الارشيف / حال الإمارات

13 توصية لقمة «الطوارئ» ترسم خارطة طريق التعامل مع الأزمات

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 11 مايو 2023 01:20 صباحاً - تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، اختتمت أمس فعاليات قمة إدارة الطوارئ والأزمات – أبوظبي 2023 والتي نظمتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في أبوظبي.

وشارك في القمة أكثر من 20 مسؤولاً وخبيراً وأكاديمياً ومبتكراً ومشاركاً من داخل دولة الإمارات وخارجها يمثلون الهيئات الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في العالم والمنظمات الإقليمية والعالمية المعنية بالطوارئ والأزمات والخبراء والمختصين والجامعات والمعاهد المتخصصة في دولة الإمارات ودول الخليج العربي والمنطقة والعالم.

توصيات

وتضمنت القمة 13 توصية لخصها فريق من الخبراء والمختصين في اللجنة العلمية للقمة وتم استعراضها على الحضور في ختام القمة، حيث شملت أبرز الأفكار التي رسمت خريطة الطريق لمسار القمة في نسخها القادمة.

وشملت التوصيات، الأهمية الفائقة إلى التخطيط لعمليات التصدي لحالات الطوارئ، وتعزيز التعاون والتناغم بين كافة أطراف منظومة الطوارئ والأزمات ولاسيما المجتمع المدني، وضع التعليم والتدريب أساساً للارتقاء بأداء مؤسسات الطوارئ والأزمات، تطوير معايير دولية كفوءة لحوكمة إدارة الطوارئ والأزمات.

وركزت التوصيات على أهمية استمرار التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول والمنظمات الداعمة لمؤسسات الطوارئ والأزمات المحلية، إرساء الثقة في تبادل المعلومات والخبرات بين المنظمات الدولية ودول وأقاليم العالم المختلفة، توظيف التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في منظومة إدارة الطوارئ والأزمات الوطنية، مواجهة الجيل الجديد من المخاطر المدفوعة بالظروف الاقتصادية من خلال الاعتماد على دراسات وبحوث لرفع الاستعداد.

وأشارت التوصيات إلى أهمية بلورة نهج واضح لاستشراف المستقبل وتحديد المخاطر والأزمات وتقييمها ووضع سيناريوهات مختلفة للتعامل معها، رفع المستوى الثقافي لأفراد المجتمع لعكس وعيه وتعزيز مناعة المجتمع ضد الأخطار، بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة يدعو لتعزيز جهود العمل المناخي الدولي.

وفي ظل مواجهة التحديات المناخية العالمية فإن القمة تدعو إلى الاستثمار في المرونة والتكيف المناخي في المدن لتقليل الأثر الاقتصادي للأزمات المستقبلية الناجمة عن تغير المناخ، وأخيراً فإن القمة أكدت في آخر توصية لها بأن إدارة الطوارئ والأزمات علمٌ وفن معاً، ويجب إدخال المساقات المتعلقة بالمنطق والفلسفة والعلوم الإنسانية الأخرى في إعداد جيل المستقبل بمجال إدارة الطوارئ والأزمات.

كلمات

وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي في كلمتها الرئيسية: «إننا نرى كيف يمكن أن يتأثر العالم ككل بتداعيات الأزمات التي تحدث، لا سيما تلك المفاجئة والتي لسنا مستعدين لها..

ولكن هذا بالتحديد ما يفرّض علينا بذل المزيد من الجهود وبناء جسور الحوار والبحث والتعلم لتطوير تقنيات ومعدات وأفكار تعمل كآليات دفاع محكمة تحصِّن الكوكب في المستقبل من العديد من المخاطر.. في قمة إدارة الطوارئ والأزمات نحن أمام واحد من أفضل نماذج العمل التعاوني لأنه عملٌ لا ينظر للحاضر فحسب بل للمستقبل بشكل خاص ويشير إلى تقدم هام في طرق التفكير بالانتقال إلى كيفية منع الخطر كلياً أو جزئياً بدلاً عن التفكير بمواجهة تداعياته فقط». وأضافت الشيخة شما:

«إن التغير المناخي بالطبع هو واحد من أهم المخاطر التي تهدد الكوكب كله وتؤثر على كافة قطاعات ومفاصل الحياة..

وفي الحقيقة يمكن القول إنه لولا العمل التعاوني والإجماع العالمي على ضرورة اتخاذ إجراءات في هذا المجال وتبادل الخبرات ودعم المشاريع والتقنيات التكنولوجية كما يحدث الآن خلال هذه القمة.. لما كنا استطعنا أن نقطع أشواطاً مهمة على هذا الصعيد، وأعتقد أن الاستمرار على هذا النهج سيوصلنا بلا شك إلى ما نتطلع له في العمل المناخي».

تعقيب

وقدم معالي علي سعيد النيادي رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الشكر والعرفان إلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على حرصهم لرفعة البلاد والاهتمام الذي توليه القيادة بالتنمية البشرية والاهتمام بالأمن والسلام الإنساني.

كما تقدم بخالص الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، على رعايته الكريمة لهذه القمة، موضحاً أن توصيات القمة هي نتاج مقترحات وأفكار المشاركين بشأن أبرز الممارسات والتجارب العالمية في الطوارئ، وتعكس مدى التجاوب الإيجابي في تبادل الآراء وتعزيز جهود منظومة العمل الدولي في مجال الطوارئ.

وأضاف معالي علي النيادي إن تنظيم القمة يأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة في الدولة، حيث أولت «الهيئة» اهتماماً فائقاً بعقد اللقاءات الدولية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على أرض الإمارات بهدف الاستفادة القصوى من التجارب والخبرات والتقنيات العالمية التي تسهم في تعزيز دورها وقدراتها في مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث.

وأكد معالي علي النيادي أن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بفضل دعم القيادة الحكيمة باتت تشكل علامة مضيئة وصرحاً رائداً في مسيرة البناء والتطوير التي تشهدها الدولة مما جعلها حاضرة بقوة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وأصبحت الهيئة اليوم رائدة في مجال حماية مكتسبات الوطن من خلال منظومة وطنية متكاملة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

فيما ذكر مقصود كروز رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في كلمته الرئيسية في القمة بأن الإنسان هو المركز الرئيسي للاهتمام عند إدارة الطوارئ والأزمات، منوهاً بأن الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان هي المؤسسة الأولى من نوعها في الدولة إذ تعمل وفق مبادئ باريس، وتعتمد 6 لجان دائمة تعمل على تحقيق أهداف الهيئة لتغطية كافة الجوانب الحقوقية، سعياً في تعزيز المسيرة الحقوقية بالدولة التي تضع الإنسان وحقوقه واستقراره وتنميته رأساً على أولوياتها.

كما ذكر مقصود كروز خلال كلمته بأنه يجب ألا يكون مفهوم حقوق الإنسان مقتصراً على الأزمات بل أن حق التنمية هو من الحقوق التي وجب تعزيزها قبل وقوع الأزمة، بما فيها حماية الأسر وكبار السن والأطفال وأصحاب الهمم وكافة أفراد المجتمع بأطيافهم المختلفة.

من جانبه، قال عبيد راشد الحصان الشامسي - نائب رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: «نواجه اليوم تحديات عديدة تحتم علينا أن ندرس البيئة الاستراتيجية بصورة مستمرة من حولنا للمحافظة على الأمن الوطني والعالمي.

الواقع أن من أساسيات استشراف المخاطر المستقبلية أن يتم تطبيق أفضل المعايير والممارسات العالمية للتعامل مع الأزمات للخروج منها بأقل قدر ممكن من الأضرار والتداعيات، وذلك من خلال دعم الوزارات والهيئات بإنشاء عدد من مراكز العمليات المتطورة بالموارد والقدرات بالموارد والأنظمة الأكثر تطوراً، وذلك لضمان الجاهزية والاستعداد، بالإضافة إلى أن التفكير الإبداعي يحتل مرتبة متقدمة للتعامل مع هذه الظروف، ويحتاج إلى توعية وإرشادات تصل إلى كافة فئات المجتمع».

وقال الدكتور سيف الظاهري مدير مركز العمليات الوطني في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: «أصبح الاستشراف في مستقبل الطوارئ والأزمات حاجة ملحة للحكومات لاستكشاف الخبايا المستقبلية وتشمل عوامل عدم اليقين والغموض لعالم أكثر جاهزية لمستقبل مستقر ومزدهر، موضحاً أن دولة الإمارات بادرت بتشكيل فريق وطني معني باستشراف مستقبل الطوارئ والأزمات مدعوما بتحليلات للتوجهات المستقبلية والناشئة في مجالات البيئة، والصحة، والاقتصاد، والمجتمع حيث إن الدور القادم للحكومات أن تواكب هذا النهج».

وقال د. سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي: أصبح استشراف مستقبل الأزمات والكوارث من أعلى الأولويات في استراتيجيات الحكومات في دول العالم وذلك لضمان الجاهزية والاستعداد لمواجهة هذه الأزمات والكوارث، ونحن في دولة الإمارات، وبفضل فكر القيادة الرشيدة، حققنا ريادة عالمية في الفكر الاستشرافي الاستراتيجي.

وأضاف الظاهري إن هذه القمة تركز في إحدى جلساتها التي يسعدني المشاركة فيها على استشراف مستقبل الطوارئ والأزمات والجيل القادم من المخاطر، لضمان التخطيط أو الاستعداد المسبق لمواجهة المخاطر المستقبلية سواء كانت طبيعية أم مفتعلة حيث إن مشاركتي في هذه الجلسة يأتي تحت إطار التعاون والعمل المشترك بين مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي مع قسم المواد الخطرة في الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث في عمل دراسات مستقبلية لاستشراف الجيل القادم من المخاطر.

علي المري: تمكين قادة المستقبل استعداداً لكل السيناريوهات

قال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن الجلسة التي يشارك بها تحت عنوان «منظومة بناء القيادات الوطنية في إدارة الطوارئ والأزمات»، التي تندرج تحت محور «إعداد الجيل القادم من القيادات لمواجهة الطوارئ والأزمات»، تسلط الضوء على أهمية دور القيادات والمسؤولين في إعداد وتأهيل وتمكين قادة المستقبل في إدارة الطوارئ، وهو ما يؤدي إلى الاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة والعمل وفق ذلك بمنهجية واستراتيجيات واضحة ومتخصصة.

كما قال الدكتور تشاريلاوس ميرتزانيس، أستاذ الاقتصاد المالي في جامعة أبوظبي، إن إدارة المخاطر الوبائية عنصر مهم للحفاظ على الاستقرار المالي لأن تفشي الأمراض المعدية يمكن أن يكون له عواقب اقتصادية كبيرة، مضيفاً إنه مع تفشي مرض ما بسرعة، يمكن أن يتسبب في انقطاع سلاسل التوريد ومنع السفر والتجارة، مما يؤدي إلى انخفاض النشاط الاقتصادي وخسائر مالية محتملة.

واشتملت فعاليات اليوم الثاني من القمة على جلسات نقاشية عدة تناولت الجلسة الأولى التي حملت عنوان «استشراف مستقبل الطوارئ والأزمات والجيل القادم من المخاطر والأزمات»، رفع الجاهزية للأزمات غير المتوقعة، كما سلطت جلسة الضوء على إعداد الجيل القادم من القيادات لمواجهة الطوارئ والأزمات وحملت عنوان «منظومة بناء القيادات الوطنية في إدارة الطوارئ والأزمات».

 

 

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا