ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 28 مارس 2025 12:35 صباحاً - نجحت «مؤسسة الجليلة» ذراع العطاء لـ«دبي الصحية» في منح الطفل عبدالله فرصة لعيش حياة أفضل، بعد علاجه من عيب خلقي في الرأس، ضمن مبادرة «صندوق الطفل» التي تدعم العلاج والرعاية الطبية للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.
لم تكن فرحة الأبوين بطفلهما الأول، عبدالله، المولود عام 2023، سوى بداية رحلة لم يتوقعاها، فسرعان ما تحولت البهجة إلى قلق حين اكتشفا أنه وُلد بعيب خلقي في الرأس.
حملت الأم أحلاماً وردية لطفلها، متخيلة مستقبله المشرق، لكنها سرعان ما وجدت نفسها في مواجهة مسؤولية كبيرة، تفكر في حياته وتتمنى له مستقبلاً بلا قيود، ورغم المأساة، تماسكت ووقفت بجانب زوجها، باحثين معاً عن أمل يُنير درب صغيرهما.
لم يكن هناك ما يثير القلق عند الولادة، كما يروي الأب، وخلال الحصول على جرعة التطعيم الأولى في مركز العوير الصحي بدبي، لاحظت طبيبة الأطفال خللاً في تكوين رأس عبدالله وأخبرته أن العلاج يجب أن يبدأ قبل بلوغه 6 أشهر، ليجد الأب نفسه أمام تحدٍّ لم يكن مستعداً له، خصوصاً أن التأمين الصحي لا يغطي نفقات العلاج.
ويضيف الأب: عرضتُ عبدالله على طبيب ثانٍ، على أمل أن يكون له رأي آخر في التشخيص، يكون أخف وطأة، لكن تقريره تطابق مع رأي طبيبة مركز العوير، حيث أكد أيضاً وجود عيب خلقي في الرأس، وأوصى بمراجعة أحد المستشفيات الكبرى، ليذهب إلى مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـدبي الصحية، لما تمتلكه من إمكانيات متقدمة، عبر مستشفى الجليلة للأطفال.
وبعد دراسة الحالة، جاء الرد المنتظر من مؤسسة الجليلة، بالموافقة على علاج عبدالله والتكفل بالنفقات، وذلك عبر مستشفى الجليلة للأطفال ضمن مبادرة «صندوق الطفل» التابع للمؤسسة، وكانت تلك اللحظة بمثابة الفرج للأسرة، إذ شعرت وكأنها قطعت نصف الطريق نحو رحلة العلاج.
في مستشفى الجليلة للأطفال خضع عبدالله لفحوصات طبية شاملة، شملت تصوير الرأس لتحديد الحجم بدقة، وصولًا إلى توصية نهائية بوضع خطة علاجية تعتمد على تركيب خوذة طبية مصممة لتعديل شكل الرأس تدريجياً وإعادته إلى وضعه الطبيعي، وقد حُددت مدة العلاج بـ 6 أشهر، وتتطلب متابعة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
بدأ تنفيذ الخطة العلاجية وسط ترقب الأبَوين ودعواتهما بأن يُشفى طفلهما الوحيد، ولم تذهب هذه الدعوات سُدى، حيث قام الفريق الطبي بتركيب «الخوذة» بنجاح، مشيرين إلى أن تصحيح شكل الرأس سيستغرق نحو 6 أشهر.
خلال هذه الفترة، خضع عبدالله لمتابعة طبية دورية لضمان عدم حدوث أي مضاعفات، ومع كل فحص، كانت الأمور تسير على ما يرام حتى انقضت الأشهر الـ 6، وأعلن الفريق بشائر الشفاء التام، ليبدأ عبدالله حياته مجدداً دون قيود، ويتمكن من عيش طفولته على طبيعتها.
في هذه الأثناء، كانت فرحة الأبوين لا توصف بشفاء طفلهما وعودته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي دون مضاعفات، وأكدا على الدور الكبير الذي قدمه مستشفى الجليلة للأطفال، الذي تحمل المسؤولية كاملة بداية من الفحوصات الطبية والأشعة اللازمة وحتى تركيب الخوذة الطبية، إضافة إلى المتابعة الصحية لمدة 6 أشهر والاطمئنان تماماً على حالته.