الارشيف / حال الإمارات

محمد بن زايد: الإمارات ستظل داعماً أساسياً للجهود العالمية لمواجهة الأمراض والأوبئة

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 26 أبريل 2023 12:47 صباحاً - أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستظل داعماً أساسياً للجهود العالمية لمواجهة الأمراض والأوبئة. وشدد سموه في تغريدة نشرها أمس عبر حسابه في «تويتر» بمناسبة اليوم العالمي للملاريا، على مواصلة السعي إلى مساعدة المجتمعات المتضررة للتصدي لهذا المرض، ودعم المبادرات النوعية والحلول المبتكرة بالتعاون مع الشركاء للقضاء عليه، حيث دوّن سموه بهذه المناسبة: «بمناسبة اليوم العالمي للملاريا.. نؤكد مواصلة سعينا إلى مساعدة المجتمعات المتضررة للتصدي لهذا المرض، ودعم المبادرات النوعية والحلول المبتكرة بالتعاون مع الشركاء للقضاء عليه.. ستظل الإمارات داعماً أساسياً للجهود العالمية لمواجهة الأمراض والأوبئة».

مسارات

وتحافظ الإمارات على خططها في تطوير استراتيجية التصدي ومنع وفادة الملاريا مع وجود برنامج ذي كفاءة عالية للترصد الوبائي مستندة إلى القانون الاتحادي رقم 14 لسنة 2014 في شأن مكافحة الأمراض السارية وفق اللوائح الصحية الدولية لاكتشاف الحالات الوافدة ومعالجتها، وكذلك تقصي الحشرات ومكافحتها، والتعاون مع الدول المجاورة في هذا المجال.

وطورت الإمارات عيادات المسافرين لتشمل لقاحات الأمراض المعدية المختلفة، والتي يتم صرفها للمواطنين والمقيمين مجاناً في مراكز الطب الوقائي وبعض مراكز مختارة من الرعاية الصحية الأولية، وتوفير التثقيف الصحي والأدوية الوقائية للملاريا إلى المسافرين إلى الدول التي ينتشر فيها مرض الملاريا.

ومنذ أن تخلصت دولة الإمارات العربية المتحدة نهائياً من انتقال مرض الملاريا محلياً داخل أراضيها في عام 1997 وحصولها على إشهاد منظمة الصحة العالمية بالتخلص النهائي من المرض عام 2007، وجّهت الدولة جهودها لمساعدة الدول الإقليمية والدولية المتضررة من تداعيات المرض، وذلك عبر 3 مسارات رئيسية أولها: تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لتحسين نوعية الحياة وتوفير المياه الصالحة للشرب وتقديم العلاج للسكان المتضررين حول العالم، والثاني: العمل على خفض تداعيات التغيّر المناخي لقطع الطريق أمام انتشار الملاريا، والمسار الثالث: تأسيس صندوق بلوغ الميل الأخير وهو عبارة عن صندوق مدته 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار، تم إطلاقه في عام 2017 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسة إلما، للقضاء على أكثر 5 أمراض مدارية مهملة حول العالم وهي: الملاريا وشلل الأطفال ودودة غينيا والعمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي، وإجراء البحوث المبتكرة حول هذه الأمراض.

وأكد هذا التوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالقول: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة ماضية في حضورها الإقليمي والعالمي الداعم للجهود الإنسانية والتنموية والصحية للدول والمجتمعات المحتاجة، وإن إطلاق هذا الصندوق يأتي في هذا الإطار ويتكامل مع الجهود الدولية الرامية إلى تخليص العالم من اثنين من الأمراض الفتاكة والتي يمكن الوقاية منها».

وأخيراً في مطلع يناير الماضي، أعلنت مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، ومنظمة «ملاريا نو مور» توسيع مبادرتهما المعنية بالمناخ والصحة العالمية «التنبؤ بمستقبل صحي»، من خلال دعمها بمنحة جديدة لمدة 3 سنوات بمبلغ 5 ملايين دولار، وفي عام 2020 قامت مبادرة «بلوغ الميل الأخير» بتشكيل لجنة خبراء هندية متعددة التخصصات تعنى بالعلاقة بين الظروف المناخية والملاريا، بهدف دراسة الحلول القائمة على المناخ وتعزيزها لتسريع القضاء على الملاريا في الهند وحصلت على دعم قدره 1.5 مليون دولار.

وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الدولي، أحد أبرز الداعمين للجهود الرامية للحد من حالات حدوث الملاريا حول العالم بنسبة 90% على الأقل بحلول عام 2030، وذلك وفقاً لمخرجات الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا التي أعدتها منظمة الصحة العالمية.

وقد كرست الإمارات خبراتها وعطاءها للحد من انتشار مرض الملاريا ومساعدة العديد من البلدان على التصدي له، فيما أشادت المنظمات الصحية الدولية بالدعم الإماراتي في محاربة الملاريا، حيث لم تتوان عن تقديم العون والدعم في هذه القضية الإنسانية العالمية، وقدمت دعماً مالياً سخياً على مدى سنوات طويلة.

وأشار تقرير الملاريا الأخير إلى أن عدد حالات الإصابة بالمرض خلال العام 2021 بلغ 247 مليون حالة على نطاق العالم، فيما بلغ العدد التقديري لحالات الوفاة الناجمة عن الملاريا 619 ألف حالة وفاة في عام 2021، ويتحمّل الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة جزءاً كبيراً وغير متناسب من عبء الملاريا العالمي. وقد سجل في هذا الإقليم في العام نفسه ما نسبته 95 % من حالات الإصابة بالملاريا و96 % من الوفيات الناجمة عنها. ومثّل الأطفال دون سن الخامسة نحو 80 % من مجموع الوفيات الناجمة عن الملاريا في الإقليم الأفريقي.

آلية

وتنتقل الملاريا أساساً إلى البشر عن طريق لدغات بعض أنواع أنثى بعوض الأنوفليس الحاملة للعدوى، وقد تنتقل أيضاً عن طريق نقل الدم واستخدام الإبر الملوثة، وقد تكون أول أعراض المرض خفيفة ومماثلة لأعراض عدة أمراض حمى ويصعب عزوها إلى الملاريا، وإن لم تعالج الملاريا التي تسببها المتصورة المنجلية فيمكن أن تتحول إلى اعتلال وخيم وتسبب الوفاة في غضون 24 ساعة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية يوجد 5 أنواع من الطفيليات من فصيلة المتصوّرات التي تسبّب الملاريا لدى الإنسان منها نوعان يشكلان الخطر الأكبر وهما: المتصوّرة المنجلية والمتصوّرة النشيطة، والمتصورة المنجلية هي نوع الطفيليات المسببة للملاريا الأشد فتكاً والأكثر انتشاراً في القارة الأفريقية، وأما المتصورة النشيطة فهي نوع الطفيليات المسببة للملاريا السائدة في معظم البلدان الواقعة خارج أفريقيا.

وتتسبب الملاريا في حدوث خسائر تبلغ قيمتها، في المتوسط، 1.3% من النمو الاقتصادي السنوي في البلدان التي ترتفع فيها نسبة سراية المرض، وتبقي الملاريا الأسر والمجتمعات المحلية في حلقة مفرغة من الفقر، إذ يصيب هذا المرض الفئات المحرومة والفقيرة التي لا يمكنها تحمّل تكاليف العلاج أو الفئات التي لا تستفيد من خدمات الرعاية الصحية إلا بشكل محدود.

وتؤكد المنظمة الدولية أن سوء استخدام الأدوية المضادة للملاريا في القرن الماضي أسهم في استفحال ظاهرة مقاومة الطفيلي المسبب للمرض لأدوية مثل الكلوروكين مما أدى إلى ارتفاع مستويات المرض والوفاة.

مكانة

أكد الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة اليوم العالمي للملاريا، تعكس حرص قيادتنا الرشيدة على ترسيخ مكانة الدولة ودورها المحوري كداعم أساسي لكل الجهود المبذولة في مكافحة مختلف الأمراض والأوبئة، انطلاقاً من النهج الإماراتي الأصيل الذي يدرك تماماً أهمية تكاتف الجهود لتعزيز الواقع الصحي في مختلف المجتمعات حول العالم.

وأوضح السركال أن الإمارات كانت دوماً سبّاقة ومبادرة إلى بذل الجهود وشحذ الهمم لمكافحة الأمراض والأوبئة، ومد يد العون وتقديم المساعدات والدعم في مختلف المجالات الاجتماعية والصحية وغيرهما، مشيراً إلى أن القيادة الرشيدة أرست قواعد راسخة في مسيرتها الزاخرة بالإنجازات النوعية، خصوصاً في القطاع الصحي، إذ لم تألُ جهداً في توفير كل الإمكانات والأدوات اللازمة لتقديم أفضل الممارسات الصحية التي تأتي في مقدمتها الخدمات الوقائية والعلاجية التي تعتبر درعاً واقياً للمجتمعات من الأمراض الشائعة كالملاريا.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا