ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 22 مارس 2025 12:35 صباحاً - شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الجلسة الرمضانية الثالثة التي نظمها مجلس محمد بن زايد في موسمه الحالي، تحت عنوان «التسامح والتعايش في الفكر الإسلامي».
وتحدث خلال الجلسة، التي عقدت في مقر المجلس في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الدكتور شايع الوقيان، باحث وكاتب من المملكة العربية السعودية، متخصص في مجال الفلسفة والفكر الإنساني.
حيث استهلها بتسليط الضوء على مفهوم التسامح، بدءاً من جذوره في التراث الإسلامي، وتأثيره في المجتمعات عبر التاريخ، وصولاً إلى تأكيد الحاجة في الوقت الحاضر إلى تعزيز قيمة التسامح واستدامتها، كونها وسيلة لتحقيق التعايش المنشود.
وتناولت الجلسة أهمية التسامح، بوصفه ركيزة أساسية للتنمية، وتعزيز السلم الاجتماعي، إضافة إلى كون المجتمعات التي تنتهج سياسات قائمة على التسامح والاندماج والتعددية الثقافية، تتمتع بقدرة أكبر على تحقيق الازدهار والاستقرار. وشدد المتحدث على أن التسامح ليس مجرد فضيلة أخلاقية، بل ضرورة استراتيجية لتعزيز الاستقرار والتنمية في المجتمعات، وتناول التسامح بكونه مفهوماً أخلاقياً في التراث العربي الديني والعلمي والفلسفي.
وقال: إن التسامح يقوم على 4 أركان رئيسة، وهي إفساح المجال للآخرين، بما يتيحه من تعدد الأصوات والآراء، والاعتراف بالاختلاف، كونه حقيقة إنسانية طبيعية، بجانب الإيمان بالتنوع، بوصفه عامل إثراء للمجتمع، وأن التعايش المشترك غاية للتسامح.
مبادئ التسامح
وأكد أن الإسلام رسخ مبادئ التسامح والتعايش، عبر مفهوم الكرامة الإنسانية التي تشكل أساس الاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات. وأشار إلى التسامح في الفكر الإسلامي القديم، وأهمية مبادئه في تعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين الناس، ومدى إسهام هذه القيمة في بناء مجتمعات متماسكة وقوية.
وتطرق الباحث إلى أهم مبادئ التسامح، ومنها الإحسان الذي يدعو إلى التعاون ومعاملة الآخرين بالحسنى، بجانب الإيمان بالتنوع والاختلاف الذي يسهم في تطور المجتمع واستقراره، إضافة إلى مبدأ التواصل الحضاري، والاستفادة من تجارب الآخرين، والتفاعل مع الثقافات المختلفة، مشدداً على أن القيمة الإنسانية لا تتحدد بالمعتقدات أو الأعراق، بل بما يقدمه الفرد من خير إلى مجتمعه والبشرية.
وشارك في الجلسة الدكتور مشهد العلاف أستاذ مشارك في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، والدكتورة فاطمة الدهماني رئيسة قسم التسامح والتعايش في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، واللذان تحدثا عن دور المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام والمنصات الرقمية والشباب في غرس ثقافة التسامح.