ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 14 أبريل 2025 12:20 صباحاً - حذَّر محمد العمادي، مدير عام مركز دبي للتوحد من انتشار «الادعاءات المضللة» حول وجود علاجات سحرية أو نهائية لاضطراب طيف التوحد، مؤكداً أن الترويج لذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي «وهم» يستهدف مشاعر الأهالي، ويستغل الجوانب النفسية والعاطفية لديهم لتقديم حلول زائفة مقابل مبالغ مالية باهظة، دون أي سند علمي أو طبي معتمد.
وأوضح في تصريحات خاصة على هامش الاحتفاء بشهر أبريل، شهر التوعية باضطراب التوحد، أن تلك الادعاءات تتنوع بين وصفات عشبية، وعلاجات دوائية غير مرخصة، وجلسات طاقة أو إزالة سموم، بل تصل أحياناً إلى الترويج لنظريات تهدف فقط إلى تحقيق مكاسب مالية دون أدنى اعتبار لحالة الطفل أو أسرته. والأسوأ من ذلك، أن بعض الأسر تؤجل التدخل العلاجي الصحيح بسبب تلك الإعلانات، ما ينعكس سلباً على تطور الطفل.
وأكد العمادي، مدير عام المركز عضو مجلس إدارته، أن نقص الكوادر المتخصصة، وصعوبة ضمان استدامة التمويل للبرامج المكثفة، إضافة إلى تحديات التشخيص المبكر في بعض الحالات، تُعدّ من أبرز المعوقات الحالية، مشيراً إلى حاجة بعض أولياء الأمور إلى دعم نفسي ومالي لمساعدتهم على التعامل مع التشخيص، ما يبرز أهمية الدعم المجتمعي ومجموعات المساندة.
وأفاد بأن عدد المستفيدين من خدمات المركز يصل إلى 150 طفلاً في النظامين المدرسي والعيادي، من بينهم 60 طفلاً مواطناً، مع تسجيل زيادة مستمرة في أعداد المستفيدين خلال السنوات الماضية نتيجة ارتفاع مستوى الوعي باضطراب طيف التوحد وتطوير جودة الخدمات المقدمة.
حملات توعية
وتحدث عن جهود المركز في التصدي لهذه الظاهرة عبر تنظيم حملات توعية موجهة لتثقيف المجتمع حول طبيعة اضطراب طيف التوحد وطرق التدخل المبنية على الأدلة العلمية، إلى جانب تقديم ورش عمل ومحاضرات دورية للأهالي لتعريفهم بالأساليب المعتمدة دولياً، وتوعيتهم بمخاطر الممارسات غير الموثوقة. كما أوضح أهمية التعاون مع الجهات الإعلامية والرقابية لتفنيد الشائعات والمعلومات المضللة والمشاركة في بناء سياسات تنظيمية تحظر الإعلانات الزائفة التي تستغل قضايا أصحاب الهمم.
وشدد على أن التوحد ليس مرضاً يحتاج «علاجاً»، بل هو اضطراب نمائي عصبي يتطلب فهماً وتقبلاً وتدخلاً تخصصياً مبكراً، يرتكز على خطط فردية مصممة بحسب احتياجات كل طفل وبمشاركة فعالة من الأسرة، مشيراً إلى أن نقص الفهم العميق لطبيعة التوحد يؤدي أحياناً إلى تهميش غير مقصود أو إصدار أحكام خاطئة.
مرجع عالمي
وتطرق إلى مساعي المركز الرامية إلى جعله مرجعاً عالمياً في تقديم خدمات شاملة ومبتكرة للأفراد من ذوي التوحد وأسرهم، انطلاقاً من استراتيجيات دقيقة يضعها مجلس الإدارة ترتكز على الجودة والاستدامة، بهدف تمكين هؤلاء الأفراد من خلال بيئة داعمة تضمن استقلاليتهم واندماجهم في المجتمع.