورة على موقع «ستاتيستا» الإحصائي العالمي إلى أن صناعة البودكاست آخذة في النمو عالمياً، حيث من المتوقع أن يكون عدد المستمعين للمحتوى الصوتي حول العالم نصف مليار مستمع، مع توقع استمرار مؤشرات النمو في الارتفاع لهذا القطاع خلال السنوات المقبلة، كما يشير الموقع ذاته.

ويذكر الموقع أنه، بشكل عام، فقد نجحت المدونات الصوتية في ترسيخ مكانتها في المشهد الإعلامي وتطورت لتصبح جزءاً أساسياً من صناعة الإعلام في السنوات الأخيرة، وبفضل تنوع محتواها وسهولة استخدامها، أصبحت المدونات الصوتية مكوناً مهماً من مكونات الإعلام المعاصر، بينما تشير التوقعات إلى أن الأعداد المتنامية من مستمعي المحتوى الصوتي ستستمر في الازدياد مستقبلاً، خاصة إذا تمكنت الوسائط الإعلامية من الوصول إلى فئات جديدة في المجتمع.

جلسات متنوعة

واستعرض المشاركون في النسخة الرابعة من «بودفِست دبي» أوضاع ومستقبل المحتوى الصوتي العربي، وذلك بمشاركة العديد من أهم وأبرز صناع البودكاست وبحضور عدد من ممثلي مؤسسات إقليمية متخصصة في صناعة البودكاست والتدوين الصوتي وجمع من الإعلاميين والمهتمين بهذه الصناعة في المنطقة.

وشهد الحدث الأول من نوعه في المنطقة المعني بقطاع البودكاست ونظم دورته الرابعة نادي دبي للصحافة بمقره في وان سنترال - مركز دبي التجاري العالمي، على مدار يوم واحد، مناقشات معمقة تم خلالها فتح الباب لجميع المشاركين للإدلاء بأفكارهم وتصوراتهم حول واقع ومستقبل صناعة المحتوى الصوتي أو «البودكاست» في المنطقة العربية.

وأكد المشاركون في تلك الجلسات ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة من خلال توفير التمويل اللازم لها ورصد المقومات اللازمة لتحفيز نمو المحتوى الصوتي وتوسيع نطاق متابعيه بما يسهم في النهوض بهذا الشكل الإعلامي الجديد، فضلاً عن ضرورة العمل على تعزيز الحضور العربي في مشهده العالمي من خلال محتوى رفيع الجودة وذي مردود إيجابي على المجتمعات العربية، وأهمية العمل على إيجاد مساحة أكبر لنمو هذه الصناعة في العالم العربي.

مستقبل البودكاست

واستضافت الجلسة الرئيسية لدبي بودفِست 2024، جيمس كريدلاند، رئيس تحرير موقع وبودكاست «بود نيوز دوت كوم» المتخصص في نشر الأخبار المعنية بصناعة المحتوى الصوتي الذي تأسس في العام 2017، وحملت الجلسة عنوان «مستقبل البودكاست – توجهات إبداعية وتقنية ترسم مسار القطاع».

وقدم كريدلاند خلال الجلسة عرضاً شاملاً تناول حال البودكاست على مدار عام مضى، وما آل إليه في الوقت الراهن، وقراءته لمستقبله في المرحلة المقبلة، في ضوء ظهور التقنيات الجديدة، ومن أهمها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحول البودكاست من الاعتماد فقط على المحتوى الصوتي إلى تضمين المحتوى المرئي، مقدماً أمثلة لهذا التحول من خلال تتبع عدد من المنصات الرقمية العالمية.

وقال المتحدث إن صناعة البودكاست مرت بعام وصفه بالصعب، مستشهداً ببعض الحالات التي أنهت فيها بعض المنصات تعاقداتها مع عدد كبير من العاملين فيها، بينما تم توجيه الاتهام للبعض الآخر بعدم تسديد المستحقات المالية لصناع المحتوى، فضلاً عن قيام شركة «أبل» بإجراء بعض التحديثات البسيطة على نظام تحميل المواد الإعلامية في نظام iOS17، لكنها أدت إلى بعض التعقيدات في عمليات التحميل عند محاولة الرجوع إلى محتوى أقدم على المنصة، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد عمليات التحميل للمحتوى على «أبل».

إلا أن كريدلاند رأى أن هذا الوضع لم يدم طويلاً مع بوادر مشجعة على تحول الأمور إلى الأفضل، مستشهداً بعدد من الأمثلة لمنصات عالمية كبرى تمكنت من تحقيق نمو مالي جيد، مشيراً إلى حقيقة أن المحتوى الصوتي المقدم عند الطلب (On demand) بات يتصدر المشهد متقدماً على المحتوى المقدم عبر أثير البث الحي.

واستعرض جيمس كريدلاند خلال الجلسة مجموعة من الإحصاءات التي تشير إلى مدى نمو صناعة المحتوى الصوتي، وقال: إن عدد منصات البودكاست على «أبل بودكاستس» وصل إلى نحو «2,716,700» بودكاست، مشيراً إلى أن تصنيفات البودكاست تتركز بصورة كبيرة في ما هو منها «تعليمي»، وتأتي في المقدمة برصيد يزيد على 400 ألف بودكاست، ومن ثم «المجتمعي والثقافي»، يليها من حيث الانتشار «الاقتصادي» و«الفني».

وحول الأجهزة التي يتم الاعتماد عليها بصورة واسعة في استقبال المحتوى، قال كريدلاند إن انتشار البودكاست يعتمد بصورة أساسية على أجهزة الهاتف النقال التي تمثل نسبة 94 بالمئة من الأجهزة التي يتم من خلالها تلقي المحتوى الصوتي، ومن ثم جهاز الحاسوب بنسبة 4 بالمئة.

فن إخراج البودكاست

وشمل الحدث جلسة بعنوان «فن إخراج البودكاست» استضافت رامي إمام، المدير التنفيذي لشركة Think Big، وراشد بوهزاع، الشريك المؤسس لمنصة «مساحة» ومقدم بودكاست «سطحي»، ونبال كرم، مؤسسة شركة «بروكاست ميديا»، والمنتج والمخرج الإبداعي عبدالله المالكي، ومحمد العوضي، مخرج بودكاست «ذا دايركشن»، وأدارت الجلسة آيتن زعربان، مقدمة بودكاست «دردشة بدون فلتر».

وتناولت الجلسة أهمية المحتوى الصوتي المقدم للمتلقي الذي يقود بدوره مخرج البودكاست إلى اختيار الوسائل والأدوات المناسبة لإخراجه من مؤثرات سمعية وبصرية تساعد القائمين على العمل إلى الوصول إلى أكبر شريحة من المتابعين. وقال المشاركون إن الصوت هو عنصر أساسي في عالم البودكاست رغم تطوره وميل البعض إلى المزج بين الصوت والصورة لتوسيع دائرة انتشار المحتوى، ما دفع أحياناً إلى رصد ميزانيات ضخمة لإنتاج حلقة واحدة، نظراً لما قد تكلفه من معدات وأدوات تسهم جميعها في جذب المتلقي. وعن دور المخرج في عالم البودكاست، أكد الحضور أن وجوده مرتبط بطبيعة المحتوى، وما قد يحتاجه من مؤثرات سمعية وبصرية عالية الجودة، ما يعني ضرورة وجود مخرج متمرس ومتمكن من التعامل مع الكاميرات والتقنيات الحديثة بما فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بشكل كبير في عالم الإنتاج الصوتي والمرئي.

وأفرد «دبي بودفِست 2024» جلسة لمناقشة تطور البودكاست في ضوء التطور التكنولوجي السريع وما أثمره من تقنيات بالغة التأثير، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، وأدارت الجلسة لمى عثمان، مقدمة بودكاست «ينيوكورن بالعربي»، وشارك فيها كل من: ستيفانو فلاحة، المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة «بوديو»، وكلاوديوس بولر، الرئيس التنفيذي للأعمال في «نيكست برودكاست ميديا»، ولوكا علام، الشريك المؤسس في مجموعة «موضوع» ومقدم بودكاست «ذا إنسايت تراك»، وإبراهيم جبري، مقدم بودكاست «بيلو ذا فولد»، وتمارا زوبيتي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة «باروميتر» العالمية.

وناقش المشاركون الكيفية التي يسهم بها الذكاء الاصطناعي في تحويل صناعة البودكاست من خلال تمكين صناع المحتوى والمساعدة في توسيع نطاق المنصات بطرق مختلفة. وتطرق المتحدثون إلى تقديم الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة من خلال إنشاء التسميات التوضيحية وأداة التعليق الصوتي، إضافة إلى المساعدة في إنشاء المحتوى وجذب الإعلانات من خلال الفهرسة المحسنة للغاية وضمان ملاءمة العلامة التجارية والسياق مع المتلقين والمعلنين.

ونبه المتحدثون إلى ضرورة توخي صناع المحتوى الحذر فيما يتعلق برغبات وتطلعات الجهات المعلِنة، والتدقيق في ما يقدمونه من موضوعات مع تجنب الانزلاق إلى فخ اعتماد الموضوعات المثيرة للجدل سعياً وراء تحقيق الانتشار ومزيد من المتابعين. واتفق المشاركون على أن التكنولوجيا سيكون لها أثرها الواضح في تمكين قطاع البودكاست من تحقيق مزيد من النمو.

وتضمنت أجندة الحدث جلسة نقاشية ركزت على دور برامج البودكاست في تناول قضايا المرأة، باعتبار أن هذه البرامج باتت محفزاً رئيسياً على الإبداع والتغيير الإيجابي على مستوى الأسرة والمجتمع، حيث أجمعت المشاركات في الجلسة على أن برامج البودكاست تسهم في تغيير حياة النساء إلى الأفضل، أو ربما حياة أسر بأكملها، حسب العديد من الأبحاث والدراسات الحديثة.

شاركت في الجلسة د. أمل المالكي، مقدمة بودكاست WME، وصفية الشحي، مقدمة بودكاست «ثلاث أرباع»، وبثينة مجاربي، مقدمة بودكاست «بثينة»، ونورة حمود، المدير التنفيذي لمنصة «بودكاستي»، وسهام زعلاني، مقدمة بودكاست، وأدارها مقدم البودكاست حكمت وهبي. وتطرقت الجلسة إلى أهمية حصول المرأة على وسائل الدعم التي تعينها على الدخول بقوة في عالم البودكاست، بما في ذلك الدعم المادي والمعنوي من القطاعين العام والخاص، باعتبار أن برامج البودكاست يتوقع لها أن تكون مستقبل الإعلام على مستوى العالم، كونه أتاح المجال لشريحة واسعة من أصحاب القصص الملهمة والناجحات للظهور ومشاركة تجاربهن الإنسانية. وثمنت المشاركات المبادرات الفريدة والدور الرائد الذي يقوم به نادي دبي للصحافة لدعم مقدمي البودكاست على مستوى العالم العربي، وأعربن عن أملهن في إنشاء مراكز متخصصة لتدريب مقدمي البودكاست لصقل مواهبهم.

حوار مشترك

واستضاف الحدث الأكبر على مستوى المنطقة في مجال المحتوى الصوتي حواراً مشتركاً جمع أنس بوخش، مقدم بودكاست ABtalks، وعبدالرحمن أبومالح، المؤسس والرئيس التنفيذي «ثمانية» ومؤسس ومقدم بودكاست «فنجان»، حيث تناول الحوار قصص النجاح التي حققاها والتحديات التي تواجه صناعة المحتوى الصوتي على صعيد المصداقية والتمويل والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المتابعين. وأشار عبدالرحمن أبومالح إلى أن انطلاق «ثمانية» كان في الأساس بهدف إثراء المحتوى العربي، وصناعة محتوى جيد يتحلى بالمصداقية ويعبر عن شريحة كبيرة من المتلقين، لكنه تحول بعد سنوات إلى منصة لجذب المعلنين وتقديم الخدمات. وأكد أبومالح أن استمرارية الإنتاج تعتمد على عدة عوامل، أبرزها جودة المحتوى ومهارة مقدم البودكاست، ومدى أهمية الضيف.

وأكد أنس بوخش أن هدف برنامج ABtalks هو كشف شخصية الإنسان بعيداً عن الألقاب، وإظهاره على طبيعته الشخصية دون تكلف، مشيراً إلى أن المحتوى الجيد يفرض نفسه ويفتح المجال واسعاً أمام انتشاره وشهرته. ولفت بوخش إلى أن التحدي الذي يواجه الكثيرين من مقدمي البودكاست العربي هو استدامة إنتاج محتوى صوتي قوي يمكنهم من الاستمرارية، وهو ما يعتمد على توفير مؤسسات تؤمن لهم استدامة الإنتاج بالمستوى نفسه.

وذكر بوخش قصته مع منصة «نتفلكس» التي راسلها في بداياته لينشر محتواه من خلالها، بينما رفضت المنصة في بادئ الأمر، لكن الحال سرعان ما تبدل بعد عامين من العمل، وأرسلت له المنصة أنها على استعداد للعمل معه لثلاثة مواسم، واختاروا الحلقات التي سيتم بثها على المنصة الأشهر عالمياً في بث المحتوى. وفي جلسة نقاشية مفتوحة عقدت بعنوان «سر نجاح البودكاست: تجارب عربية» تم تسليط الضوء على تجارب منطقة الخليج العربي والمشرق والمغرب العربي في صناعة البودكاست.

وخلال الجلسة التي أدارها الإعلامي محمد سالم، مدير البرامج في شبكة الإذاعة العربية، استطلعت الجلسة آراء الحضور حول تجارب الدول العربية في صناعة البودكاست، التي تتسم بالعفوية والسرد التلقائي للأفكار، واختيار المحتوى الرصين كخطوة أساسية لإنتاج محتوى صوتي ومرئي عبر مختلف المنصات.

كما عرض الحضور التطور المتزايد الذي تشهده صناعة المحتوى الصوتي والمرئي في العالم العربي، كتطور طبيعي تحرص مختلف المنصات الإعلامية التقليدية على مواكبته والحضور بقوة لنشر محتواها بأسلوب يتناسب مع متطلبات الجمهور بمختلف فئاته.كما دعا الحضور خلال الجلسة إلى ضرورة مواجهة التحديات المرتبطة بالاستثمار في صناعة البودكاست العربي وكيفية الاستفادة من الخبرات التسويقية والترويجية المتوفرة في العالم لتحقيق إيرادات ربحية من هذه الصناعة، وكذلك العمل على توفير التسهيلات والمزايا المقدمة لصناع البودكاست العرب، لاسيما وأن البودكاست في العالم العربي يعتمد أساساً على جهود فردية، ومشاريع شبابية، ومستهلكين ومنتجين من جيل الشباب.

وفي محاولة لدراسة موقع البودكاست على خريطة الإعلام في المنطقة العربية، قدم الحضور في الجلسة النقاشية المفتوحة مقاربة بين صناعة المحتوى الصوتي والبودكاست وقنوات البث المصورة، ومدى تكامل كل منهما مع الآخر، والمميزات التي ترجح كفة كل منهما لدى الجمهور.

واستعرض صانع المحتوى الكوميدي صالح النواوي ضمن جلسة نقاشية تجربته في عالم تقديم المحتوى الكوميدي في برنامجه «محتوى صالح للاستخدام»، والتحديات التي يواجهها في تقديم عروضه الكوميدية المختلفة، مشيراً إلى أن أبرز هذه التحديات يتمثل في تناول الموضوعات التي تصنف ضمن المحرمات المجتمعية، أو ما يعرف باسم «التابوهات» غير المقبولة اجتماعياً.

وفي جلسة بودكاست تفاعلية مباشرة تحت عنوان «يا مسافر وحدك.. يا بختك»، استعرض كل من ريم نبيل، وبولا صاموئيل، مقدمي بودكاست «كبرني»، تجربة السفر والمواقف الكوميدية المختلفة التي يتعرض لها المسافر عندما يكون برفقة صديق بسبب اختلاف الطباع والعادات والتقاليد. وشهدت الجلسة نقاشاً تفاعلياً مفتوحاً تباينت فيه آراء الحاضرين حول «هل السفر وحيداً يعتبر فكرة جيدة؟».

وشارك كل من رمزي تسدل، المدير التنفيذي في شركة «صوت»، وروثي قادان، مدير الاستراتيجية والعمليات في «سبوتفاي» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وشيراغ ديساي، المدير التنفيذي في شركة «آميا»، وهبة حسن، مدير الاتصال المرئي في كلية هندسة الصوت «SAE»، في جلسة أدارت النقاش فيها نهيلة مقدم، مقدمة بودكاست «نو توكس» حول اتجاهات البودكاست وعلاقتها باهتمامات الجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في ضوء التطور العالمي لصناعة المحتوى الصوتي.

تحديات إنتاج

واستضافت جلسة حملت عنوان «خلف كواليس البودكاست» كلاً من عبدالله الثامر، الشريك المؤسس لشركة «غمزة» ومنتج بودكاست «أريكة»، وأيمن الحمادي، منتج بودكاست «فنجان»، ومنيرة الشريفي، منتجة بودكاست «بدون ورق»، وميديا عزوري، منتجة بودكاست «سردة بعد العشاء»، وإسلام عادل، المدير التنفيذي لشركة ذا بوتكاست برودكشن، وأدارها نور الدين اليوسف، مقدم بودكاست «مع نور الدين».

وأكد المشاركون في الجلسة بحضور صناع البودكاست والمحترفين من شركات وبرامج عالمية معنية بتبادل الخبرات وتنمية المهارات أن صناعة البودكاست صناعة لها مقامها وأصولها في نمو سوق صاعد بقوة في منطقة الشرق الأوسط.

كما أكد المتحدثون في الجلسة ضرورة تحويل الخبرات العامة إلى إبداعات متخصصة في المنطقة، والعمل على إلهام الشباب للتعلم من النجاحات والإخفاقات لبناء مسيرة لافتة مع الحفاظ على الثقافة العربية، معربين عن تفاؤلهم بتوسع القطاع تدريجياً بناء على تطوير البيانات وبالاعتماد على وجود كفاءات عربية قادرة على تحقيق المنافسة عالمياً في قطاع البودكاست.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :