3 مشاريع فضائية نوعية للإمارات قيد الإنجاز خلال الفترة المقبلة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 4 أغسطس 2024 11:54 مساءً - يعمل مركز محمد بن راشد للفضاء حالياً على تنفيذ 3 مشاريع رئيسية نوعية على مستوى المنطقة والإقليم، وهي القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، ومهمة بناء المستكشف «راشد2»، ومشروع «بوابة الإمارات» في المحطة القمرية، وتأتي هذه المشاريع إلى جانب مجموعة من المشاريع الصغيرة والدراسات وبرامج التدريب، التي يعمل المركز على تنفيذها، بالتعاون مع جهات مختلفة ضمن الخطة الاستراتيجية لبرنامج الإمارات الوطني للفضاء، واستراتيجية الدولة في قطاع الفضاء، بهدف تعزيز مساهماته الفاعلة لكافة القطاعات.

Advertisements

نقلة نوعية
وستشكل المشاريع الثلاثة عند اكتمالها إضافة فريدة، ونقلة نوعية في علوم الفضاء، وعلامة فارقة في خدمة البشرية، كما هو حال المشاريع، التي أطلقها المركز منذ تأسيسه، ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة من العام الجاري عن الإعلان عن إطلاق القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، وتفاصيل جديدة حول بناء المستكشف «راشد2»، وذلك بحسب ما أشار له مركز محمد بن راشد للفضاء في وقت سابق من العام الجاري.

ويعتبر إطلاق القمر الاصطناعي «MBZ-SAT» الحدث الأبرز في العام الجاري، إذ يعد ثاني الأقمار الصناعية التي يتم تطويرها وبناؤها بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد «خليفة سات»، وسيوفر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تطور تقنياته الكبيرة، خاصة أنه يعد أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم.

فحوص تقنية
ويتميز مشروع القمر «MBZ-Sat»، الذي يعد رابع قمر اصطناعي لرصد الأرض، بتوفير البيانات بدقة وسرعة عالية للمستفيدين، الذين سيكون بمقدورهم، وللمرة الأولى تقديم طلبات الجهات المعنية للحصول على الصور، التي يريدونها بشكل آلي ومؤتمت، ومن ثم الحصول عليها بشكل مباشر وسريع، وعلى مدار الساعة، ودون التواصل مع أشخاص.

ومن المتوقع الإعلان عن الانتهاء من تجميع القمر بالكامل ونقله لإجراء الفحوص التقنية النهائية قبل عملية الإطلاق على متن صاروخ سبيس إكس «فالكون 9» في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة المقبلة، كما سيقوم المركز بالتنسيق مع الشركاء لإطلاق القمر «MBZ-SAT»، خلال الفترة المقبلة من العام الجاري، لتحديد منافذ الإطلاق والتواقيت والظروف المناسبة، التي تساعد على نجاح العملية، ومن المتوقع أن تصل مدة عمل القمر الاصطناعي في المدار إلى 8 سنوات.

%100
ويتميز القمر الاصطناعي «MBZ-Sat» أنه جرى تطويره بالكامل على أرض الدولة، وتصميمه وتصنيعه في المركز بمنطقة الخوانيج في دبي، ما يجعله صناعة وطنية 100%، فضلاً عن مساهمة القطاع الخاص الإماراتي، سواء بالمواد الخام من الألمنيوم والكابلات، وغيرها من المواد الأخرى المستخدمة، وجميعها من شركات إماراتية، واستغرق بناؤه نحو 4 سنوات، وسيعمل على تحسين دقة التقاط الصور بأكثر من ضعف المستوى، الذي تقدمه الأنظمة السابقة.

كما سيزيد «MBZ-Sat» من سرعة نقل بيانات الوصلة الهابطة «Downlink Data» بثلاثة أضعاف السعة الحالية، وسيتمكن النظام المؤتمت بالكامل لأغراض جدولة ومعالجة الصور من إرسال أكثر من 10 أضعاف الصور، التي ينتجها المركز حالياً، ومن التقنيات المستخدمة في المشروع الدفع النفاث، وهو نظام تأيين الموجهات الكهربائية لتحريك القمر في الفضاء الخارجي، كما طور مهندسو المركز عملية توجيه وتحريك القمر، وتحديد مواقع الصور الفضائية بدقة عالية.

وستتنوع طرق الاستفادة من الصور والبيانات، التي يوفرها القمر الاصطناعي بين استخدامها في مجالات التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، إلى جانب توقع الظواهر الجوية الطبيعية، ومراقبة جودة المياه، إضافة إلى دعم جهود الدولة المبذولة للتصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، والتي تشمل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، بالإضافة لمساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل، وغيرها من الكوارث الطبيعية، وإعادة الإعمار.

المحطة القمرية
أما مشروع إنشاء محطة الفضاء القمرية، الذي أعلنت الدولة انضمامها إلى تطويره، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، فيعد أحد أبرز المشاريع التي يعمل المركز على تنفيذها خلال الفترة المقبلة، إذ سيتولى المركز تطوير وحدة معادلة الضغط «بوابة الإمارات»، ويعكس المشروع الحضور الفاعل والمؤثر عالمياً لدول الإمارات في جميع مجالات علوم الفضاء وتقنياته.

وتعتبر دولة الإمارات عبر مشاركتها في تطوير المحطة القمرية خامس الشركاء في هذا المشروع الواعد، الذي سيكون أهم الإنجازات العالمية في القرن الحادي والعشرين، كونه يمثل إنجازاً وقفزة تاريخية، ضمن إنجازات دولة الإمارات في قطاع الفضاء الخارجي، من خلال الانضمام إلى مشروع بناء محطة الفضاء القمرية، أول محطة قمرية في تاريخ البشرية.وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد، وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول، التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية، ومن المتوقع أن يتم إطلاق أول أجزاء المحطة في عام 2025، في حين من المتوقع إطلاق «بوابة الإمارات» في عام 2030.

وستشهد عملية تطوير وحدة معادلة الضغط 5 مراحل مختلفة، وأولى تلك المراحل هي مرحلة التخطيط، ويتم خلالها تحديد الأهداف والاستراتيجيات، واختيار شركاء المشروع لإنشاء نموذج لغرفة معادلة الضغط، ثم مرحلة التصميم، ويتم خلالها وضع التصاميم والمواصفات التفصيلية لمكونات وحدة معادلة الضغط المراد تجميعها.

عمليات التشغيل
وتشمل المرحلة الثالثة عملية التأهيل، وتتضمن اختيار وتأهيل مكونات وحدة غرفة معادلة الضغط بشكل صارم، لضمان موثوقيتها وسلامتها، أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الإطلاق، وتشمل تجهيز وإطلاق المكونات الفضائية، ودمجها في محطة الفضاء القمرية، ثم مرحلة التشغيل، والتي سيتولى خلالها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية عمليات التشغيل الخاصة بغرفة معادلة الضغط، لمتابعة والتأكد من سلامة وظائفها كجزء مهم من المحطة.

وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في البرنامج، خاصة أنها أول محطة فضاء تدور حول القمر ستوفر المحطة، التي سيتم بناؤها، بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه. كما تسمح المحطة باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات التواصل مع القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ.

وتنبع أهمية المشروع كون المحطة بمثابة نقطة انطلاق للبعثات الفضائية إلى القمر والمريخ، حيث ستوفر منصة للتجميع والتزود بالوقود وإطلاق الرحلات الفضائية طويلة الأمد، الأمر الذي سيعزز استقرار المهام ورفع مستوى كفاءتها، ويضمن وجود المحطة استدامة مهمات رواد الفضاء حول القمر، حيث ستمكن المحطة رواد الفضاء من العيش بكفاءة حول القمر لمدة تصل إلى 90 يوماً، وتسمح هذه الإقامة الطويلة باستكشاف وإجراء تجارب عن سطح القمر بشكل أكثر شمولاً.

المستكشف «راشد2»
ويعد المستكشف «راشد2» من المشاريع النوعية، التي يعمل مركز محمد بن راشد للفضاء على إنجازها خلال الفترة المقبلة، حيث بدء فريق العمل على تنفيذ المستكشف «راشد 2»، ووضع الخطط والخصائص الفنية، وتحديد الشراكات التي ستكون مع جهات مختلفة، سواء في الدولة أو خارجية عالمية، لتحديد الأهداف والأنظمة العلمية، التي سيبنى منها المستكشف. وتكمن أهمية المستكشف أنه ينطلق من أهداف علمية، تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، ودراسة مواقع جديدة لأول مرة على سطح القمر، بالإضافة إلى دراسة وتحليل الغبار، وإجراء اختبارات لدراسة جوانب عدة، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية، وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :