طيف الريسي.. بحارة إماراتية تعشق التحدي والمغامرة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 22 يوليو 2024 01:10 صباحاً - في أعماق البحار وعلى متن سفينة ناقلة للنفط، تقضي البحارة الإماراتية طيف الريسي، طالبة بحرية متدربة، أياماً طويلة في مواجهة التحديات البحرية. وفي هذا العالم الشاسع والمليء بالمخاطر، أثبتت طيف جدارتها في العمل من خلال التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة، لتصبح رمزاً للإصرار والتفاني.

Advertisements

التجارب البحرية لم تكن مجرد اختبارات لطيف، بل دروس حياتية تعلمت منها الكثير، ما عزز مهاراتها وكفاءتها في العمل البحري. كما تتحلى طيف بروح الشجاعة والمثابرة، ما يجعلها تكتب فصلاً جديداً ومشرقاً تضيفه إلى قصتها الملهمة في عالم الملاحة البحرية.

مهنة ممتعة

«حال الخليج» التقت طيف الريسي التي تتدرب لتكون ضابطاً بحرياً للحديث عن إحدى الوظائف التي تحمل الكثير من التحديات والاستمتاع في نفس الوقت، وقالت: يعتبر العمل في المجال البحري مهنة ممتعة ومجزية، حيث يتمتع الضابط البحري بالعديد من المسؤوليات والتحديات، وقد يكون اختياري العمل في المجال البحري مرتبطاً بشغفي بالبحر والملاحة، والرغبة في التحدي والمغامرة، وفرصة للسفر والتعرف على ثقافات مختلفة.

وعن أيامها الاعتيادية على السفينة، قالت: يومي المعتاد على متن السفن يكون مليئاً بالنشاط والتحديات المثيرة، بداية اليوم تكون مبكرة جداً، حيث يتطلب مني الاستعداد للعمل والتأكد من جاهزية السفينة مع الطاقم، ثم أقوم بالقيام بالواجبات المناوبة مثل مراقبة الأمان والملاحة والتواصل مع فريق العمل الآخر. وأكدت أن تحديات العمل على متن السفن تشمل التأقلم مع الحياة البحرية والعمل في بيئة مغلقة ومحدودة المساحة. مع ذلك تستمتع طيف بتجربة العمل على متن السفن وتجد روح الفريق والتعاون بين الزملاء محفزاً لها للعمل والمثابرة.

إجراءات سلامة

وتابعت: التعامل مع الظروف الجوية القاسية والتحديات البيئية، يتطلب الاستعداد والحذر، فعندما تواجه ظروفاً جوية قاسية، يجب عليك ضمان تأمين كل شيء بإحكام وتثبيت الأجزاء الحساسة في السفينة، يجب أيضاً مراقبة الأحوال الجوية باستمرار والتواصل مع مراكز الطقس لمعرفة أي تغييرات قد تؤثر على السفينة، وفي حالات الطوارئ، يجب اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة.

وأشارت طيف الريسي، إلى أن عملها على متن السفن يؤثر بشكل كبير على حياتها الشخصية والاجتماعية، حيث يكون لديها جدول عمل غير منتظم وتكون بعيدة عن الأهل والأصدقاء لفترات طويلة، إضافة إلى صعوبة المشاركة في المناسبات الاجتماعية بسبب التزامات العمل.

وأردفت: أحاول دائماً إدارة التوازن بين العمل والحياة الشخصية لأنهما مكملان لبعضهما إذا فقد الشخص حياته الشخصية لن يستطيع أن يقدم أفضل ما عنده في مجال عمله، لذلك أحجز وقتاً لي بعيداً عن العمل، وأستغل هذا الوقت لممارسة الهوايات وأحاول البقاء على اتصال مع الأهل والأصدقاء عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على الروابط الاجتماعية.

إبداع وإنجاز

وتحدثت عن تحديات عملها في هذا المجال، وقالت: لا شك أنني أواجه بعض التحديات، فعدم تأقلم الرجال بعد على وجود المرأة في هذا القطاع قد يشكل تحدياً أيضاً، كما أن أحد التحديات هو عدم الثقة في قدراتنا بإنجاز بعض المهام الصعبة جداً، لكن دائماً أثبت جدارتي في أي مهمة توكل إلي.

واستطردت: نجحت في إثبات جدارتي ومقدرتي ليس فقط في مجال العمل البحري، بل والإبداع فيه وإنجاز المهام على أكمل وجه، ولا أنكر في هذا الصدد الدعم الذي حظيت به من زملائي الرجال، وسأثابر وأعمل بجد لكسب ثقة الجميع وإثبات قدراتي المهنية في هذا القطاع.

تحدٍ ومغامرة

وتنصح طيف الشباب بدخول المجال البحري فهو مجال واسع وجميل حسب رأيها، ويحتاج شباباً يتحلى بروح التحدي والمغامرة قادراً على التعايش والتغلب على العقبات التي يمكن أن تواجهه وفي أتم الاستعداد للتحمل البدني والعقلي الذي يتطلبه هذا المجال، لأن هناك في آخر النفق سيشع وهج البحار عند الوصول للهدف.

وعن أكثر المواقف المؤثرة وهي على متن السفينة، قالت طيف: الحياة محدودة مغلقة ربما نفتقد فيها الرفاهية التي اعتدنا عليها في المدن وكل الأمور التي كانت بحوزتنا ولم نشعر بقيمتها، وهنا نلتمس النعم التي كانت لدينا طوال الوقت ولم نشعر بقيمتها ونصبح في هذه المرحلة نعظم النعم الصغيرة والكبيرة ونستشعرها بكل التفاصيل ونحمد الله عليها.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :