ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 01:14 صباحاً - شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، افتتاح فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي الذي ينظِّمه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر.
حضر افتتاح المنتدى عدد من رؤساء الدول والحكومات الصديقة، أبرزهم خوسيه راموس هورتا، رئيس جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، وفور غناسينغبي، رئيس جمهورية توغو، وأكيلبيك جباروف، رئيس مجلس وزراء جمهورية قيرغيزستان، ومانوا سيرو كاميكاميكا، نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في جمهورية فيجي، وجاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، والدكتورة شيرين شارمين تشودري، رئيسة برلمان بنغلاديش.
وأكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، أن استضافة دولة الإمارات لمنتدى الاستثمار العالمي للمرة الأولى يعكس جهود الدولة ودورها المحوري في تعزيز الاقتصاد العالمي من خلال دعم جهود تسهيل حركة التجارة العالمية والاستثمار وتهيئة الظروف لخلق بيئة داعمة لقطاع المال والأعمال، كما يؤكِّد استضافة هذا المنتدى التزام الدولة بتعزيز الابتكار وتبنّي معايير الاستدامة ودعم الشراكة الدولية مع مختلف الجهات المعنية بالاستثمار في جميع أنحاء العالم.
وأشار سموه إلى أهمية ودور المنتدى، باعتباره منصة لمناقشة التحديات القائمة وسُبل مواجهتها مع ضمان تحقيق مستقبل مستدام يقوم على رؤية مشتركة تدفع عجلة التنمية والتقدُّم في كل دول العالم من خلال توجيه الاستثمار نحو المشاريع المستدامة في القطاعات الأكثر حيوية مثل الطاقة المتجددة وقطاع الرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية الذكية وابتكار الحلول التقنية المتطورة للتحديات التي تواجه البلدان النامية من أجل بناء اقتصاد عالمي قائم على المعرفة.
وتبادل سموه الأحاديث مع نخبة من المسؤولين الحكوميين وصنّاع القرار وقادة الأعمال والمستثمرين وممثّلي المؤسَّسات والشركات المحلية والعالمية، حيث اطّلع سموه على آخر تطورات واقع الاستثمار العالمي واتجاهاته، مشيراً سموه في هذا الصدد إلى ما تحظى به دولة الإمارات من إمكانات وفرص استثمارية، إلى جانب عدد من المبادرات المهمة التي تعزِّز التنمية المستدامة، ومنها مبادرة «اصنع في الإمارات».
حوار إيجابي
من جانبه، أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية دلالات استضافة إمارة أبوظبي منتدى الاستثمار العالمي للمرة الأولى وبمشاركة ممثلي 160 دولة، إذ تعكس هذه الاستضافة وحجم المشاركة المدى المتقدم لثقة المجتمع الدولي في قدرة دولة الإمارات على تهيئة كافة الظروف الداعمة لحوار إيجابي هدفه دفع مسيرة التعاون الاقتصادي على الصعيد العالمي من أجل توحيد الرؤى والجهود نحو إيجاد سياسات واستراتيجيات أكثر فاعلية لتخطي تحديات الاستثمار العابرة للحدود، وضمان كافة الممكنات اللازمة لتعزيز حركة الاستثمار العالمية، وبناء شراكات جديدة وتعزيز القائم منها، بما يخدم مستقبل التنمية الاقتصادية برؤية مستشرفة للمستقبل، تستلهم طموحات الشعوب وتحقق ما تصبو إليه من تقدم اقتصادي وما يتبعه من بلوغ مستويات أعلى من الازدهار والرخاء لمختلف المجتمعات حول العالم.
ونوّه سموه بقيمة الحدث في اكتشاف مسارات جديدة للتعاون وترسيخ دعائم جسور الثقة ومضافرة الجهود من أجل إيجاد ضمانات جديدة تكفل تعظيم الفرص للجميع، لاسيما الاقتصادات النامية لمنحها مساحة أرحب في تنمية عادلة يتم من خلالها التركيز على الاهتمام بالمجالات الحيوية التي يخدمها الاقتصاد القائم على المعرفة، والذي حققت دولة الإمارات تقدماً واضحاً في ترسيخ أسسه، وبناء نموذج تنموي استقطب تقدير العالم لما أثمره من إنجازات نوعية عززت تنافسيتها ضمن مختلف المؤشرات الاقتصادية العالمية.
واقع الاستثمار العالمي وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم: «استضافة الدولة للمنتدى تعكس ثقة المجتمع الدولي في الإمارات وقدرتها على تهيئة الظروف الداعمة لمسيرة التعاون الاقتصادي العالمي بما يوحّد الجهود لتخطي تحديات الاستثمار العابرة للحدود، وتعزيز حركة الاستثمار العالمية، وبناء شراكات جديدة وتعزيز القائم منها، بما يخدم مستقبل التنمية الاقتصادية برؤية مستشرفة للمستقبل».
وأوضح سموه، عبر رؤية القيادة الرشيدة وبالتعاون مع شراكاتنا الدولية نسعى لتحقيق تقدم اقتصادي عالمي نبلغ معه مستويات أعلى من الازدهار والرخاء لمختلف المجتمعات حول العالم.
وأجرى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان جولة تفقدية في المعرض المصاحب للمنتدى برفقة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، ورؤساء الدول والحكومات المشاركة.
كما رافق سمو ولي عهد أبوظبي خلال الجولة معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وأحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي.
7000 مسؤول من 160 دولة
ويوفِّر المنتدى، الذي ينظَّم هذا العام تحت شعار «الاستثمار في التنمية المستدامة»، الفرصةَ لأكثر من 7,000 من المسؤولين الحكوميين وصنّاع القرار وقادة الأعمال والمستثمرين من 160 دولة، لبحث عدد من القضايا المهمة، ومنها العمل المناخي والطاقة النظيفة والرعاية الصحية والأمن الغذائي.
فرص استثمارية
وأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية على الدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات على الساحة الاستثمارية العالمية. وقال إن العالم يتغير بسرعة غير مسبوقة، ونحن نواجه تحديات وفرص استثمارية جديدة تظهر يومياً. وفي هذا السياق، تواصل الإمارات ريادتها، من خلال تحقيق إنجازات متوالية في المجالات كافة.
ونحن نفخر بأننا تمكنا من تحقيق التحول الرقمي، ووضع الأسس لاقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، متجاوزين بذلك الاعتماد على قطاعي النفط والغاز، وبما يحقق المستهدفات الوطنية المتعلقة بالتنويع الاقتصادي، وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي.
استقطاب مستثمرين
وقال أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي: «إن دولة الإمارات نجحت في استقطاب مستثمرين من مختلف أنحاء العالم، إذ قام مستثمرون من أكثر من 170 دولة حول العالم باختيار الإمارات لإطلاق استثماراتهم من أجل تحقيق النمو والتوسع والازدهار خلال الـ10 سنوات الماضية، الأمر الذي يؤكد ثقة مجتمع الاستثمار العالمي في متانة الأسس الاقتصادية لدولة الإمارات، والنظرة الإيجابية لمستقبلها».
وأضاف: «رسخت الإمارات مكانتها ضمن أبرز المستثمرين العالميين وأكثرهم نشاطاً، حيث تسهم في تحقيق النمو عبر الاستثمارات الإماراتية في 122 دولة، والتي شملت 35 قطاعاً متنوعاً خلال السنوات الـ5 الماضية فقط.
وتأكيداً على التزامنا بالاستدامة، فقد بلغت قيمة استثمارات الإمارات الخارجية في مجال الطاقة المتجددة نحو165.6 مليار درهم. وخلال العام الماضي (2022) فقط، خُصصت نحو 132.5 مليار درهم من الاستثمارات الإماراتية في الخارج لمشاريع الطاقة المتجددة».
وأوضح أن «الإمارات من أوائل الدول التي التزمت بتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، وفي الوقت الذي نستعد فيه لاستضافة «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ - كوب 28»، نجدد التأكيد على الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة في هذا المجال، من أجل إيجاد الحلول لتحديات الطاقة والمناخ التي تواجهنا».
نقطة تحول
وأكد ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر التجارة والتنمية (أونكتاد) في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية أن المنتدى منصة عالمية يلتقي فيها قادة الحكومات والشركات والخبراء وأصحاب المصلحة لمعالجة قضايا حاسمة تشمل الاستثمار في التنمية المستدامة.
شهادة الاستدامة
ونظمت جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين خلال فعاليات اليوم الأول ندوة تطوير معايير إعداد التقارير عن استدامة القطاع العام للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية.
وقال مالك سري الدين المدير الإقليمي للشراكات جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين - لـ«حال الخليج»، إنّ الجمعية سوف تطلق خلال مؤتمر الأطراف (COP 28) في دبي شهادة الاستدامة وبرنامجاً خاصاً للعاملين بالإدارة المالية والمحاسبين حول العالم، بهدف تطوير مهارات العاملين بالإدارات المالية الحكومية.
وأوضح أنه تم تعريب الشهادة لتكون الشهادة الوحيدة باللغة العربية على مستوى العالم بهدف مساعدة الحكومات العربية والعاملين بالقطاع العام وكذلك المهتمين بقضايا التغير المناخي، والاستدامة.
تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز