حال الإمارات

«محمد بن زايد سات» قصة نجاح «صنعت في الإمارات»

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 15 يناير 2025 11:53 مساءً - أكد عدد من المتخصصين في مجال الفضاء أن إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» (MBZ-Sat) الأكثر تطوراً في المنطقة والممهور بختم «صنع في الإمارات» يعتبر تفوقاً تقنياً واقتصادياً لدولة الإمارات، التي أطلقت رؤيتها للفضاء منذ سنوات طويلة بطموحات كبيرة عملت على ترجمتها بإطلاق العديد من المشاريع والمبادرات التي عززت من حضورها ومكانتها في مجال الفضاء على الصعيدين الإقليمي والدولي.

خبرات وطنية

وأشاروا إلى أن عملية بناء «محمد بن زايد سات» على أرض الإمارات وبخبرات وطنية بنسبة 100 % تعكس التقدم الكبير الذي أحرزته الدولة في علوم الفضاء، ونجاحها في تطوير تقنيات فضائية متقدمة، وتوطين الصناعات الفضائية واستدامتها.

والذي ظهر جلياً في القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الذي أسهمت الشركات المحلية في صناعة 90 % من أنظمته الميكانيكية و50 % من أنظمته الإلكترونية، بالإضافة إلى ذلك تعكس عملية البناء نجاح الإمارات في تأهيل كادر مواطن يعمل على تحقيق طموحات الدولة ويقوم بتنفيذ مشاريعها الفضائية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم تكنولوجيا الفضاء وكبير المستشارين بالأمم المتحدة، إن القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» جاء ضمن مشروع طموح ليعكس التقدم الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات في علوم الفضاء، بفضل التقنيات المتطورة التي تم استخدامها فيه.

حيث يتميز «محمد بن زايد سات» بتقنيات حديثة ومتقدمة في مجال الاتصالات والاستشعار عن بعد، وقدرته على تصوير الأرض بدقة عالية، مما يتيح استخدامه في العديد من التطبيقات مثل مراقبة البيئة، التغيرات المناخية، الزراعة، الكوارث الطبيعية، وحالات الطوارئ.

وأوضح أن القمر الاصطناعي ثمرة من ثمار العمل الإماراتي المستمر على تطوير تقنيات الفضاء وصناعة الأقمار الاصطناعية المحلية، حيث أظهرت الإمارات قدرتها على تصميم وتصنيع الأقمار الاصطناعية باستخدام أحدث التقنيات الهندسية.

مشيراً إلى أن «محمد بن زايد سات» ليس مجرد قمر اصطناعي للتصوير، بل هو أيضاً منصة لتعزيز الابتكار في مجالات متعددة، فهو يسهم في نقل الخبرات الإماراتية في مجال الفضاء إلى مستويات جديدة، خصوصاً أنه تم صناعة 90 % من أنظمته الميكانيكية و50 % من أنظمته الإلكترونية بواسطة شركات محلية التي أوجدها النشاط الفضائي لدولة الإمارات.

وأشار إلى أن دور الإمارات نحو الفضاء ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج رؤية استراتيجية طويلة المدى تم التخطيط لها بعناية منذ سنوات، أعلن عنها في ذلك الوقت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

لافتاً إلى أن الإمارات بدأت مبكراً في الاستثمار في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا ومن ثم الفضاء، وعملت على بناء جيل متسلح بالخبرات والمهارات لتحقيق الطموحات التي يريدها قادة الدولة كما هو الحال في القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات».

تطور نوعي

من جانبه، قال الدكتور بدر السويدان، النائب الأعلى للشؤون الفنية في المؤسسة العربية الفضائية -عرب سات، إن إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» يجسد الجهود المبذولة في قطاع صناعة الأقمار الاصطناعية في دولة الإمارات.

لافتاً إلى أنه من خلال متابعته لمشروع الأقمار الاصطناعية وتطورها في دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية لاحظ تطوراً نوعياً تقنياً في كفاءة الأقمار الاصطناعية ومساهماتها، والتي رافقها نمو في الكفاءات الوطنية التي استطاعت أن تترجم الخبرات المتراكمة من المشاريع السابقة، في تطوير القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الذي يتميز بتقنيات تصوير أكثر دقة وكفاءة في معالجة البيانات وإرسالها.

وأوضح أن القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» ليس مجرد قمر اصطناعي لخدمات التصوير وإنما هو مشروع أشمل لتطور صناعة الفضاء في الدولة بمشاركة عدة جهات ومساهمة مباشرة من القطاع الخاص، سيعمل على تعزيز دور قطاع الفضاء ومساهمته في التنمية ويتيح مجالات جديدة لتطوير القطاع في المستقبل، وسيمنح فرصاً للتقدم التقني والإبداع لشباب وشابات الدولة لتقديم أفضل ما لديهم وإبراز إمكانياتهم في قطاع الفضاء بما ينافس أو يفوق عما هو متاح حالياً في الأسواق العالمية.

مستقبل أفضل

وقال الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، إن تطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء في الدولة ليس مهماً للإمارات فقط، بل ذلك أمر في غاية الأهمية للبشرية جمعاء.

مشيراً إلى أن دولة الإمارات من حرصها على مستقبل أفضل للإنسان استثمرت في علوم الفضاء وأطلقت مشاريع نوعية، وهي اليوم تواصل جهودها بإطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» الأكثر تطوراً في المنطقة المزود بحلول الذكاء الاصطناعي وتقنيات عالية الدقة، والذي تم بناؤه على أيدي أبناء الإمارات وبمساهمة الشركات الوطنية التي صنعت أجزاءه الرئيسية وبعض أجزائه الدقيقة.

وأشار إلى أن «محمد بن زايد سات» وما يتمتع به من مميزات وتقنيات يعكس المستوى الذي وصلت له الإمارات في مجال توطين الصناعات الفضائية وقدرتها على تصنيع وتطوير تكنولوجيا الفضاء بشكل مستقل، إلى جانب حرصها على تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتوطين الصناعات الفضائية، وتطوير هذه الصناعة من خلال الاعتماد على الكفاءات الوطنية.

وأوضح أن «محمد بن زايد سات» أظهر كفاءة الكادر المواطن والقدرات والمهارات المتطورة التي يمتلكها الكادر الإماراتي في مجالات الهندسة والفضاء، حيث تم تصميم القمر الاصطناعي وتنفيذه بواسطة فرق من المهندسين الإماراتيين.

مما يظهر مستوى عالياً من الاحترافية والإبداع الذي يتمتع به الشباب الإماراتي في قطاع الفضاء، كما قدم المشروع في مراحلة المختلفة منصة للمرأة الإماراتية لإثبات كفاءتها في مجال الفضاء، حيث كان هناك العديد من المهندسات الإماراتيات المشاركات في تصميم وتنفيذ القمر الاصطناعي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا