ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 24 يونيو 2025 12:35 صباحاً - صقر غباش:
ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات بالمنطقة وضمان الازدهار والعدالة
الدعوة إلى وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والتوصل إلى تهدئة في غزة
روبيرتا ميتسولا:
الإمارات تلعب دوراً محورياً في تعزيز الأمن بالمنطقة وجهودها متواصلة لترسيخ قيم السلام والتعاون
نواصل دعوات وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية
أكد معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، موقف الإمارات وقلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة، ومن استهداف المنشآت النووية الإيرانية، لما لذلك من تداعيات خطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة من عدم الاستقرار.
وشدد على موقفها الثابت بضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات وضمان مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة، مضيفاً بأن الحكمة والمسؤولية في هذه الظروف تقتضيان الانخراط الجاد في معالجة القضايا المزمنة في المنطقة عبر التفاوض.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الخاصة للمجلس الوطني الاتحادي التي عقدها، أمس، مع معالي روبيرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، والوزراء وكبار المسؤولين، وسفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى الدولة.
وقال معاليه: «إن المجلس والبرلمان الأوروبي يشتركان في قيم ومبادئ تضع السلام وكرامة الإنسان وحقوقه في صدارة الأولويات، مشدداً على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقه المشروع في إقامة دولته، وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادئ القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية».
وأضاف: «ما نشهده اليوم من تدهور إنساني مأساوي في قطاع غزة يدعونا جميعاً إلى تعزيز صوت الحكمة، والدعوة إلى وقف التصعيد، وضمان حماية المدنيين، والتوصل إلى تهدئة تفضي إلى حل سياسي يعيد الأمل بالأمن والسلام للشعب الفلسطيني».
حضور
وكانت الجلسة قد استهلت بكلمة ترحيبية لمعالي صقر غباش، رحب فيها بمعالي روبيرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، والوفد المرافق لها في هذه الجلسة، وبمعالي عبدالله بن سلطان النعيمي، وزير العدل، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية، ومعالي أحمد الصايغ، وزير دولة، ومعالي لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وعمر عبيد الحصان الشامسي، وكيل وزارة الخارجية، وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، وبرجال الأعمال الأوروبيين الذين اختاروا دولة الإمارات لإقامة شركاتهم ومشاريعهم، وبالسادة الحضور من أكاديمية أنور قرقاش، وبممثلي مجلس الإمارات للشباب، وأعضاء برلمان الطفل الذين حضروا الجلسة.
وقال معالي صقر غباش: الزيارة تأكيد وترسيخ لمسار أرحب من التعاون البرلماني بين المجلس الوطني الاتحادي وبين البرلمان الأوروبي، مسار يتجاوز حدود الجغرافيا ليمهد لمبادرات مستقبلية في قضايا يشترك فيها الضمير السياسي والإنساني كقضايا السلام، والتنمية المستدامة، والسلامة المناخية، وحماية المجتمعات من خطاب التطرف والكراهية.
استثمارات
وقالت معالي روبيرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي يعد ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، حيث بلغت الاستثمارات المتبادلة نحو 328 مليار يورو، مؤكدة أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات، تشهد مرحلة جديدة من الشراكة المتجددة، تقوم على ركائز السلام والازدهار والانفتاح على المستقبل.
ولفت إلى أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً في التعايش والتقدم، وبناء شراكات قائمة على الحوار والثقة والمسؤولية المشتركة، مضيفة أن السياحة والتبادل التعليمي والثقافي يمثلان محاور رئيسية في تعزيز الشراكة الثنائية.
وأشارت إلى أن أعداد الطلبة الإماراتيين في الجامعات الأوروبية، شهد خلال العامين الأخيرين زيادة كبيرة في معدلات الطلبة الملتحقين، موضحة في الوقت نفسه، أن الأرقام تشير إلى وجود نحو 28 ألف طالب من دول الاتحاد الأوروبي يدرسون في دولة الإمارات.
زيارة
وأعربت ميتسولا عن سعادتها بزيارة دولة الإمارات، وتقديرها لحفاوة الاستقبال من قبل القيادة الرشيدة وشعب الإمارات، مشيدة بمكانة أبوظبي العالمية وما تمثله من نموذج للتعايش والاستقرار.
وقالت معالي روبيرتا ميتسولا: أقف اليوم أمام المجلس الوطني الاتحادي ممثلة لـ450 مليون مواطن أوروبي، وأحمل معي رسالة أمل وتفاؤل بأن هذه الزيارة ستشكل انطلاقة جديدة نحو تعزيز علاقاتنا الثنائية، وتوسيع آفاق الشراكة بين البرلمان الأوروبي ودولة الإمارات، من خلال الحوار والتعاون البنّاء.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعواته لوقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، ودعم حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة، مشيدة باتفاقيات السلام التي أطلقتها دولة الإمارات، ووصفتها بأنها خطوة شجاعة أحدثت تحولاً تاريخياً نحو السلام.
جلسة مباحثات
من جهة أخرى عقد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، جلسة مباحثات رسمية مع معالي روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، وذلك في مقر المجلس بأبوظبي.
وتم خلال الجلسة بحث سبل تعزيز علاقات التعاون البرلمانية بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان الأوروبي، بما في ذلك التعاون والتنسيق بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، بما يجسد الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين، وحرصهما المشترك على ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأكد الجانبان أهمية دور البرلمانات في مد جسور التواصل وتحقيق مصالح الدول والشعوب، مشددين على ضرورة اعتماد الحلول السلمية لمعالجة الأزمات التي يشهدها العالم، ودور الدبلوماسية البرلمانية في دعم الحكومات وتسهيل الحوار في مختلف المجالات.
ورحب معالي صقر غباش في مستهل اللقاء بمعالي روبرتا ميتسولا والوفد المرافق لها، مشيداً بمستوى العلاقات الإماراتية الأوروبية وما تشهده من تقدم مطّرد.
وقال معاليه إن هذه زيارة الاستثنائية تُعدّ الأولى لرئيسة برلمان أوروبي إلى دولتنا ومنطقة الخليج العربي، وتشكل نقلة نوعية في مسار العلاقات البرلمانية مع الاتحاد الأوروبي، ورسالة واضحة بأن الحوار والانفتاح يمثلان حجر الزاوية في شراكتنا المستقبلية.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في توقيت دقيق على الساحة الدولية، وتعكس وعياً مشتركاً بحجم التحديات العابرة للحدود، وأهمية المقاربات البرلمانية المسؤولة التي تضع الإنسان والاستقرار والتنمية في صدارة الأولويات.
ولفت إلى أن العلاقات المتنامية بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي تحظى باهتمام ورعاية القيادة الرشيدة، لما تمثله هذه العلاقات من أهمية استراتيجية بالغة.
وأكد معاليه أن العلاقة مع البرلمان الأوروبي تمثل ركيزة أساسية ضمن سياسة الدولة الخارجية المبنية على التعاون والتفاهم والعمل المشترك نحو عالم أكثر توازناً وعدلاً.
وأضاف أن زيارة معالي رئيسة البرلمان الأوروبي تمثل تتويجاً لمسار تصاعدي من التعاون البرلماني مؤكدا أن الإمارات تعتبر الاتحاد الأوروبي شريكاً استراتيجياً موثوقاً، وفاعلاً رئيسياً في النظام الدولي، وتحرص على بناء شراكات ثنائية قائمة على الحوار المستدام، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة.
ولفت معالي صقر غباش إلى الإعلان المشترك الصادر في 10 أبريل 2025 بشأن إطلاق المفاوضات الرسمية لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة “CEPA”، حيث تم الاتفاق على بدء المفاوضات بشأن الاتفاقية باعتبارها محطة استراتيجية جديدة في مسار العلاقات الثنائية.
وأشار معاليه إلى أن الاتفاقية تمثل حجر الزاوية في العلاقات الاقتصادية المستقبلية، لما تحققه من تقدم ملموس في إزالة الحواجز الجمركية والتنظيمية أمام التجارة، وتعزيز التكامل في قطاعات حيوية تشمل الاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي.
وقال إن اتفاقية «CEPA» وستسهم في خلق أسواق جديدة، وزيادة التدفقات الاستثمارية، وتوسيع دائرة التكامل الاقتصادي بين الجانبين.
وأعربت معالي روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، عن سعادتها بزيارة دولة الإمارات، وتقديرها لحفاوة وحسن الاستقبال، مشيدة بمكانة الإمارات العالمية وما تمثله من نموذج للتعايش والاستقرار.
وأكدت معاليها أن ما تشهده العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات من تطور، يعكس مستوى الثقة المتبادلة والحرص المشترك على تنمية المصالح الاقتصادية وتعزيز الروابط المؤسسية بين الجانبين.
وأعربت معالي روبرتا ميتسولا عن تقديرها للدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وجهودها المتواصلة في ترسيخ قيم السلام والتعاون.