حال الإمارات

خالد بن محمد: الاستثمار في تعزيز منظومة الابتكار الطبي أولوية وطنية

خالد بن محمد: الاستثمار في تعزيز منظومة الابتكار الطبي أولوية وطنية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 16 أبريل 2025 01:05 صباحاً - أبوظبي ــ موفق محمد ووام

شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، انطلاق فعاليات النسخة الثانية من «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة»، الذي تُنظّمه دائرة الصحة – أبوظبي، تحت شعار «نحو حياة مديدة: مفهوم جديد للصحة والعافية»، حتى 17 أبريل الجاري، في مركز «أدنيك» أبوظبي.

واطّلع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال جولته في أروقة وأجنحة الحدث، على أهم الابتكارات الطبية وتقنيات الرعاية الصحية التي تُقدّمها أكثر من 150 جهة عارضة من 90 بلداً حول العالم.

وأكَّد سموه أهمية «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» ودوره في تسليط الضوء على الجوانب المختلفة للقطاع الصحي، من خلال استعراض أبرز الحلول الواعدة والتطوّرات المبتكرة التي تسهم في تعزيز صحة المجتمعات عالمياً.

وأشار سموه إلى أن استضافة أبوظبي للنسخة الثانية من هذا الحدث العالمي تعكس التزام الإمارة بمواكبة أحدث التطورات التي يشهدها القطاع الصحي، لاسيّما وأن نسخة هذا العام تُركِّز على الحياة الصحية المديدة.

الأمر الذي يتطلّب إطلاق مبادرات وتنفيذ برامج تسهم في دفع عجلة البحوث والدراسات الطبية والعلاجية وتعزيز الاستثمار في التقنيات الحديثة والبنية التحتية للقطاع الصحي، ترسيخاً للمكانة الرائدة للإمارة في مجال تحويل الأفكار الواعدة والمبتكرة في قطاع الرعاية الصحية إلى حلول ملموسة على أرض الواقع.

مركز توزيع اللقاحات

وشهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان افتتاح مركز إقليمي لتوزيع اللقاحات في الإمارة، وذلك على هامش فعاليات «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة»

وأكد سموه أهمية إبرام الشراكات الاستراتيجية الداعمة لتطوير اللقاحات، وتعزيز جهود البحث والتطوير والابتكار في هذا المجال الحيوي، إلى جانب دعم إنشاء مراكز متخصصة في توزيعها، بما يضمن إيصالها إلى جميع أفراد المجتمع، ويُسهم في تعزيز منظومة الصحة العامة والوقاية المجتمعية من الأمراض على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

كما أشاد سموّه بالجهود المبذولة لتأسيس شبكة مراكز لرفع كفاءة عمليات توزيع اللقاحات، ودعم برامج التحصين الحيوية الهادفة إلى حماية وصون صحة المجتمعات، مؤكّداً أن هذه الجهود تُعزّز ريادة منظومة الرعاية الصحية في الدولة وإمارة أبوظبي، والتي تتميّز بمرونتها وجاهزيتها وكفاءتها العالية للتعامل مع مختلف الأزمات والطوارئ الصحية.

اعتماد

واعتمد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان إطلاق «مجمّع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة» (HELM)، الذي تقود جهود إنشائه كل من دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ودائرة الصحة – أبوظبي، بهدف الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية وعلوم الحياة في إمارة أبوظبي، ترسيخاً لمكانتها كوجهة رائدة عالمياً في دعم مشاريع الابتكار الطبي والصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية.

وأكد سموه أن الاستثمار في تعزيز منظومة الابتكار الطبي سيظل أولوية وطنية تحظى بدعم واهتمام القيادة الرشيدة من خلال تشجيع مختلف المشاريع التي تهدف إلى الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية بمواصلة تبني أحدث تقنيات التكنولوجيا الحيوية المدعمة بالذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول مبتكرة تسهم في تحسين جودة حياة أفراد المجتمع.

وقال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي: يمثل إطلاق مجمّع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة (HELM) خطوة مهمة في استراتيجية أبوظبي الاقتصادية، ويعزز التزامنا ببناء منظومة متقدمة تدعم تطوير الأبحاث العلمية، والابتكارات والحلول الرائدة، وسيوفر المجمع للشركاء العالميين والمحليين مجموعة واسعة من الحلول.

بما في ذلك الوصول إلى التقنيات المتقدمة والبنية التحتية العالمية والأطر التنظيمية المتقدمة، ومن خلال إطلاق مجمع عالمي رائد في علوم الحياة، فإننا لا نسهم فقط في تسريع النمو الاقتصادي، بل نضمن أيضاً أن تظل أبوظبي في طليعة تطوير التقنيات التي ستُفيد البشرية جمعاء.

وقال أحمد الزعابي : «يُمثِّل افتتاح هذا المركز خطوة إستراتيجية في مسيرة إمارة أبوظبي نحو التحوّل إلى مركز عالمي للابتكار في خدمات الرعاية الصحية وتحقيق المرونة في سلاسل الإمداد.

ويعكس هذا الإنجاز التزامنا الاستراتيجي بتنويع الاقتصاد عبر قطاعات عالية الأثر مثل علوم الحياة، إلى جانب تعزيز دور الإمارة كشريك موثوق في دعم المنظومة الصحية عالمياً، ومن خلال الشراكات المتكاملة بين القطاعين العام والخاص، نعمل على بناء منظومة متكاملة تستشرف المستقبل، وقادرة على تلبية تحديات اليوم وتوقّع احتياجات الأجيال القادمة».

من جهته، قال معالي منصور إبراهيم المنصوري رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، إن إطلاق مجمّع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة (HELM) في أبوظبي يمثل محطة فارقة في مسيرتنا نحو ريادة مستقبل الرعاية الصحية.

مشيراً إلى أن هذا المشروع لا يقتصر على تطوير بنية تحتية متقدمة، بل يضع الإنسان في قلب الابتكار، ويمكننا من إحداث نقلة نوعية في مجالات الطب الشخصي الدقيق، والصحة المديدة وتعزيز جودة الحياة، ومن أبوظبي، نرسم ملامح منظومة صحية عالمية أكثر تقدماً واستدامة.

رؤية

وأضاف المنصوري: «في ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة، يأتي أسبوع أبوظبي العالمي للصحة انعكاساً لرؤية أبوظبي الطموحة الرامية إلى إحداث تحوّل في القطاع، وضمان تمتُّع المجتمعات بالحياة الصحية المديدة، عبر إيجاد منصة مفتوحة وشاملة تعزز الترابط بين الأطراف والجهات المعنية».

وتابع المنصوري: «يُجسِّد هذا المركز الإقليمي لتوزيع اللقاحات إنجازاً كبيراً لإمارة أبوظبي، حيث يُعد محطة لوجستية متكاملة تعتمد على البنية التحتية المتطورة للإمارة ، مما يجعله ركيزة أساسية ضمن جهودنا لبناء منظومة صحية مرنة تستشرف المستقبل.

ولا شكَّ أن هذا التعاون المثمر يؤكِّد دورنا الحيوي كشريك عالمي موثوق في مجال الصحة العامة، ويسهم في تسهيل الوصول إلى اللقاحات التي تُحسِّن حياة الأفراد، مما يجعلنا أكثر استعداداً لمواجهة التحديات المستقبلية، كما يعكس هذا الإنجاز رؤيتنا لأهمية العمل الجاد لتلبية الاحتياجات المُلِحَّة وتحقيق أثر إيجابي يرتقي بجودة حياة المجتمعات».

وقال بدر سليم سلطان العلماء، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار، إن مجمّع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة (HELM) يعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد في الابتكار والبحث الطبي.

حيث سيسهم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية في إحداث تحول نوعي في رعاية المرضى، وتطوير الأبحاث والابتكار في الصناعة الدوائية، مما يضمن مستقبلاً أكثر صحة للمجتمع، من خلال تعزيز الأمن الصحي محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وقال السير جوناثان سيموندز رئيس مجلس إدارة شركة «جلاكسو سميث كلاين»: تلتزم «جلاكسو سميث كلاين» بتعزيز الأمن الصحي من خلال إبرام الشراكات الإستراتيجية البنّاءة.

ويأتي افتتاح مركز إقليمي لتوزيع اللقاحات في أبوظبي ليؤسس محطة رئيسية تربط بين سلاسل الإمداد العالمية للقاحات، ومن خلال دمجه بين خبراتنا العلمية والبنية التحتية اللوجستية المتميّزة في أبوظبي مع الرؤية الإستراتيجية لدائرة الصحة – أبوظبي، سيتمكّن المركز من تحسين سُبل الوصول إلى اللقاحات الأساسية

جلسة افتتاحية

وانطلق أسبوع أبوظبي العالمي للصحة بجلسة افتتاحية ناقش خلالها المشاركون دور الصحة الدقيقة في بناء مستقبل أكثر صحة واستدامة، وأهمية مرونة النظام الصحي واستمراريته، ودور الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية في توفير خدمات رعاية نوعية للأفراد والمجتمعات.

حيث ضمَّت قائمة المشاركين في هذه الجلسة الدكتور بيتر عطية، الطبيب والمؤلف والباحث في مجال طب الحياة المديدة؛ وليما غبوي، مؤسس ورئيس منظمة غبوي للسلام في أفريقيا والحائزة على جائزة نوبل للسلام؛ وبينج شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42».

ويشهد «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» مشاركة أكثر من 200 متحدّث و1,900 ممثّل ضمن الوفود المشاركة، ومن المتوقع أن يستقبل الحدث أكثر من 15,000 زائر على مدى أيامه الثلاثة، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من القادة وصنّاع القرار في قطاع الرعاية الصحية من مختلف أنحاء العالم.

وأعلنت M42، (شركة عالمية رائدة في الصحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة) عن أن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بصدد بناء أول منشأة في المنطقة للعلاج بالأيونات الثقيلة في أبوظبي، ما يمنح المزيد من الأمل لمرضى السرطان في المنطقة، مشيرة إلى أن بناء المنشأة الجديدة سيبدأ عام 2026 في حرم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.

خطوة مهمة

وأكد حسن جاسم النويس، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة M42 ورئيس مجلس إدارة كليفلاند كلينك أبوظبي، أهمية هذه الشراكة للإمارات ومرضى السرطان، مشيراً إلى أنَّ شراكة M42 مع توشيبا خطوة مهمة تعزز التزامنا بإعادة تشكيل مستقبل الصحة العالمية عبر الابتكارات والتقنيات المتطورة.

فيما أكَّد الدكتور جورج باسكال هبر، الرئيس التنفيذي لكليفلاند كلينك أبوظبي، التزام المستشفى بتطوير رعاية مرضى السرطان، وتقديم أكثر أساليب علاج السرطان تطوراً في العالم، مشيراً إلى أن تقديم علاج الأيونات الثقيلة هو دليل على السعي الدؤوب من جانب المستشفى نحو الابتكار والتميز في مجال الأورام.

وأعلنت برجيل القابضة، خلال الفعاليات عن دخولها في شراكة مع كبرينغ كروس، «منظمة أمريكية غير ربحية»، لتصنيع علاجات الخلايا التائية محلياً بأسعار أقل بنسبة تصل إلى 90 % من الكلفة الدولية الحالية.

حيث ستقوم «المنظمة» بدعم «برجيل» بالتكنولوجيا والمواد اللازمة والتدريب المتخصص لإنشاء منظومة محلية لتصنيع العلاجات للخلايا التائية، بالإضافة إلى توفير نواقل فيروسية عدسية أساسية للتطوير السريري.

Advertisements

قد تقرأ أيضا